مهاجرون عرب ومسلمون تولوا مناصب عليا بأوروبا وأمريكا (ملف)

بعد أسبوع من انتخاب المسلم من أصل باكستاني، صادق خان، عمدة للندن في خطوة غير مسبوقة في أوروبا، أُعلن عن تولي اللبناني الأصل ميشال تامر؛ حكم البرازيل خامس أكبر دولة في العالم، من حيث المساحة وعدد السكان، بعد بدء إجراءات عزل الرئيسة ديلما روسيف، فيما استطاعت محترم آراس، السياسية ذات الجذور التركية أن تترأس برلمان أكبر ولاية صناعية في ألمانيا، لتكون أول مُهاجِرة تحصد هذا المنصب.

النجاحات الثلاثة السابقة لمهاجرين عرب ومسلمين دفعت "عربي 21" لرصد أسماء 10 شخصيات سياسية مؤثرة ورؤساء جمهوريات من أبناء المهاجرين الذين وصلوا أوروبا وأمريكا نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

ومن النماذج التي حققت نجاحا في مجال السياسة يمكن نرصد الأسماء التالية:

اللبناني ميشال تامر رئيساً للبرازيل

تولى اللبناني ميشال تامر رسميا رئاسة دولة البرازيل، في 12 أيار/ مايو الجاري، وذلك بصورة مؤقتة ولمدة 180 يوما، وذلك إثر إيقاف الرئيسة السابقة للبلاد ديلما روسيف عن العمل بقرار من البرلمان وإحالتها إلى المحاكمة، فيما كان يشغل تامر أستاذ القانون البالغ من العمر 75 عاماً؛ منصب نائب روسيف.

ومن المنتظر أن يقود تامر البرازيل أكبر دولة في أمريكا الجنوبية، وثالث أكبر بلد في الأمريكيتين وخامس أكبر دولة في العالم، من حيث المساحة وعدد السكان، ومن المقرر أن تقام خلال عهده دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو، في 5 آب/ أغسطس المقبل.

وتامر أحد الشخصيات الذين تتهمهم روسيف بالوقوف وراء "الانقلاب عليها"، بعدما قال في تسجيل سرب في نيسان/ أبريل إن البرازيل بحاجة إلى "حكومة لإنقاذ البلاد".

ويُعرف تامر أيضاً بأنه صانع الرؤساء، حيث ساعد على تشكيل تحالفات مع جميع الرؤساء خلال 20 عاماً الماضية، وهو رئيس حزب الحركة الديمقراطية، أكبر حزب سياسي في البرازيل.

أول مُهاجِرة تترأس برلمان ولاية ألمانية



محترم آراس ذات الأصول التركية، والنائبة عن حزب الخضر في ألمانيا، فازت وبغالبية ساحقة برئاسة برلمان ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية الأربعاء الماضي، حسبما أفادت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله".

وآراس الخبيرة المالية، المولودة عام 1966 في إحدى قرى الأناضول في تركيا، كانت قد هاجرت مع والديها إلى ألمانيا عام 1978، وهي تنتمي إلى الطائفة العلوية، فيما تعد أول مهاجرة تترأس برلمان هذه الولاية الصناعية الغنية الواقعة جنوب ألمانيا، حيث لم يسبق من قبل أن ترأس البرلمان رجل أو امرأة بخلفية أجنبية.

عمدة مدينة الضباب



معادلة صعبة حققها صادق خان، المحامي المسلم ذو الأصول الباكستانية، والعضو في حزب العمال البريطاني، بإعلان فوزه في 6 أيار/ مايو بمنصب عمدة العاصمة البريطانية.

خان الذي خاض معركة قاسية قبل أن ينال منصبه الرفيع، ولد عام 1970 لمهاجر باكستاني، ونشأ في مجمع سكني متواضع في حي توتنج جنوب لندن. وله ستة أشقاء ذكور وشقيقة واحدة، وكان والده يعمل سائق حافلة في لندن، ووالدته تعمل خياطة، وكان دائما ما يردد جملة: "والدي كان سائق حافلة".

أنهى دراسته الجامعية ونال شهادة الحقوق، وعمل محاميا، وفي عام 2005، أصبح عضواً في البرلمان عن حزب العمال، وشغل في 2008 حتى 2010 منصب وزير دولة لشؤون الإدارة المحلية والنقل في حكومة غوردن براون، ثم عمل في حكومة الظل كوزير للعدل، إلى أن تولى منصب عمدة لندن.

