استحدث الصحفيون وعلماء السياسة مصطلحات للديمقراطية وأسماء بحسب صفاتها وأحوالها وأعمامها وأخوالها، فعرفنا الديمقراطية التوافقية والمباشرة والنيابية والحرة والمقيّدة والشعبية.. ويخلق الله ما لا تعلمون.
وأزعم أن الديمقراطية السورية اسمها "الديمقراطية الدكتاتورية التكعيبية"، نسبة إلى كعب الرمح، أو إلى كعب الفنجان في أغنية شرم برم، أو إلى الضرب بكعب الجزمة على رأس المواطن. وهي ديمقراطية شكلية يستزيد بها الدكتاتور طغيانه ويتوطّد بها سلطانه ويمتّن أركانه.
الديمقراطية الدكتاتورية التكعيبية (د. د. ت) وصف يذكّر بالمستبد العادل؛ الأول يصف النظام، والثاني يصف الناظم. وقد اختار صانع الدستور السوري وخابز شعبه، أطول مدة رئاسية في العالم، وهي سبع سنوات، حتى يجري مجرور هذا الانتخاب في دولة الصرف غير الصحي. والعدد سبعة رقم مقدس، وهو سبع الأرقام وأسدها، وتستعير الصحافة العربية في الجمهوريات الملكية لهذا الإجراء وصفا من أدبيات النكاح ومقدمات الوطء، وصف "العرس الديمقراطي"، فيتزوج العريس من مغتصبته الحسناء مرة ثانية.. الطلاق مرتان، ولا تسريح، والطلاق السياسي الرئاسي هو انتهاء الدورة الرئاسية، تبيْن منه الرئاسة كل سبع سنوات. وقد اضطر الأسد إلى "تيسين مستعارين" لتحلَّ له، ليس بسبب وقوع الطلاق مرتين، بل بسبب مليون ضحية سوري.
في الأفلام عادة ما يبحث المطلِّق مرتين عن تيس مستعار، غالبا ما يكون مجهولا، ومن حارة نائية، ينسى اسمه بعد الانتخابات، وأحيانا في أثنائها. وكان "تيس" مصر المستعار معروفا، ولم يكن مثل المرشحَين السوريين جردلا وككنة، لكن "التيس" المصري المعروف والمفوّه رضي أن يكون جردلا أيضا، باستعارة الوصف من الفيلم المصري بخيت وعديلة.
غالبا ما يكون التيس المستعار عنينا وحصورا لا يأتي النساء، عقيما سياسيا، "وميعفرش"، وغالبا ما يكون سعيدا بليلة الدخلة التي لن يدخل فيها بالعروس، ولن يرى ظفرها، سيأكل وجبة، ويأخذ قرشين، ويعود إلى حياته تيسا عاديا يعيش بين العنز.
الأسد حتى يوهم العالم بأنه ديمقراطي، دفع "تيسين" مستعارين للتقدم للعروس، التي أعمى بصرها وأظلم نهارها، وهما مغموران، سيطويهما النسيان بعد انتهاء دورهما في الرواية. ونحتاج إلى غوغل كل مرة نريد أن نتذكرهما من أجل أسئلة المسابقات والحزازير.
السؤال: لماذا يضطر الرئيس إلى هذا السباق الاحتفالي الشكلي؟ الجواب أن الزواج له أركان، والديمقراطية كذلك، وأصوات الصناديق هي زكاة الديمقراطية، ولأنه نظام خبيث ويقوم عليه دهاة، وتسعى به عقول، فإنهم يستفيدون من عرضة الديمقراطية والانتخابات، ويجنون منها فوائد ربوية. فالرجل الأريب اللبيب لا يدع حدثا أو تقليدا عالميا يمر من غير الاستفادة منه، حتى لو كان مأتما، ونجد بعض الفوائد التي يجنيها الرئيس من هذه الديمقراطية الدكتاتورية منها:
تفريق تيس الجمهورية عن كبش الملكية؛ إن الرئيس الذي اقترن اسمه بالأبد، حتى صار الأبدُ له كنية ولقبا، مضطر إلى الانتخابات، وإلا وُصف ملكا. فأبوه قائد ثورة قضت على الملكية الرجعية التي كانت توصف في الكتب بأنها وراثية واستبدادية وإقطاعية تملك كل شيء، وهو يزعم أنه نقيض ذلك، ولا بد له من خدعة الصناديق، وادّعاء أنه منتخب ومختار من الشعب فردا فردا.
