سياسة عربية

صحف غربية تسخر من منع ظهور المذيعات البدينات في مصر

إحدى المذيعات اللواتي سرى عليهن قرار المنع بسبب البدانة- أرشيفية
إحدى المذيعات اللواتي سرى عليهن قرار المنع بسبب البدانة- أرشيفية
اهتمت وسائل الإعلام الغربية بقرار التلفزيون الحكومي في مصر وقف ثماني مذيعات عن الظهور على شاشته بسبب زيادة وزنهن، الأمر الذي قوبل بانتقادات متزايدة.
 
وكانت صفاء حجازي، رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون، قد أعلنت أن المذيعات الموقوفات عن العمل ليس أمامهن إلا إنقاص وزنهن إذا كن يردن الوقوف أمام الكاميرا مجددا، وقالت إن هذا القرار يأتي في إطار خطة لتطوير التلفزيون الرسمي شكلا وموضوعا".
 
ودافعت حجازي عن قرارها، مؤكدة أن التلفزيون المصري يسعى لتطوير نفسه، كما تفعل أي مؤسسة إعلامية أخرى، موضحة أن هؤلاء المذيعات زاد وزنهن بما لا يليق بظهورهن على الشاشة.
 
المصداقية قبل الرشاقة
 
وربطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بين القرار وحالة القمع التي تعيشها مصر منذ انقلاب يوليو 2013.
 
وقالت في تقرير لها، إنه على مدار السنوات الثلاث الماضية كان مذيعو التلفزيون يحافظون على ألسنتهم؛ حتى لا يغضبوا النظام العسكري ويحافظوا على وظائفهم، أما الآن، فإن الحكومة تتدخل أيضا في شكل أجسادهم، وتأمر بعض المذيعات العاملات في التلفزيون الرسمي بضبط وزنهن كما يضبطون ألسنتهن، مشيرة إلى أن ثمانية مذيعات سيتم اتخاذ إجراءات ضدهم، إن هن فشلن في إنقاص وزنهن بحلول منتصف سبتمبر المقبل.
 
ونقلت عن فاطمة الشعراوي، الصحفية في الأهرام، قولها إن المصريين لا يشاهدون التلفزيون الحكومي، منذ فترة طويلة، ولم يعد مصدرا للأخبار منذ انحيازه الفج للرئيس المخلوع حسني مبارك إبان ثورة يناير 201، لكن المسؤولين لا يفهمون أن الناس لا يشاهدونهم لأنهم لا يملكون مصداقية أو مهنية، وليس لأن المذيعات بدينات.
 
تمييز ضد المرأة
 
وقالت شبكة "بي بي سي" البريطانية إن القرار أثار ضجة في أوساط الجماعات المدافعة عن حقوق المرأة، وأشارت إلى أن التلفزيون المصري أعطى المذيعات شهرا واحدا لإنقاص وزنهن قبل أن تتمكن من الظهور على الهواء مرة أخرى.
 
ونقلت عن المذيعة خديجة الخطاب، قولها إنها تريد من المشاهدين مراجعة آخر ظهور لها على الشاشة قبل أيام، والحكم بأنفسهم إذا كانت فعلا بدينة وتستحق المنع من العمل أم لا، مؤكدة عدم وجود معايير واضحة لشكل المذيعات، وأن الأمور تخضع لأهواء المسؤولين".
 
وقالت مذيعة أخرى، إن القرار سبب حرجا بالغا لها ولأسرتها، وكان ينبغي أن يتم التعامل مع الأمر داخليا، وليس التشهير بهن والإساءة إليهن في وسائل الإعلام.
 
وقالت "بي بي سي"، إن منظمات حقوقية ونشطاء انتقدوا هذا القرار معتبرين أنه يمثل تمييزا وشكلا من أشكال العنف ضد المرأة، حيث أدان مركز "المرأة للإرشاد والتوعية القانونية" القرار، ووصفه بالمعيب والمخالف للدستور، مطالبا التلفزيون بالتراجع عنه.
 
وعلى الرغم من الانتقادات، دافعت مصادر في التلفزيون عن القرار قائلة إن المذيعات الموقوفات يمكنهن العمل في وظائف أخرى مثل الإعداد، خلال الفترة اللازمة لإنقاص وزنهن، قبل أن يعدن للشاشة، متعهدة بألا يؤثر هذا القرار على أجورهن.
 
ووجدت المذيعات الموقوفات من يدافع عنهن في البرلمان، حيث تساءل النائب سيد حجازي قائلا، بسخرية: هل توجد سيدة في مصر تملك وزنا مثاليا؟ مشيرا إلى أنه قد تكون مذيعة زائدة الوزن قليلا، لكنها متميزة في عملها ".
 
هل رأيتم أوبرا؟
 
بدورها، علقت صحيفة "تليجراف" البريطانية على القرار بقولها، إنه أثار جدلا في مصر، خاصة أن المذيعين الرجال لم يتلقوا مثل هذا الإنذار.
 
ونقلت عن رضا الدنبكي رئيس مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية، أن هذه الخطوة مخجلة وغير دستورية وتسيء لنساء مصر.
 
وقالت داليا الحمامصي، المدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن المرأة: "قد يكون الزي أو المظهر شرطا في بعض الوظائف، ولكن الوزن، حسب معلوماتي، ليس أحد الشروط للظهور على التلفزيون الحكومي المصري".
 
في المقابل يقول عمرو عبدالله: "لسنوات طويلة ونحن نسخر من المذيعات المصريات بسبب مظهرهن، وعندما يحاول أحد المسؤولين إصلاح الأمر، يغضب الناس، هذا أمر غريب!".
 
واختتمت "تليجراف" تقريرها بالقول، إن قرار وقف المذيعات بسبب أوزانهن الزائدة خاطئ، حيث أثبتت أشهر مذيعة في العالم الأمريكية أوبرا وينفري، أن الوزن غير مهم على الإطلاق لمذيعات التليفزيون.
 
عدة كيلوجرامات توقف عن العمل
 
أما صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، فتناولت الموضوع بسخرية، فقالت إن الحكومة المصرية أوقفت المذيعات صاحبات الوزن الزائد، لحين إنقاص عدة كيلوجرامات فقط.
 
وأشارت "يديعوت أحرنوت" إلى أن المذيعات الثماني قابلن قرار رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون صفاء حجازي بغضب بالغ، خاصة بعد نشر أسمائهن في وسائل الإعلام وبعدما أصبحن حديث الناس على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
ونقلت عن إحدى المذيعات قولها: هل نسيت صفاء حجازي أن لدينا عائلات تضررت من هذا القرار؟ ألم يكن من الأفضل لفت انتباهنا إلى الأمر في الغرف المغلقة؟
 
وأضافت: "أنا أرى نفسي امرأة طبيعية، ولا يوجد ما يمنع ظهوري، لافتة إلى أن هناك مذيعات على قنوات عربية وعالمية، يظهرن على الشاشة وهن حوامل".
التعليقات (0)