سيدة الأرجنتين الأولى



مع بداية 2016، أصبحت جوليانا عواضة، ذات الأصول اللبنانية، سيدة الأرجنتين الأولى وذلك بعد فوز زوجها ماوريسيو ماكري، برئاسة بلاد التانجو ثامن أكبر دولة بالعالم من حيث المساحة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.

جوليانا هي ابنة المهاجر اللبناني الأصل "إبراهيم عواضة" من مدينة بعلبك في محافظة البقاع، وأمها إيلسا استير بكر، سورية الأصل. وتزوجت جوليانا من السياسي الأرجنتيني ماوريسيو ماكري عام 2010، ليصبح رئيسا لبلاده بعد ست سنوات من زواجه باللبنانية التي أنجبت له طفلته أنطونيا.

سيدة الأرجنتين الأولى تتحدث الإسبانية والإنجليزية والفرنسية، وبعض من اللغة العربية التي تعلمتها في منزل عائلتها، ومن خلال زيارات عدة قامت بها إلى لبنان ومصر والمغرب، حسب العربية.نت.

محجبة في البيت الأبيض



برغم التواجد الكبير للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة، إلا أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى أي من المؤسسات الأمريكية الثلاث (الكونغرس، البيت الأبيض، الهيئة القضائية العليا)، غير أن عددا قليلا من أبناء المهاجرين العرب نجحوا في انتخابات الكونجرس دون تأثير سياسي كبير.

وفي عام 2009، وخلال فترة رئاسته الأولى، أدخل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الباحثة المسلمة الأمريكية من أصل مصري، داليا مجاهد، إلى مجلسه الاستشاري الخاص بالأديان المكون من ممثلي 25 طائفة وشخصيات علمانية، لتكون بذلك أول مسلمة محجبة تشغل منصبا من هذا النوع في البيت الأبيض.

وُلِدت داليا مجاهد في القاهرة ونشأت في الولايات المتحدة، وحصلت على بكالوريوس الهندسة الكيميائية، ثم عملت في شركة "پروكتر آند گامبل" كباحثة في تسويق المنتجات، ثم حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية جوسف كاتز للدراسات العليا في الأعمال.

تم تصنيف داليا مجاهد ضمن "أقوى 100 شخصية عربية 2010"، وجاءت من بين "أقوى 500 شخصية عربية 2012"، حسب تصنيف "أريبيان بزنس". وتعيش داليا مجاهد في واشنطن مع زوجها وابنيها طارق وجبريل.

نائب سوري في بوندستاغ



جمال قارصلي سياسي وبرلماني ألماني سوري الأصل، من مواليد 2 أيلول/ سبتمبر 1956 في منبج، بمحافظة حلب السورية. أصبح نائبا في البرلمان الألماني "بوندستاغ"، واعتبر بسبب تصريحاته المناصرة للقضية الفلسطينية والمهاجرين العرب في ألمانيا أنه معاد للسامية.

أصبح قارصلي عضوا في برلمان ولاية شمال الراين - وستفاليا في 1995، وأعيد انتخابه لفترة ثانية عام 2000، واستقال من حزب الخضر لعدم استنكار حزب الخضر للسياسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

وبعد فترة قصيرة من انتمائه للحزب الديمقراطي الحر، اضطر للاستقالة نتيجة الحملة الضارية التي شنتها عليه وسائل الإعلام الألمانية لقوله: "إن الجيش الإسرائيلي يستخدم طرقا نازية في معاقبة الشعب الفلسطيني"، وقوله: "إن اللوبي الصهيوني يسيطر على وسائل الإعلام في العالم".

تجربته في ألمانيا بدأت عام 1980 بعد دراسته الكيمياء الصناعية في دمشق، حيث درس الهندسة المدنية في بوخوم، واستقر حتى عام 1992 في جامعة دورتموند، وحصل على الماجستير في هندسة التخطيط الحضري، ونال الجنسية الألمانية عام 1985، وهو متزوج من سيدة إيطالية ولديه ثلاثة أبناء، فاطمة وصوفيا وسامي.

من بيت لحم إلى رئاسة إلسلفادور



إلياس أنطونيو سقا غونزاليس، فلسطيني الأصل أصبح رئيساً للسلفادور بين عامي 2004 و2009، ابن 39 عاماً، حيث خاض معركة شرسة على الرئاسة مع مواطنه الفلسطيني الأصل، شفيق حنضل، البالغ من العمر وقتها 74 عاما، والذي كان يترأس مجموعة حرب عصابات في وقت ما.

