سياسة عربية

صحيفة لاكروا: السلطة الفلسطينية تعاني أزمة شرعية في الضفة

أصبحت القيادات الفلسطينية عاجزة أمام سيطرة إسرائيل على جميع المرافق - أ ف ب
أصبحت القيادات الفلسطينية عاجزة أمام سيطرة إسرائيل على جميع المرافق - أ ف ب
نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرا حول عجز السلطة الفلسطينية عن إقامة دولة تضمن كرامة شعبها، وتستجيب لمتطلبات الشباب الثائر، خاصة مع السياسات القمعية والاستيطانية للدولة العبرية، وتملصها من كل التعهدات والمواثيق الدولية.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن السلطة الفلسطينية تقف حائرة أمام ثورة الشباب الفلسطيني، لأنها عاجزة عن الاستجابة لمطالبهم، لكنها رغم هذا الموقف المحرج لم تنسى أن تطمئن السلطة الإسرائيلية حول تواصل التنسيق الأمني.

وقالت الصحيفة إن السلطة الفلسطينية أضحت بدون سلطة، باستثناء التعاون مع إسرائيل، وهي عاجزة عن التعامل مع الصعوبات التي تواجهها في الضفة الغربية، بالإضافة لعجزها عن فض الحصار المفروض على قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن "إيف أوبن دلاميسوزري"، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والسفير السابق، "أن السلطة في رام الله تسير نحو تفكك تام، كما أن محمود عباس الذي يعد ابن منظمة التحرير الفلسطينية قد أمضى جزءا كبيرا من حياته في روسيا للدراسة، ومكث في تونس لفترة مع المديرين التنفيذيين لمنظمة السلطة الفلسطينية، قبل أن يعود مع ياسر عرفات إلى الضفة الغربية".
 
ونقلت أيضا عن الخبير قوله "إن محمود عباس استفاد من مبالغ مالية هامة عندما نجح في جعل فلسطين دولة مراقبة في الأمم المتحدة في عام 2012". وأضافت الصحيفة إنه منذ ذلك الوقت فقد الرئيس الفلسطيني مصداقيته بين المؤسسات التي يمثلها والمجتمع السياسي الذي يحيط به.
 
ونقلت الصحيفة عن بليغ نابلي، مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجي، قوله "إن السلطة الفلسطينية تعيش أزمة شرعية، في ظل غياب التواصل بين الشباب والقيادات، وانتهاء عهدة عباس في الرئاسة، وعدم تحقيق أي مكاسب عبر اتفاقات أوسلو، التي قال عنها عباس إنها لم تعد ملزمة. وفي ظل هذا الوضع وغياب أفق سياسي اتخذ الشباب الفلسطيني في الضفة خيار الانتفاضة والرد على العنف الإسرائيلي بالعنف."
 
وأشارت الصحيفة إلى موقف حركة حماس من الوضع في القطاع، حيث تسعى لتأطير الحركات الاحتجاجية هناك خوفا من دخول جماعات متشددة على الخط بهدف زعزعة أمن القطاع، لكن تبقى قدرات حماس محدودة في ظل الحصار المفروض على سكان القطاع خاصة بعد ثلاث حروب دامية عاشوها في خمس سنوات.
 
وقالت الصحيفة إن الأحداث الأخيرة جاءت في وقت سيء بالنسبة لحماس، خاصة وأنها تسعى لتحقيق مكاسب جديدة للقطاع، ويبدو ذلك واضحا من خلال تفاوضها مع قطر وتركيا لبناء ميناء بحري في القطاع.
 
واعتبرت الصحيفة أن القيادات الفلسطينية عاجزة عن إدخال تغييرات سياسية مهمة أمام سيطرة إسرائيل على جميع المرافق، فحتى مغادرة البلاد عبر الجو لا تكون إلا بإذن من إسرائيل، بالإضافة لبناء المستوطنات في الضفة الغربية، الشيء الذي يضرب هيبة الحكومة الفلسطينية ويضعف تحركاتها.
 
ونقلت الصحيفة عن إيف أوبن قوله: "لا وجود لعملية سلام، نحن في انحدار، فبعد اتفاق كامب ديفد لم يكن الحل بعيدا، فلو تم تبادل الأراضي وضم المستوطنات وتقسيم القدس وعودة اللاجئين لكان الحال أفضل، لكن اليوم يبدو الأمر كما لو أن المجتمع الدولي لم يعد يعترف بكل ذلك".
 
وفي الختام نقلت الصحيفة عن إيف أوبن قوله "نحن لا نرى بديلا لحركة فتح، لكنها غير قادرة على الحكم، أو حتى جلب اعتراف بالدولة الفلسطينية".

ونقلت أيضا عن بليغ نابلي قوله: "فقط مروان البرغوثي لديه الكاريزما والقدرة على توحيد الفلسطينيين، لكنه يقبع في سجون الاحتلال".
التعليقات (0)