هدايا حفلة العرس للرئيس والشعب؛ إن الرئيس يعلم أن الدولة تتكلف حفلة كبيرة وأموالا على العرس الديمقراطي، الذي يعرف فيه الشعب أن العروس ستختار زوجها القديم مكرهة، فقد سام أبناءها العذاب، وقتلهم وشردهم في المنافي وغيبهم في السجون. وفي الحفلة تعطّل المدارس والدوائر الحكومية، فالانتخابات حفلة، والعريس تأتيه الكثير من الهدايا، والشعب ينال بعض الرقص والموسيقا، وتغضي الشركات التي يعمل فيها المواطن عن الزوغان من العمل بعذر التصويت.
إعلان الاستقلال والكرامة: الرقابة على الانتخابات داخلية، والدعوة للرقابة خاصة للأصدقاء وليست عامة، فسوريا دولة مستقلة، وقد أعلن النظام قبوله برقابة روسية وصينية، وهما دولتان شهيرتان بالانتخابات الديكتاتورية التربيعية، فالنظام يختار الرقابة التي تناسبه. العريس سيدعو من يحب إلى رقصة الهوّارة، ولن يدعو إلى العرس من يرقص "روك آند رول"، فهي بدعة.
أمتعة غربية ديمقراطية: من عظات الانتخابات أن النظام؛ وإن كان يرفض الرقابة الخارجية؛ إلا من دول صديقة شيوعية سابقا، أو أنظمة ما بعد الشيوعية، فإنه يبادر إلى استيراد صناديق انتخابية من دول غربية مثل ألمانيا، وهي علب مصنوعة من البلاستيك، فالإجراء يجب أن تكون فيه بعض الأمتعة الغربية المصنّعة في البلاد الغربية الديمقراطية؛ من أجل عنصري الإقناع والتشويق.
يومان للمساخر: من قطائف الديمقراطية الدكتاتورية المجتناة، أن النظام يوفر للشعب يومين كوميديين سمينين بعد سبع سنوات دكتاتورية عجفاء، وكنا سابقا نضحك من الانتخابات التي كان اسمها استفتاءات، مع أهلنا وذوينا وخاصتنا، واليوم نضحك منها على صفحات التواصل بأسماء مستعارة، فكثير من الشعوب لديها أعياد للمساخر والتهريج والرعب، لكن ليس في الانتخابات.
تفقد الهدهد الغائب: يتفقد النظام كل أبناء الشعب القادرين على التصويت، فهو حق له وواجب عليه، حق المواطن أن يقول نعم، وواجبه أن يقول نعم، التصويت فرض عين، وقد أضاف الرئيس الفائز وصفا جديدا للديمقراطية التكعيبية هو: التصويت ثورة، فالرئيس مهدّد، ويجب الاستنفار خفافا وثقالا لنجدة الرئيس من السقوط عن العرش.
انتخاب الشعب وتجديد إيمانه وعقيدته الوطنية: عملت الديمقراطية الديكتاتورية التكعيبية بالحكمة القائلة بالاستفادة من أي حدث حتى لو كان مصيبة، فالنظام يستفيد من هذا الإجراء المكلف، والعرس الديمقراطي، ليس في "اختيار" الرئيس المختار، وإنما في "اختبار" الشعب. وقد اختار الرئيس شعبا جديدا، فهو يجنّس الأفغان الشيعة، يختبر ولاء من بقي من الشعب، فهو نظام مراقبة ومعاقبة، يراقب أبناء الشعب فردا فردا، ويجرهم إلى الصناديق جرّا، للامتحان والامتهان، ويرى: هل المواطن ما زال على العهد القديم، أم نقص من ولائه مثقال حبة من خردل؟
إشعار الغرب بأن النظام فحل ولا يزال موثوقا للتلقيح الديكتاتوري: ليس من الصواب القول؛ إن النظام لا يبالي بالنظام العالمي، بل هو ينفذ أوامره، فالغاية من هذه الأنظمة العربية هي جعل أوطانها سجونا كبيرة، ومزارع عقاب، وأمكنة لاستيراد المواد الخام وللسياحة، ومنع عقولها من النهوض بها لمنافسة الغرب، فإن نهض شعبها ستنصرف العيون عن الغرب ويقل الحسد منه، الهدف هو حبس الشعب السوري وإبقاؤه في القمقم.
