قال ناشطون إن
تنظيم الدولة طلب من
النازحين السوريين القاطنين في مخيم الركبان، على الحدود السورية الأردنية، ترك المخيم في أسرع وقت ممكن، مع تحذير من احتمال اقتحام المخيم من التنظيم.
وقال الناشط الإعلامي عمار التدمري، في حديث لـ"عربي21"، إن "تنظيم الدولة قام بتوزيع منشورات ورقية داخل مخيم الركبان للنازحين السوريين، يدعوهم فيها إلى ضرورة إخلاء المخيم وما حوله على الساتر السوري الأردني في أسرع وقت ممكن؛ وذلك للتبرؤ من كل نقطة دم مسلم".
وأضاف التدمري أن تنظيم الدولة يتهم معظم قاطني المخيم بتجنيد أبنائهم ضمن معسكرات التدريب التي تقيمها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في الأردن، عبر فصائل المعارضة السورية، الأمر الذي دفع قيادة التنظيم إلى اتخاذ قرار تجهيز اجتياح المنطقة خلال الفترة المقبلة، كما قال.
وأشار التدمري إلى أن تنظيم الدولة استهدف في 21 كانون الثاني الماضي مدخل سوق مخيم الركبان بسيارة مفخخة، ما أدى لمقتل 5 مدنيين وإصابة 30 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، الذين تم نقلهم إلى الداخل الأردني لتلقي العلاج، ليعلن التنظيم بعد ذلك مسؤوليته عن التفجير.
لكن أحد نازحي مخيم الركبان استبعد وقوف تنظيم الدولة وراء توزيع المناشير، التي تطالب النازحين بالخروج من المخيم، متهما أطرافا أخرى، لم يسمها، بالوقوف وراء ذلك؛ لإجبارهم على الرحيل من المنطقة؛ بهدف التخلص من الضغوط الدولية لإرسال المساعدات الإنسانية إليهم.
ووصف الشاب، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، الوضع في المخيم بأنه بالغ السوء؛ حيث الغذاء محدود، والدواء قد نفد، والكثير من الأسر تعتمد على مصادر مياه ملوثة وغير آمنة.
من جهته، اعتبر الناشط الإغاثي منير النعيمي أن دعوة النازحين إلى الخروج من مخيم الركبان أمر تعجيزي صعب التحقيق على الأرض.
وأوضح النعيمي لـ"عربي21" أنه يستحيل خروج نحو سبعين ألف مدني بمن فيهم الشيوخ والأطفال والنساء من المخيم خلال فترة قصيرة، متسائلا عن الوجهة التي سيذهبون إليها في ظل إغلاق الأردن حدوده أمامهم.
يذكر أن الحكومة الأردنية طالبت، في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، النازحين السوريين بإخلاء مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، وذلك خلال اجتماع عقد بين الجيش الأردني ومندوبي سكان المخيم، ما استدعى المجلس المحلي في بلدة مهين إلى إطلاق نداء استغاثة لمساعدة النازحين بدل ترحيلهم وتهجيرهم مرة أخرى.