هاجم "مركز الدراسات الدبلوماسية
الإيرانية"، حركة المقاومة الإسلامية (
حماس)، وزعيمها خالد مشعل، قائلا إن "الحركة تفضل الصداقة مع
السعودية بدلا من إيران".
وقال المركز الدبلوماسي، وهو مركز إيراني شهير ونافذ وتابع للخارجية الإيرانية، إن "حركة حماس التي كانت قبل الربيع العربي في عام 2011 تعدّ نفسها حليفا لإيران، وكانت تقول بأن إيران هي الداعم الرئيس للحركة، تغيرت مواقفها من إيران فجأة مع صعود قوة الإخوان المسلمين في مصر".
ورأى المركز الإيراني أن حركة حماس كانت "تعدّ نفسها فرعا من حركة الإخوان المسلمين الدولية"، موضحا أنه "بعد وصول حركة الإخوان إلى السلطة في مصر، اعتقدت حماس بأن الحركة الأم أصبحت تتحكم في مصر، وعليها الاقتراب من هذه الحركة ومؤيديها، مثل تركيا وقطر، مقابل الابتعاد عن إيران".
وتابع تقرير المركز الدبلوماسي الإيراني حول تغير مواقف حركة حماس في المنطقة، قوله بأن "حماس قررت مع بداية الأزمة السورية التحول رسميا في علاقتها مع إيران وسوريا"، مضيفا أن "الحمساويين قرروا الوقوف إلى جانب المعارضة السورية، بما أن جوهرها كان من إخوان
سوريا، الذين يحظون بدعم قطري -تركي".
اقرأ أيضا: موقع تابع للحرس الثوري يهاجم خالد مشعل وحماس (فيديو)
واتهم المركز حركة حماس بـ"وضع خبرتهم وإمكانياتهم العسكرية كافة بيد المعارضة السورية، والمشاركة ميدانيا في الحرب إلى جانب المعارضة السورية ضد الأسد".
ما الذي تغير؟
واعتبر "المركز الدبلوماسي الإيراني" أن "سقوط الإخوان في مصر، واستخدام بشار الأسد العنف المفرط ضد المعارضة السورية، أضعفا حركة حماس"، قائلا: "بعد سقوط حركة الإخوان في مصر، واستمرار بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا؛ بسبب استخدامه القوة المفرطة ضد معارضيه، أُنهك حماس من هذه التطورات الإقليمية، وبدأت تشعر بالضعف تدريجيا؛ ولهذا السبب لم يبق أمامها أي خيار سوى تغيير رؤيتها عن الأحداث في المنطقة".
واستدرك المركز بالقول إن "حماس بدلا من الرجوع إلى حضن حلفائها السابقين، والإعراب عن ندمها على أخطائها الماضية، استمرت بتدحرجها في جبهة المعارضة"، في إشارة إلى الدول المعارضة للتدخل الإيراني في المنطقة، الداعمة للثورة في سوريا.
وأكد المركز الدبلوماسي رفض خالد مشعل زيارة إيران، قائلا إن "مشعل رفض مرارا وتكرارا زيارة إيران، وقال صراحة إن الوضع الحالي في العالم العربي، وتأزم العلاقات بين إيران والعرب، لا يسمح له بالذهاب لزيارتها"، مشيرا إلى أنه يفضل لقاء الإيرانيين في دولة ثالثة، وهو ما رفضه الإيرانيون.
وقال المركز الدبلوماسي إن مشعل يصر على تحسين العلاقات مع مصر والسعودية، مشيرا إلى إرسال وفدي مصالحة للسعودية ومصر.
وحول موقف مشعل من إيران، قال المركز الإيراني إن "مشعل يعتقد بأن العلاقات مع إيران، التي لديها أزمة مع العرب والسنة في المنطقة سوف تكلفه ثمنا باهظا، ولهذا السبب فهو يفكر في إحياء علاقات الحركة مع مصر والسعودية".
ونقل المركز الدبلوماسي عن مصادر إعلامية تصريحا عن مشعل، ادعى نقله خلال تواجده في حفل خاص، بأنه "ينصح بعدم الاقتراب من إيران أو الذهاب إليها، طالما لم تنته الأزمة السورية، وما زال بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا".
السعودية بدل إيران
واعتبر المركز الإيراني بأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة نقلت ملف القضية
الفلسطينية إلى يد السعودية، متسائلا عن "الأهداف التي تريد حماس تحقيقها من تقاربها مع السعودية".
يشار إلى أن الإعلام الرسمي الإيراني يشن هجمة شرسة ضد حركة حماس، منذ اتخاذها موقفا "داعما للثورة السورية".
وهاجم موقع "تابناك"، التابع للجنرال محسن رضائي، في وقت سابق، مشعل بشدة؛ بسبب عدم اتخاذ حركة حماس موقفا سياسيا ضد "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية.