أثار التقدم الذي حققه
جيش الثوار، المنضوي تحت راية قوات
سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا، في الريف الشمالي من حلب على وقع الضربات الجوية الروسية، تساؤلات عدد من المراقبين في الشأن السوري، حول ماهية الجيش والأجندة التي يسعى لتنفيذها.
قال طارق أبو زيد، الناطق الرسمي في جيش الثوار، جوابا على سؤال لـ"
عربي21" حول ماهية الجيش والأهداف التي يعمل على تحقيقها في الشمال السوري، فضلا عن الاتهامات الموجهة له بالعمالة للروس وقوات الأسد: "إن حرب جيش الثوار، حرب مفتوحة ضد حركة "أحرار الشام" وجبهة
النصرة، وتنظيم الدولة"، مشيرا إلى أن قواتهم لا تتوسع على حساب أحد في الريف الشمالي من حلب، فهم، بحسب قوله: "طُردوا من الريف الشمالي بعدما حرروه من قوات الأسد".
وأضاف "أبو زيد"، أن من سيقوم بإدارة المناطق التي يسيطر عليها "جيش الثوار" هو "مجلس الشهباء"، وهو مجلس مدني، لا علاقة له بالعسكرة أو الإدارات الذاتية التابعة للوحدات، مشيرا إلى أن أهالي المناطق التي سيدخلونها "هم أهلنا، لن يمسهم أحد بسوء وهم سيلاحظون الفرق بيننا وبين المتأسلمين"، على حد تعبيره.
وشدد على أنه لا نصر على الأسد، و"القاعدة ومشتقاتها بين ظهرانينا"، نافيا في الوقت ذاته وجود أي تحالف بين وحدات الحماية الشعبية التي تشكل الجزء الأكبر من قوات سوريا الديمقراطية، وقوات الأسد، مشيرا إلى أن هذا التحالف موجود فقط في ذهنية من اعتبرهم "يريدون قلب الحقائق".
واستبعد "أبو زيد" وجود حالات الثأر عندهم على النصرة وغيرها ممن طردوهم من ريف إدلب وحلب، نافيا في الوقت ذاته أن يكون قتالهم على هذا الأساس، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن "جيش الثوار" يقاتل الفصائل في الريف الشمالي، لأنها "رفعت راية غير راية الثورة، وتبنت أهدافا غير أهدافها، وقاتلت الجيش الحر وطردته من مناطقها".
ورأى الناطق الرسمي في جيش الثوار خلال حديثه لـ"
عربي 21" أن النظام لا يرى في القاعدة عدوا بل، بحسب قوله: "هي من أعادت شرعيته مما قدمه أمام المجتمع الدولي على أنه يقاتل الإرهاب".
وأعلن عن تشكيل جيش الثوار في الثالث من شهر أيار/ مايو من العام الماضي، من تحالف عدة فصائل من محافظات "حمص، حلب، حماه، واللاذقية"، حيث أشار في إعلان تأسيسه إلى أن هدفه قتال النظام، والعودة بالثورة إلى حقيقتها، لكنه سرعان ما انضم لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا، والتي تسيطر وحدات الحماية الشعبية الكردية على 52% منها، والتنسيق مع الروس، في الوقت الذي يعتبر فيه جيش الثوار من خلال تصريحات منسوبة لقيادات فيه أن تركيا لم تعد قادرة على تحريك شيء على الأرض السورية، وأن ما يجري في
ريف حلب الشمالي يحصل بتوافق روسي- أمريكي.