دفع الضريبة كل قوس قزح: لكل ديمقراطية زكاة أو ضريبة، وضريبتها الدم وصدقتها العرق، والعرق دم أبيض، وبعد فحص هذا الجدول سنجد:
- عام 2000 النتيجة 99,7 لصالح بشار الأسد.
- عام 2007 النتيجة 97,62 لصالح بشار الأسد.
- عام 2014 النتيجة 88,7 لصالح بشار الأسد.
- عام 2021 النتيجة 95,1 لصالح بشار الأسد.
إن الرئيس يدفع كل سبع سنوات زكاة من النسبة المئوية للأصوات التي حصل عليها بجهده وعرقه، ولم يكن والده يدفع منها شيئا. والزكاة في "د. د. ت" هي اثنان في المائة من الأصوات كل سبع سنوات، صدقة للديمقراطية. ونتائج الانتخابات السورية خلال 21 سنة تبثّ أملا في نفوس الشعب بأنهم سيرون رئيسا جديدا بعد 350 سنة، إن لم يصفّر تصفيرا.
التلقيح ضد فيروس الخيانة: من فوائد العملية الانتخابية، أن المواطن يعيش يومين سعيدين في المدينة الفاضلة، فالكهرباء تتوفر في يومي الانتخاب، وكذلك الحلويات في بعض الدوائر الانتخابية الغنيّة. وتُحلّى أسماع الناس بالموسيقا وتزيّن خصورهم بالرقص، وأبصارهم بالكهرباء من غير تقنين، وتحلُّ الدولة المواطن من شروط التقنين الكهربائي وتغدق عليه النور، وتعفيه من شرط التباعد الاجتماعي، فتجد المواطن يكشف وجهه للكاميرا عند التصويت، كأنه يقول: أنا انتخبت وبرّأت ذمّتي الوطنيّة أمام الكاميرا.
فالتصويت نوع من التلقيح ضد كورونا الدكتاتور القاتل.
twitter.com/OmarImaromar
وأزعم أن الديمقراطية السورية اسمها "الديمقراطية الدكتاتورية التكعيبية"، نسبة إلى كعب الرمح، أو إلى كعب الفنجان في أغنية شرم برم، أو إلى الضرب بكعب الجزمة على رأس المواطن. وهي ديمقراطية شكلية يستزيد بها الدكتاتور طغيانه ويتوطّد بها سلطانه ويمتّن أركانه.
الديمقراطية الدكتاتورية التكعيبية (د. د. ت) وصف يذكّر بالمستبد العادل؛ الأول يصف النظام، والثاني يصف الناظم. وقد اختار صانع الدستور السوري وخابز شعبه، أطول مدة رئاسية في العالم، وهي سبع سنوات، حتى يجري مجرور هذا الانتخاب في دولة الصرف غير الصحي. والعدد سبعة رقم مقدس، وهو سبع الأرقام وأسدها، وتستعير الصحافة العربية في الجمهوريات الملكية لهذا الإجراء وصفا من أدبيات النكاح ومقدمات الوطء، وصف "العرس الديمقراطي"، فيتزوج العريس من مغتصبته الحسناء مرة ثانية.. الطلاق مرتان، ولا تسريح، والطلاق السياسي الرئاسي هو انتهاء الدورة الرئاسية، تبيْن منه الرئاسة كل سبع سنوات. وقد اضطر الأسد إلى "تيسين مستعارين" لتحلَّ له، ليس بسبب وقوع الطلاق مرتين، بل بسبب مليون ضحية سوري.
في الأفلام عادة ما يبحث المطلِّق مرتين عن تيس مستعار، غالبا ما يكون مجهولا، ومن حارة نائية، ينسى اسمه بعد الانتخابات، وأحيانا في أثنائها. وكان "تيس" مصر المستعار معروفا، ولم يكن مثل المرشحَين السوريين جردلا وككنة، لكن "التيس" المصري المعروف والمفوّه رضي أن يكون جردلا أيضا، باستعارة الوصف من الفيلم المصري بخيت وعديلة.
غالبا ما يكون التيس المستعار عنينا وحصورا لا يأتي النساء، عقيما سياسيا، "وميعفرش"، وغالبا ما يكون سعيدا بليلة الدخلة التي لن يدخل فيها بالعروس، ولن يرى ظفرها، سيأكل وجبة، ويأخذ قرشين، ويعود إلى حياته تيسا عاديا يعيش بين العنز.
