أصدرت مؤسسة
الأزهر، بمكوناتها المختلفة، في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، ثلاثة بيانات مختلفة، صدرت عن كل من: شيخ الأزهر، أحمد الطيب، ومشيخة الأزهر، التي يرأسها، ومجلس حكماء المسلمين، الذي يرأسه أيضا، وأدانت جميعها، بشدة وغضب، إطلاق الحوثيين صاروخا باليستيا على
مكة المكرمة، الخميس.
وأكدت البيانات الثلاثة أن هذه الحادثة تصرف إجرامي سافر، وسابقة خطيرة، وجرم أحمق يمثل استفزازا كبيرا لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم بشتى بقاع الأرض، وتجاوز خطير يستدعي ردا عاجلا، وإجرام خبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، وعمل دنيء تجاوز في بشاعته كل المحرمات.
شيخ الأزهر: جرم أحمق
قال شيخ الأزهر إن إطلاق مليشيات الحوثي صاروخا تجاه مكة المكرمة "جرم أحمق يمثل استفزازا كبيرا لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في شتى بقاع الأرض".
واعتبر أحمد الطيب، في بيان صحفي، السبت، أن "ما حدث تصرف إجرامي سافر وسابقة خطيرة، وتحد صارخ من أصحاب الأجندات الطائفية الذين يسعون للهيمنة على العالم العربي".
ودعا شيخ الأزهر المعنيين بالأمر كافة، في العالمين العربي والإسلامي، إلى اتخاذ موقف عاجل وحاسم تجاه هذا التجاوز غير المسبوق الذي تعدى الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية كافة، وفق دعوته.
واختتم الطيب بيانه محذرا بالقول: "أذكر جميع المسؤولين والمعنيين في العالم بأن المساس بالمقدسات والاعتداء على حرمتها يهدد السلام العالمي، الذي ننشده جميعا ونعمل ليل نهار من أجل تحقيقه، وترسيخه بين الناس جميعا".
حكماء المسلمين
البيان الثاني صدر، السبت أيضا، عن مجلس حكماء المسلمين، برئاسة شيخ الأزهر، أحمد الطيب، مستنكرا بشدة "العمل الإجرامي البشع الذي أقدمت عليه ميليشا الحوثي، بإطلاق صاروخ بالستي تجاه مكة المكرمة قبلة المسلمين في شتى بقاع الأرض".
وأكد المجلس، في بيانه، أن هذا العمل الدنيء تجاوز في بشاعته كل المحرمات، مشددا على أن استهداف بيت الله الحرام، الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، يكشف حقيقة مرتكبيه الذين ينفذون أجندات طائفية بغيضة، وفق وصفه.
وأضاف البيان أن مجلس حكماء المسلمين، إذ يؤكد إدانته الشديدة ورفضه القاطع لهذه المحاولة التي تمثل استفزازا لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، وتتنافى مع القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية؛ فإنه يدعو إلى ضرورة اتخاذ موقف رادع وحاسم ضد من قاموا بهذا الجرم الخبيث، ومن يقفون وراء هذا العمل، بحسب النص.
مشيخة الأزهر
وكانت مشيخة الأزهر أصدرت بيانا أول، الجمعة، أدانت فيه الحادثة، واصفة إياها بأنها تجاوز خطير، و"جرم أحمق يستدعي ردا عاجلا"، و"إجرام خبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان"، بحسب البيان.
وقال البيان إن الأزهر الشريف تابع بقلق شديد ما أعلنته المملكة العربية
السعودية من إطلاق المليشيات الحوثية صاروخا بالستيا تجاه مكة المكرمة نجحت قوات الدفاع الجوي السعودية في اعتراضه وتدميره على بعد 65 كيلومترا من مدينة مكة المكرمة دون وقوع أي أضرار.
وأضاف البيان، بحسب "بوابة الأزهر": "يؤكد الأزهر الشريف، والمسلمون من خلفه؛ رفضه وإدانته الشديدة لهذا التجاوز الخطير، الذي استهدف قلب المسلمين، وقبلتهم في صلاتهم، وأول بيت وضعه الله للناس"، مشددا على أن "هذا الإجرام الخبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان بالله وكتبه ورسله".
وأهابت مشيخة الأزهر بجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكل الهيئات العربية والإسلامية، المعنية، بتحمل مسؤولياتها في هذا الظرف الشديد الخطورة على العروبة والإسلام، وأن تبدأ اليوم، وليس غدا، بخطوات جادة لنزع فتيل الفرقة والتنازع والتناحر، الذي يستهدف ما تبقى من قوة وشوكة للأمتين العربية والأمة الإسلامية، بحسب البيان.
واختتم الأزهر أول بياناته بالتأكيد أنه "على الجميع أن يعلم - قبل فوات الأوان - أنه مستهدف، وأنه لا عاصم اليوم بعد الله إلا القضاء على المنازعات وبواعث الفرقة والشقاق، قال تعالى: "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ".
وكانت السعودية أعلنت الخميس، اعتراض صاروخ "باليستي" وتدميره، على بعد 65 كلم من مكة المكرمة، أطلقه الحوثيون من محافظة صعدة شمال اليمن.
الصاروخ الذي أطلق على مكة "من نوع سكود يقوم بعض من تدرب على يد الإيرانيين وعلى يد مليشيات حزب الله الإرهابية، بتعديل الوقود الذي يدفع الصاروخ إلى مسافات أبعد".