نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن رغبة نادي
برشلونة في اكتشاف
مواهب كرة القدم في
نيجيريا عن طريق إنشاء أكاديمية لكرة القدم في مدينة لاغوس.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن الحلم قد يصبح حقيقة بالنسبة لملايين الشبان النيجيريين الذين يرغبون في احتراف كرة القدم العصرية في أكاديمية تنتمي لأقوى النوادي الأوروبية في القرن الواحد والعشرين.
وذكرت الصحيفة أن حاكم ولاية لاغوس، أكن وونمي أبود، أكد يوم الأربعاء 24 شباط/فبراير رغبة النادي الكتالوني في تأسيس أكاديمية لكرة القدم في نيجيريا. ورغم أن أبود لم يحدد تاريخ بداية المشروع الذي ينتظره ملايين الشبان المغرمين برياضة كرة القدم في نيجيريا، إلا إنه أكد "القيام بكل ما هو ضروري لوضع حجر الأساس للمشروع في أقرب وقت ممكن".
وأضافت الصحيفة أن الفرق الأوروبية أصبحت تراهن على اكتشاف المواهب الواعدة في سن مبكرة للاستفادة منها بأكبر قدر ممكن، فكلما كان اللاعب الموهوب أصغر سنا كلما انخفضت قيمة عقده، وزادت قيمته المحتملة عند إعادة بيعه لفريق آخر.
وفي كانون الثاني/يناير من سنة 2015، أعلن نادي ريال مدريد عن تعاقده مع الطفل المعجزة، مارتين أوديغارد، الذي كان يلعب لحساب فريق سترو مسغودست النرويجي مقابل مبلغ قيمته أربعة مليون يورو، وهو مبلغ خيالي مقارنة بحداثة سن اللاعب النرويجي، ما يعكس حقيقة المنافسة المحمومة بين الفرق الأوروبية الكبرى في اكتشاف المواهب الواعدة في كرة القدم.
وذكرت الصحيفة أن أكاديمية كرة القدم لاماسيا التابعة لنادي برشلونة ساهمت منذ إنشائها قبل سنوات في تطعيم الفريق بلاعبين شبان موهوبين، ومن بينهم ليونيل ميسي، سيرجيو بيسكوتس، جيرارد بيكيه، وأندرياس إنيستا.
غادر بعض هؤلاء اللاعبين فريق برشلونة بعد أن حفروا أسماءهم في تاريخ النادي الكتالوني، والبعض الآخر لازال يزداد تألقا كل موسم سواء في الليغا أو في دوري الأبطال الأوروبية، لكن مسؤولي الفريق أدركوا أنهم في حاجة لتصدير تجربة لاماسيا خارج إسبانيا، وتحديدا في نيجيريا التي أنجبت أفضل نجوم كرة القدم الإفريقية.
وأضافت الصحيفة أنه إذا كانت هذه الخطوة تعتبر خطوة جريئة وواعدة بالنسبة للنادي الكتالوني الذي يسعى ليكون أكثر قربا من المواهب الكروية، فإن عديد الفرق الأوروبية الأخرى قد سبقته لذلك، فنادي أسي موناكو الفرنسي كان أول من أنشأ مركز تكوين للشبان في غرب إفريقيا، وتحديدا في العاصمة السينغالية داكار، وأجاكس أمستردام الألماني الذي أسس أولى مراكز تدريبه في العاصمة الغانية أكرا.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل هذه التجارب الأوروبية تسعى إلى تحقيق نفس النجاح الذي حققته أكاديمية ميموزيف كوم التابعة لنادي أساك ميموزا في ساحل العاج، والتي ساهمت في تطعيم منتخب الفيلة بأبرز اللاعبين الشبان، الذين شارك 14 لاعب من بينهم في التشكيلة المثالية للمنتخب التي ضمت 23 لاعبا خلال مسابقة كأس إفريقيا في سنة 2008.
وذكرت الصحيفة أن برشلونة أعلنت خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر من سنة 2015 عن إنشاء مدرسة أف سي برشلونة لكرة القدم في المدينة المغربية الدار البيضاء بهدف تأطير وتكوين لاعبي كرة القدم الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات و16 سنة، ثم بعد ذلك بأشهر قليلة أعلن المسؤول في فريق برشلونة، بول فيلانوفا، رسميا عن مشروع أكاديمية كرة القدم في المدينة النيجيرية التي تضم أكثر من 21 مليون نسمة، وهو مشروع حظي منذ ظهوره بدعم السلطات المحلية في المدينة، وحاكمها أبود الذي أكد أنهم يتشاركون "نفس قيم الاحترام، والشجاعة، والتواضع مع نادي برشلونة".
وأضافت الصحيفة أن برشلونة لازال يواصل رحلة بحثه عن "ميسي جديد" في أدغال القارة السمراء التي تزخر بالمواهب الواعدة التي يراهن عليها النادي الكتالوني دائما للمحافظة على إشعاعه الأوروبي والعالمي، فرغم تعرض النادي الإسباني لعقوبات متكررة من طرف الفيفا بسبب تجاوزات تتعلق بانتداب لاعبين قاصرين في سنتي 2014 و2015، فإن ذلك لا يمكن أن يؤثر على استراتيجية النادي الذي يعتبر كما يقول شعاره المحلي "أكثر من نادي"، والذي يدرك جيدا كيفية التعلم من أخطاء الماضي.
لطالما زودت إفريقيا نادي برشلونة بأفضل اللاعبين الموهوبين منذ بداية إشعاع النادي الكتالوني، ففي سنة 1967 انضم اللاعب الأنغولي، ألبرتو مندونسا كأول لاعب إفريقي في فريق برشلونة، ثم تلاه النيجيري، إيمانويل أمونكي في سنة 1996، ثم في سنة 1997 تقمص صامويل أوكونوا أزياء الفريق، ليتألق بعد ذلك عديد اللاعبين الأخرين فيه على غرار صامويل ايتو، يايا توري وألكسندر سونغ.
وفي الختام، قالت الصحيفة، إن نادي برشلونة يراهن من خلال استثمار أمواله في نيجيريا على اكتشاف مواهب واعدة تضمن للنادي الكتالوني المحافظة على إشعاعه العالمي، ومجاراة النسق السريع الذي تتطور به كرة القدم.