صحافة دولية

لوموند: سقوط الرمادي يعكس فشل استراتيجية أوباما في العراق

مقاتلو تنظيم الدولة في الرمادي يوم السبت الماضي
مقاتلو تنظيم الدولة في الرمادي يوم السبت الماضي

نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا حول سقوط مدينة الرمادي العراقية في يد تنظيم الدولة، ورأت أن هذا التطور الأخير دليل على فشل استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في محاربة هذا التنظيم في سوريا والعراق.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21"، إن سعادة الإدارة الأمريكية بمقتل أبو سياف لم تدم طويلا، فبعد أن هنّأ البيت الأبيض والبنتاغون نفسيهما، السبت الماضي، بالعملية التي نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في جنوب مدينة دير الزور، أحد معاقل تنظيم الدولة على الأراضي السورية، ونجاحها خلال العملية في قتل قائد عسكري مهم واعتقال زوجته، والحصول على وثائق مهمة، أعلن مقاتلو التنظيم الأحد الماضي عن سيطرتهم على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار السنية، غرب العراق.

وأضافت أن هذه المدينة، الواقعة على بعد 130 كيلومتر من بغداد، سقطت في يد التنظيم بعد حصار دام عدة أسابيع، وهي معلومة أكدها الناطق الرسمي باسم محافظ الأنبار الذي فر من المدينة، ولكن لم يؤكدها البنتاغون حتى الآن.

وقالت الصحيفة إن سقوط الرمادي، الذي كان منتظرا منذ أشهر، يعد تطورا مهما ذو أبعاد عديدة، فبعد مضي تسعة أشهر على تغيير رئيس الوزراء نوري المالكي بحيدر العبادي، تحت ضغط الإدارة الأمريكية، ورغم إرسال حوالي ثلاثة آلاف جندي ومستشار عسكري أمريكي، تبدو هذه الهزيمة دليلا على عجز الجيش العراقي أمام مقاتلي تنظيم الدولة.

وأشارت إلى أن أوضح دليل على عجز الجيش، هو طلب رئيس الوزراء حيد العبادي من الميليشيات الشيعية الاستعداد للذهاب لمحاربة تنظيم الدولة في الرمادي، رغم تحفظ الولايات المتحدة على هذه الخطوة.

وأوضحت الصحيفة أن تقهقر الجيش العراقي، واستيلاء عناصر تنظيم الدولة على مخازن الأسلحة، وتزايد دور المليشيات الشيعية غير الخاضعة للتنسيق العراقي مع الجيش الأمريكي، كلها أشياء تبين مدى محدودية فاعلية الاستراتيجية التي أعلنها أوباما في أيلول/ سبتمبر 2014، بهدف "إضعاف تنظيم الدولة ثم القضاء عليه"؛ حيث أنه بعد نحو سنة على سقوط الموصل الذي أتبعه التنظيم بحملة وصلت لمشارف بغداد، أثبت هذا التنظيم مرة أخرى قدرته على البقاء.

وذكرت الصحيفة أن واشنطن اكتفت إلى حد الآن بدور محدود على الأرض، مع حملة جوية متواصلة، بهدف احتواء تنظيم الدولة في مرحلة أولى وإيقاف تقدمه في اتجاه المحافظات الكردية، ثم توفير الدعم والإسناد للقوات العراقية للأخذ بزمام المبادرة واستعادة مناطق عديدة مثل تكريت في شهر آذار/ مارس الماضي.
 
وأضافت أن أوباما كان قد استبعد إمكانية نشر قوات أمريكية على الأرض، ولكنه لم يستبعد القيام بالهجمات الخاطفة، على غرار الهجوم الأخير الذي استهدف القيادي المعروف بلقب أبو سياف.

ورأت الصحيفة أن هذه الاستراتيجية الأمريكية لم تحقق النتائج المأمولة، فخلال عملية استعادة مدينة تكريت، كان دور المليشيات الشيعية حاسما، رغم أن حضورها عقد العمليات كثيرا بسبب غياب التنسيق بين الجيش الأمريكي وهذه المليشيات التي تؤطرها إيران، إضافة إلى الانتهاكات الطائفية العديدة التي ارتكبتها، والتي عقدت الوضع في العراق خلال العشرية الأخيرة.

واعتبرت الصحيفة أن الاستنجاد بهذه المليشيات الشيعية يعد أمرا حساسا جدا، خاصة في المحافظات السنية على غرار الأنبار، التي تمتد إلى الحدود السورية، خاصة عندما تضاف إليه الاتهامات الموجهة للحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة، بالتخلي عن المجموعات السنية المقاتلة إلى جانبها ضد تنظيم الدولة.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل