نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا لمراسلها ريتشارد سبنسر، يقول فيه إن إسرائيل قامت بنشر فيديو يظهر جنودا إسرائيليين جرحى لتضليل حزب الله، ودفعه للتفكير بأن الهجمات التي شنها على عربة إسرائيل وضربات أخرى قد نجحت.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المشاهد المزيفة كانت محاولة إسرائيلية لتخفيض عدد الضحايا الإسرائيليين، وتقليل الحاجة للرد على هجمات حزب الله، الذي توعد زعيمه بمواصلة الضربات.
ويقول سبنسر: "يبدو أن التضليل قد نجح، فقد كانت هجمات الحزب على إسرائيل يوم الأحد محدودة أكثر مما كان متوقعا، وقامت إسرائيل برد خفيف، فأطلقت مئة قنبلة مدفعية على السهول القريبة من الحدود في جنوب لبنان، وأكدت أنها لن تصعد العملية إلى حرب شاملة".
وتستدرك الصحيفة بأن الكشف عن استخدام الجيش الإسرائيلي المعلومات المزيفة أثار الحديث عن إمكانية إضعاف ثقة الرأي العام في استراتيجية العلاقات العامة التي سيقوم بها في المستقبل.
ويلفت التقرير إلى أن هجوم حزب الله على شمال إسرائيل كان متوقعا، فقد توعد زعيم الحزب حسن نصر الله بالرد على سلسلة من الهجمات على مواقع لحزبه في بيروت ودمشق، وقتل فيها عنصران من عناصره.
ويورد الكاتب نقلا عن مصادر مقربة من الجانبين، قولها إنهما لم يكونا يتطلعان للحرب، فقبل الهجمات وضعت إسرائيل دمية على شكل جندي عند الحدود، في حيلة لتخفيض عدد القتلى، مشيرا إلى أن حزب الله زعم أنه ضرب عربة عسكرية وقتل وجرح من فيها.
وتفيد الصحيفة بأن مروحية عسكرية شوهدت وهي تهبط ونقلت ضحيتين على ما يبدو، وبعد ذلك انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لجنديين على حمالتين في مستشفى رمبام في حيفا، وبعدها توقف حزب الله عن توجيه الضربات، وأعلنت الحكومة الإسرائيلية لاحقا أنه لم يقع ضحايا جراء الضربات التي وجهها حزب الله، وقالت إن العربة العسكرية كان فيها جنود، لكن عندما ضربت لم يكن فيها أحد، ما قاد إلى إصدار عناوين إخبارية مثل "30 دقيقة من الحرب"، حيث تم إفراغ العربة قبل نصف ساعة، فيما أعلن حزب الله أن جرحى نقلوا من مشهد الحادث، وأنه تجنب ضربهم.
وبحسب التقرير، فإن الجيش الإسرائيلي لم يعترف بعملية الخداع صراحة، وأصدر بيانا قال فيه إن الجنديين خضعا للفحص في وحدة العناية المركزة، وتم خروجهما من المستشفى دون مساعدة طبية، مشيرا إلى أن غياب العناية الطبية كان مثيرا للشك؛ نظرا لأن الصور أظهرتهما ميتين.
وينقل سبنسر عن الصحف الإسرائيلية، قولها إن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي اعترفوا لاحقا بعملية الخداع، فيما قال معلقون إن الجيش الإسرائيلي وعد بألا يخدع المواطنين الإسرائيليين بالأخبار الكاذبة أو "غيوم الحرب".
وتورد الصحيفة نقلا عن محرر صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ديفيد هورفويتز، قوله: "عندما يتم جعل غيوم الحرب أكثر ضبابية، حتى لو كانت الأسباب جيدة، فإن من الصعب تصديق أي طرف".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول مسؤول أمني إسرائيلي سابق إن الحرب محتملة وحتمية، مع أن الطرفين يحاولان تجنبها الآن.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
مونيتور: الغارات على سوريا ولبنان والعراق رسالة لسليماني
التايمز: لهذه الأسباب أرسلت إسرائيل طائرات مسيرة إلى بيروت
صحيفة روسية: هل تهاجم إسرائيل إيران من مختلف الجبهات؟