أٌقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، رئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات) اللواء محمد سعيد بن بريك، أمس الاثنين، بعد ساعات من ورود اسمه في فيلم بثه تنظيم
القاعدة يتهمه بـ" تقديم دعم استخباراتي" ساعد في اغتيال جلال بلعيدي (القيادي البارز في التنظيم) بغارة لطائرة أمريكية من دون طيار في شباط/ فبراير الجاري.
وأفادت أخبار أخرى بأن هادي أقال بن بريك وعين خلفا له العميد أحمد عبد الله ناصر المصعبي، بعد ساعات من التفجير الانتحاري الذي قتل نحو 50 متطوعا عسكريا في مدينة عدن الساحلية وتنباه تنظيم الدولة فرع اليمن.
إلا أن الفيلم الذي بثه تنظيم القاعدة، أمس الاثنين، على شبكة الإنترنت، اتهم "رئيس جهاز المخابرات المقال بصلته في تجنيد الجاسوس الذي زرع الشريحة للقيادي في القاعدة جلال بلعيدي المكنى بـ" أبي حمزة الزنجباري" بإيعاز من أمريكا في شباط/ فبراير مطلع العام الجاري".
الفيلم الذي حمل عنوان "حرب الجواسيس4" استعرض مسيرة "بلعيدي" لدى قاعدة اليمن، وجانب من الهجمات التي شنها ضد النظام اليمني وكذا ضد من أسماها بـ"أوكار التجسس والخيانة".
كما أورد التسجيل المصور اعتراف "جاسوسين" بزرع شريحتان لـ"بلعيدي" بناء على أوامر من رئيس جهاز الأمن القومي "بن بريك" الذي أقاله الرئيس اليمني مساء الاثنين.
وقتل بلعيدي في مطلع شباط/ فبراير 2016 بغارة جوية لطائرة أمريكية من دون طيار، مع عدد من مرافقيه، في مسقط رأسه في منطقة المراقشة التي تتبع إداريا محافظة أبين جنوب البلاد.
وكان بلعيدي يدير العمليات القتالية لتنظيم القاعدة، وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل قتله.
إلى ذلك، تحدث الإصدار المرئي للقاعدة عن اعتقاله للجاسوس "بكيل أحمد فاضل" عقب اغتيال "أبي حمزة الزنجباري" بأيام قليلة، كونه المسؤول عن زرع شريحة إلكترونية ترسل إشارات للطيران الأمريكي بمكان الهدف، والذي حدث بتوجيهات من اللواء "محمد سعيد بن بريك"، بحسب الإصدار.
وتابع أن مسؤول جهاز الأمن القومي المقال، استخدم "بكيل فاضل" لمعرفته بعلاقة قديمة تربط الأخير بـ"جلال بلعيدي المرقشي".
من جانبه، قال الجاسوس رقم 1 "بكيل" إن بن بريك منحه شريحة قام بوضعها في مخزن الذخيرة الذي يرتديه أحد مرافقي "بلعيدي" ويدعى "محمد النوبي" الذي قتل في الغارة نفسها التي شنها الطيران الأمريكي من دون طيار في وقت سابق من العام الجاري.
وأضاف أن مسؤول المخابرات المقال، استجاب لضغوط مارسها عليه الأمريكيون، لتنفيذ مهمة ضد القيادي في تنظيم القاعدة "جلال بلعيدي المرقشي".
وأشار الجاسوس الأول إلى أن المسؤول بن بريك الذي جنده للمهمة، كان في تلك الفترة يقوم بتحركات مكثفة بالخارج بين" القاهرة ودبي والرياض وعمان" قبل البدء بالعملية ضد بلعيدي.
وأظهر التسجيل الجاسوس "بكيل فاضل" وهو يقلب أموالا مبعثرة تبدو أنها "دولار أمريكي" تحصل عليها عقب نجاح عملية الاغتيال عبر طائرة أمريكية من دون طيار ضد أحد أبرز قادة القاعدة باليمن "أبي حمزة الزنجباري" مع اثنين من مرافقيه.
من جانب آخر، اتهم فيلم "حرب الجواسيس 4" للقاعدة، الحكومات اليمنية المتعاقبة بـ"العمالة المعلنة لواشنطن، وأنها جزء في مشروع الحرب بالطيران من دون طيار، فضلا عن تقديمها كل التسهيلات بهذا المجال".
كما اتهم تنظيم القاعدة السعودية والإمارات والأردن بتقديم "الدعم الاستخباراتي في تجنيد الجواسيس لصالح الولايات المتحدة" لاستهداف عناصر التنظيم.
في السياق ذاته، تحدث الجاسوس رقم "2" جمال عبد الله هبة (من أبناء حضرموت) عن عرض قدمه لهم جهاز المخابرات اليمني، مستغلا حاجاتهم للمال، يتضمن متابعة جلال بلعيدي والتعرف عليه.
وقال هبة إنه بدأ مهمته في التعرف على "بلعيدي" والتقى بالرجل تحت غطاء حاجته للمعونة، مشيرا إلى أنه قام مع شقيقه بتحديد مكان القيادي في القاعدة، إيذانا بوضع الشريحة التي منحته "المخابرات"، إلا أن عناصر القاعدة اكتشفوا خطتهم، وأخضعوهم للتحقيق، انتهى باعترافهم بعملية كلفوا بها هدفها "جلال بلعيدي".
وحمل الإصدار المرئي للقاعدة، كلمة لمسؤول التنظيم في مدينة المكلا، خالد باطرفي عن حرب الجواسيس التي تشن ضدهم، ومدى نجاح التنظيم في التصدي لها واكتشاف المخبرين. واختتم الإصدار بإعدام "الجاسوسين".