سياسة عربية

جنود سوريون بلباس عسكري يبيعون المواد الإغاثية في دمشق

فيما يرى موالون للنظام أن ذلك يشوه سمعة الجيش- أ ف ب
فيما يرى موالون للنظام أن ذلك يشوه سمعة الجيش- أ ف ب
تتكرر مشاهد سرقة السلال الغذائية والمساعدات الإغاثية من قبل عناصر موالين أو محسوبين على النظام السوري، فور وصول تلك الإغاثات إلى الجمعيات الخيرية المنتشرة في العاصمة السورية دمشق، رغم تخصيص تلك المعونات من قبل المنظمات الداعمة بهدف توزيعها على النازحين ومراكز الإيواء التي تعج بآلاف اللاجئين النازحين من مناطق عدة في أرياف دمشق ومناطق أخرى.

لا تنتهي عمليات السطو على إغاثات النازحين من قبل عناصر النظام وميلشيات الدفاع الوطني هنا فحسب، بل تتوضح معالم تلك الأفعال من خلال انقلاب بعض العسكريين في جيش النظام السوري إلى باعة يفترشون المواد الإغاثية على طرقات العاصمة، لبيعها للأهالي بأسعار أقل من سعرها التجاري ببعض الشيء بهدف إنفاذ الكميات الموجودة لديهم.

عضو مكتب دمشق الإعلامي "روز دالاتي" قالت في تصريح لـ "عربي 21"، هناك في إحدى زوايا حي "القنوات" الدمشقي العريق، يوجد أحد عناصر جيش النظام السوري، وهو يرتدي اللباس العسكري افترش ما بحوزته من مواد غذائية ومواد تنظيف وغيرها من المواد التي حصل عليها من المنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية.

وأكدت المتحدثة أن عنصر جيش النظام يحتمي من أشعة الشمس، خلال ساعات البيع، بخيمة عليها شعار منظمة الإغاثة "الأونروا"، فيما ينادي على المارة لشراء ما يتوفر لديه من مواد.

وأضافت دالاتي"تراه يرتدي اللباس العسكري المموه بشكل كامل، وعلى مقربة منه الجعبة المملوءة بالرصاص، ويضع بندقيته أسفل أحد الأكياس الغذائية"، مشيرة إلى أن الشيء الوحيد الذي غاب في ذلك العنصر هو "الحذاء العسكري" الذي استعاض عنه بنعال بلاستيكية.

واستطردت الناشطة في تصريحها لـ "عربي 21"، "عندما تقف أمام بضاعة ذلك العنصر، ترى فيها كافة محتويات السلال الغذائية التي تأتي إلى الجمعيات الخيرية ومنظمة الهلال الأحمر، والتي يفترض توزيعها على النازحين واللاجئين السوريين"، إذ تتكون تلك البضاعة في غالبيتها من "أرز، سكر، برغل، ومواد تنظيف".

في مشهد يتكرر كل يوم؛ يتجمع الأهالي والمارة حول بضاعة عنصر الجيش، الذي تحول إلى تاجر، في وسط الحارة الخالية في حي "القنوات" الدمشقي، ويبدأ البيع.

وأضافت "روز"، "خلال هذه البرهة القصيرة، تنسى هنا أنك أمام عنصر في جيش النظام السوري، فلا تجد له أو للباسه العسكري أي هيبة، وتعتقد أنك تقف أمام شخص ما من عوام الباعة الجوالة، وعند نجاحه في بيع ما أحضره اليوم يعود إلى الحاجز أو المكان المخصص له بعد جنيه الأرباح الصافية.

هذه المشاهد تتكرر في العديد من الأحياء والشوارع الدمشقية، باعة يرتدون اللباس العسكري، يلهثون وراء المال فقط، في حين يعقب بعض الموالين للنظام السوري على هذه المشاهد من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، على أن هذه الأفعال تسيء لسمعة جيش النظام على حد وصف المنتقدين، إلا أن حكومة دمشق لم تقم بأي عمل لدرء هذه الأفعال، أو حتى لمنع عمليات السطو على المواد الغذائية القادمة للمنظمات والجمعيات على أنها مساعدات مجانية، وليست بضائع تجارية ربحية.
التعليقات (0)

خبر عاجل