حذر الرئيس
الجزائري، عبد العزيز
بوتفليقة، الخميس، معارضيه من الزج بالبلاد في أتون الفوضى، وتوعدهم بـ"إعمال الحزم و الصرامة"، بخطاب "ناري"، قال فيه عن المعارضة السياسية إنها "تريد الوصول إلى الحكم على أنقاض الدولة وأشلاء الشعب الجزائري".
فاجأ الرئيس بوتفليقة الجزائريين بخطاب "غير معهود"، اغتنم فيه مناسبة عيد النصر، المصادف لـ19 آذار/ مارس، من كل عام، لتوجيه رسالة "وعيد" لمعارضيه السياسيين، الذين صعدوا من مواقفهم بالأشهر الأخيرة، وقال عنهم الرئيس الجزائري إنهم "يعتمدون سياسة الأرض المحروقة من أجل الوصول إلى الحكم".
ولأول مرة منذ وصوله سدة الحكم بالجزائر، العام 1999، يتحدث الرئيس بوتفليقة بهذه الشدة، وقال بوتفليقة، الذي يحكم الجزائر لفترة رئاسية رابعة بموجب فوزه بانتخابات الرئاسة التي نظمت شهر نيسان/ أبريل، العام 2014: "لما كنت من هذا الشعب ونذرت حياتي لخدمته ومقاسمته سراءه وضراءه، يملي علي الضمير والمنصب حيث بوأني، بمحض اختياره، أن أصارحكم و أقول لكم إنني متوجس خيفة مما قد يقدم عليه من منكرات، أناس من بني جلدتنا اعترتهم نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة في مسعاهم إلى الوصول إلى حكم البلاد، حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتنا وأشلاء شعبنا".
وتوعد الرئيس الجزائري خصومه السياسيين بخطاب قرأه مستشاره الخاص محمد بن عمر زرهوني، باحتفالات عيد النصر، بمحافظة غرداية، جنوب البلاد، قائلا: "نحن الآن أمام حالة اضطرار إلى إعمال الحزم والصرامة، كل الحزم والصرامة، في الدفاع عن هذه الدولة، فهو واجب دستوري، واجب قانوني، واجب شرعي وأخلاقي لا يجوز لا تأجيله ولا التقاعس عنه".
وكانت أقطاب المعارضة، ممثلة في "تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي"، التي تضم ستة أحزاب معارضة، مدعومة بشخصيات وطنية وسياسية، و"قطب التغيير"، المتألف من خمسة أحزاب معارضة أيضا، طالبت بتنظيم انتخابات رئاسة مسبقة لإنهاء ما وصفته بـ"حالة الشغور بمنصب رئيس الجمهورية "بالبلاد.
ولم يبد الرئيس بوتفليقة موقفا حيال هذا المطلب الذي تردد كثيرا باجتماعات المعارضة، لكن "أحزاب السلطة" تكفلت على مدار شهور بالرد على المعارضة، بالقول: "إنها تعمل على القيام بانقلاب".
وقال الأمين العام للحزب الحاكم في البلاد، عمار سعداني، خلال لقائه مع مناضلي حزبه في محافظة وهران، غرب البلاد، الخميس: "إن الرئيس حذر من المخاطر التي تهدد البلاد ووحدتها، وهو يعمل ليجعل الجزائر تمر إلى بر الأمان.. إننا محسودون في الأمن الذي نتمتع به بفضل سياسته".
وجاءت كلمة سعداني منسجمة حد التطابق مع مضمون خطاب الرئيس بوتفليقة، بقوله: "إن بعض السياسيين يريدون تسويق بضاعة فاسدة، ويصرون على أن يصفوا كل شيء بالأسود، وأن يحملوا الشعب الجزائري مسؤولية فشلهم هم". وتابع: "إن الجزائر فقدت 22 ألف ضحية، ويريدون هم اليوم العبث بثمار الوئام والمصالحة الوطنية. إن الجزائر بخير، ولا ينكر هذا إلا مفلس. إننا في جبهة التحرير الوطني سنقف في وجه كل من يمس بأمن البلاد".
وقال جيلالي سفيان، رئيس حزب "جيل جديد"، وعضو مجموعة تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، المعارضة، بتصريح لصحيفة "عربي21"، الخميس، إن " النظام بالجزائر يسعى لزعزعة استقرار البلاد، والمساس بوحدتها الوطنية".
وتابع سفيان: "إن هناك مخططا لإدخال البلاد في متاهات خطيرة". وتساءل عن الجدوى من "قصف المعارضة، بالتأكيد فإن "المعارضة سعت لفترة طويلة من أجل إشعار السلطة بخطورة الوضع، لكنها لا تأبه".
ويبين خطاب الرئيس الجزائري معالم المرحلة المقبلة؛ إذ اغتاظت السلطة من تنقل رموز المعارضة إلى منطقة "عين صالح"، السبت الماضي، للاحتجاج مع سكان المنطقة ضد مشروع
الغاز الصخري.
ودعا الرئيس بوتفليقة سكان عين صالح إلى "التعقل".
وتحضر المعارضة في الجزائر لتنظيم مؤتمر لبحث الوضع بالبلاد، تزامنا مع مرور سنة عن الفترة الرئاسية الرابعة للرئيس بوتفليقة، شهر نيسان/ أبريل المقبل.
وقال الطاهر بن بعيبش، رئيس "حزب الفجر الجديد" بتصريح لـ"عربي21"، الخميس، "إن المعارضة ستدعو السلطة إلى حوار جاد معها بغية الخروج من الانسداد السياسي الحاصل". كما أضاف: "سندعو السلطة أيضا للعودة إلى الشرعية".