وسقا رجل الأعمال ومقدم البرامج الإذاعية السابق، ينحدر من أصول فلسطينية من عائلة هاجرت في بداية القرن العشرين من بيت لحم بالضفة الغربية، وولد في السلفادور عام 1965، وهو أحد اعضاء حزب التحالف الجمهوري الوطني في البلاد.

وما يزال المنزل الذي بنته أسرة "إلياس أنطونيو سقا غونزاليس" عام 1880 باقياً إلى اليوم في المدينة القديمة من بيت لحم، فيما غادرته العائلة عام 1924 إلى السلفادور.

ترك الإسلام ليقود الأرجنتين



كارلوس منعم ذوي الأصول السورية، تولى رئاسة الأرجنتين في الفترة من 1989 وحتى 1999، وكان نجمه قد بزغ عندما تظاهر من أجل السجناء السياسيين، وتم اعتقاله عام 1957 لمساندته أعمال العنف ضد سياسات الرئيس الأرجنتيني الأسبق بيدرو يوجينو آرامبورو.

ترك الإسلام واعتنق المسيحية عندما أراد الترشح لرئاسة الأرجنتين؛ لأن دستور البلاد يفرض أن يكون الرئيس مسيحيا، وتولى منصب الرئاسة في كانون الثاني/ يناير 1989، ولمدة 10 سنوات.

ولد كارلوس شاول منعم في 2 تموز/ يوليو 1930 بمقاطعة لاريوخا، شمال غرب الأرجنتين، من أبوين سوريين مسلمين مهاجرين للأرجنتين، وهما شاول منعم ومهيبة عقيل، المنحدرين من مدينة يبرد جنوب غرب سوريا.

سافر إلى سوريا سنة 1964 حيث التقى بسليمة فاطمة جمعة، وهي أرجنتينية من أصل سوري وتزوجها عام 1966، لكنه طلّقها سنة 1991. وتزوج ثلاث مرات وأنجب ثلاث أبناء، توفي أحدهم في حادث مروحية عام 1995.

وخلال فترة رئاسته للأرجنتين زار موطنه الأصلي سوريا عام 1992، والتقى أقرباءه في مدينة يبرود.

وقد لاحقه القضاء وصار مصيره السجن، حيث أصدرت محكمة أرجنتينية في حزيران/ يونيو 2013؛ حكما بالسجن في حقه لسبع سنوات، بعد إدانته بتهريب السلاح إلى الإكوادور وكرواتيا خلال الفترة بين 1991 و1995، خلال فترة حكمه، في انتهاك لحظر مفروض على الدولتين من قبل الأمم المتحدة.

اللبناني بوكرم رئيس الإكوادور المخلوع



عبد الله خايمي بوكرم أورتيز، تولى رئاسة الإكوادور لفترة أقل من ستة أشهر، في الفترة من 10 آب/ أغسطس 1996 إلى 6 شباط/ فبراير 1997 حيث قرر المؤتمر الوطني الإكوادوري عدم أهليته لهذا المنصب، وتم خلعه من الرئاسة، وتولت بدلا منه رئيسة مدعومة من الجيش، وفر بعد ذلك هارباً إلى بنما، بعد إحالته للمحاكمة.

بوكرم ولد في 20 شباط / فبراير 1952 في غواياكيل بالإكوادور، وهو حفيد لمهاجرين لبنانيين. نشأ يلعب كرة القدم وأصبح معلقا رياضيا ناجحا، وحصل على درجة في القانون.

وسرعان ما بدأ حياته السياسية متمثلا عمه السياسي أسعد بوكرم، الذي كان رئيس بلدية غواياكيل، وشقيقته مارثا بوكرم، التي كانت متزوجة من الرئيس الأرجنتيني الأسبق خايمي أغيليرا.

معلوف مهندس السياسية البرازيلية



باولو معلوف، سياسي برازيلي من أصل لبناني، ولد في 3 أيلول/ سبتمبر 1931 في ساو باولو بالبرازيل، ويعد منظم ومهندس السياسية البرازيلية. واتخب رئيساً لبلدية ساو باولو مرتين، من عام 1969 حتى 1992، وعين وزيراً للنقل في 1971 حتى 1974، وحاكماً لولاية ساو باولو في 1979حتى 1982، كما نافس على منصب رئاسة جمهورية البرازيل.

والده سليم فرح معلوف، ووالدته ماريا ستيفان معلوف، كانا قد هاجرا إلى البرازيل، وأسسا استثماراً صناعياً كبيراً في مجال الأخشاب، في ساو باولو أكبر مدينة في البرازيل وأمريكا الجنوبية من حيث السكان ورابع أكبر مدن العالم.