صحافة دولية

ميدل إيست آي: القرش الأولمبي التونسي.. السباح الذي ألهم أمة

حاز الملولي ذهبية في أولمبياد بكين وأخرى في أولمبياد لندن - أرشيفية
حاز الملولي ذهبية في أولمبياد بكين وأخرى في أولمبياد لندن - أرشيفية
نشر موقع"ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا حول مشاركة السباح التونسي أسامة الملولي في تصفيات البرتغال هذا الأسبوع، والتي تفصله عن التأهل للألعاب الأولمبية.

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن السباق الذي جرى في البرتغال يمكن أن يضمن لأسامة الملولي مكانا في الألعاب الأولمبية للمرة الخامسة على التوالي في تاريخه، وهو ما لم يحققه أي تونسي من قبل.

وذكر الموقع أنه مرت ثماني سنوات منذ تألق الملولي في أولمبياد بكين وإحرازه للميدالية الذهبية في سباق 1500 متر سباحة حرة، ما خوّله أن يصبح بطل العالم خلال سنة 2008. وتجدر الإشارة إلى أن عددا من الهزائم وخيبات الأمل كانت الدافع وراء حصول الملولي على الميدالية الذهبية تلك.

وقال الملولي إن خسارته لسباق 400 متر سباحة حرّة، قبل أسبوع من فوزه في سباق 1500 متر، آلمته وأحبطته بعض الشيء ولم يتقبل الهزيمة، حتى أنه قضى أربع ساعات دون التحدث إلى أي شخص.

وأضاف الموقع أن الملولي كان يملك إرادة قوية كافية لتحويل هذه الخسارة إلى طاقة إيجابية خلال السباق المقبل، وقد استطاع بتلك العزيمة تحقيق النجاح والفوز.

ونقل الموقع عن الملولي قوله إنه قبل فوزه في سباق 1500 متر، كان يعتبر أنه لن يخسر أي شيء عبر مشاركته في السباق. وعند اجتيازه لمسافة 400 متر الأخيرة من السباق، ظلّ يفكر أن خطوة واحدة لا زالت تفصله عن الحصول على الذهبية في الألعاب الأولمبية.

وأضاف الموقع أن الملولي كان لا يملك فقط الوقت في التفكير في نجاحه أو فشله أثناء المسابقة، بل كان أيضا يفكر في التجربة التي بصدد خوضها خلال نهائيات تلك الدورة الأولمبية. وفي هذا السياق أوضح الملولي، أن كل ما كان يراه هو نقاء الماء داخل حوض السباحة، معتبرا أن نجاحه كان بمثابة المعجزة.

وأفاد الموقع أن لحظة لمس الملولي الجدار قبل أي شخص كانت تاريخية، حيث قفز من حوض السباحة في حين كان بعض المنافسين الآخرين لا يزالون يسبحون، وقام بمعانقة أمه وأخيه.

والملولي من مواليد شهر فبراير/ شباط سنة 1984، في مدينة المرسى، بالقرب من تونس العاصمة، وكان الابن الثالث لضابط في الشرطة ومعلمة بالمدارس الابتدائية.

ويقع منزل الملولي على بعد خمس دقائق فقط سيرا على الأقدام من الشاطئ، ما وفّر له بيئة مثالية لتحقيق مآربه بأن يصبح أحد أهم السباحين في تاريخ السباحة العالمية.

وانضم الملولي في سن الثانية عشرة إلى المنتخب الوطني، وإلى المنافسات الدولية في سن الثالثة عشر. وفي سنة 1999، فاز بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب العربية.

وعندما بلغ الملولي سن الخامسة عشر، تعاونت كل من وزارة الرياضة التونسية واتحاد السباحة لتوفير أفضل الظروف التي من شأنها مساعدة هذا السباح على تحقيق النجاح الدولي، حيث تم توفير منحة له تُمكّنه من السفر إلى جنوب فرنسا للتدرب والدراسة.

وواجه الملولي صعوبات في البداية في التأقلم والتكيف مع الثقافة الجديدة واللغة الفرنسية، ولكن المرور بمثل هذا التدريب في سن مبكرة جعله أكثر مثابرة، ليصبح السباح الأكثر انضباطا خلال الفترة التي قضاها في فرنسا.

وأفاد الموقع بأن براعة الملولي لفتت اهتمام أفضل الجامعات في أمريكا، ما دفع بجامعة جنوب كاليفورنيا إلى دعوته للانضمام إليها. وعلى إثر ذلك، انسحب الملولي من جامعة بيركلي الأمريكية التي انضم إليها سابقا، والتحق بجامعة جنوب كاليفورنيا سنة 2002.

وتُوّج السباح التونسي بميدالية ذهبية أخرى خلال دورة الألعاب الأولمبية، لندن 2012، عن فئة 10 كيلومترات سباحة للرجال، وكذلك بميدالية برونزية عن فئة 1500 متر سباحة حرة.

وفي هذا السياق، قال الملولي إن هذا النجاح الذي حققه بعد الثورة له معنى وطعم آخر، مضيفا أنه لا يزال متفائلا إزاء مستقبل تونس، ومؤكدا ضرورة مواصلة التحلّي بالأمل خلال هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها البلاد.

وأشار الموقع إلى أن الملولي يعتقد أن اليأس هو من دفع بالشباب إلى الانضمام لتنظيم الدولة، وذلك بعد أن انضم العديد من التونسيين إلى هذا التنظيم في كلّ من ليبيا وسوريا والعراق، كما اعتبر أن الجيش التونسي يواجه العديد من التحديات نظرا لأنه ليس مجهزا بما فيه الكفاية خلال معركته مع تنظيم الدولة.

وفي الختام، قال الموقع إن الملولي سيخطف أنظار العالم هذا الصيف، وسيكون حديث كل المنابر والمنصات الإعلامية إذا ما فاز بميدالية ذهبية جديدة، ولكن حتى وإن لم ينلْ شرف النجاح فيكفيه أن حياته قد ألهمت أمةً بأسرها.
التعليقات (0)

خبر عاجل