الأسد حتى يوهم العالم بأنه ديمقراطي، دفع "تيسين" مستعارين للتقدم للعروس، التي أعمى بصرها وأظلم نهارها، وهما مغموران، سيطويهما النسيان بعد انتهاء دورهما في الرواية. ونحتاج إلى غوغل كل مرة نريد أن نتذكرهما من أجل أسئلة المسابقات والحزازير.
السؤال: لماذا يضطر الرئيس إلى هذا السباق الاحتفالي الشكلي؟ الجواب أن الزواج له أركان، والديمقراطية كذلك، وأصوات الصناديق هي زكاة الديمقراطية، ولأنه نظام خبيث ويقوم عليه دهاة، وتسعى به عقول، فإنهم يستفيدون من عرضة الديمقراطية والانتخابات، ويجنون منها فوائد ربوية. فالرجل الأريب اللبيب لا يدع حدثا أو تقليدا عالميا يمر من غير الاستفادة منه، حتى لو كان مأتما، ونجد بعض الفوائد التي يجنيها الرئيس من هذه الديمقراطية الدكتاتورية منها:
تفريق تيس الجمهورية عن كبش الملكية؛ إن الرئيس الذي اقترن اسمه بالأبد، حتى صار الأبدُ له كنية ولقبا، مضطر إلى الانتخابات، وإلا وُصف ملكا. فأبوه قائد ثورة قضت على الملكية الرجعية التي كانت توصف في الكتب بأنها وراثية واستبدادية وإقطاعية تملك كل شيء، وهو يزعم أنه نقيض ذلك، ولا بد له من خدعة الصناديق، وادّعاء أنه منتخب ومختار من الشعب فردا فردا.
هدايا حفلة العرس للرئيس والشعب؛ إن الرئيس يعلم أن الدولة تتكلف حفلة كبيرة وأموالا على العرس الديمقراطي، الذي يعرف فيه الشعب أن العروس ستختار زوجها القديم مكرهة، فقد سام أبناءها العذاب، وقتلهم وشردهم في المنافي وغيبهم في السجون. وفي الحفلة تعطّل المدارس والدوائر الحكومية، فالانتخابات حفلة، والعريس تأتيه الكثير من الهدايا، والشعب ينال بعض الرقص والموسيقا، وتغضي الشركات التي يعمل فيها المواطن عن الزوغان من العمل بعذر التصويت.
إعلان الاستقلال والكرامة: الرقابة على الانتخابات داخلية، والدعوة للرقابة خاصة للأصدقاء وليست عامة، فسوريا دولة مستقلة، وقد أعلن النظام قبوله برقابة روسية وصينية، وهما دولتان شهيرتان بالانتخابات الديكتاتورية التربيعية، فالنظام يختار الرقابة التي تناسبه. العريس سيدعو من يحب إلى رقصة الهوّارة، ولن يدعو إلى العرس من يرقص "روك آند رول"، فهي بدعة.
أمتعة غربية ديمقراطية: من عظات الانتخابات أن النظام؛ وإن كان يرفض الرقابة الخارجية؛ إلا من دول صديقة شيوعية سابقا، أو أنظمة ما بعد الشيوعية، فإنه يبادر إلى استيراد صناديق انتخابية من دول غربية مثل ألمانيا، وهي علب مصنوعة من البلاستيك، فالإجراء يجب أن تكون فيه بعض الأمتعة الغربية المصنّعة في البلاد الغربية الديمقراطية؛ من أجل عنصري الإقناع والتشويق.
يومان للمساخر: من قطائف الديمقراطية الدكتاتورية المجتناة، أن النظام يوفر للشعب يومين كوميديين سمينين بعد سبع سنوات دكتاتورية عجفاء، وكنا سابقا نضحك من الانتخابات التي كان اسمها استفتاءات، مع أهلنا وذوينا وخاصتنا، واليوم نضحك منها على صفحات التواصل بأسماء مستعارة، فكثير من الشعوب لديها أعياد للمساخر والتهريج والرعب، لكن ليس في الانتخابات.
تفقد الهدهد الغائب: يتفقد النظام كل أبناء الشعب القادرين على التصويت، فهو حق له وواجب عليه، حق المواطن أن يقول نعم، وواجبه أن يقول نعم، التصويت فرض عين، وقد أضاف الرئيس الفائز وصفا جديدا للديمقراطية التكعيبية هو: التصويت ثورة، فالرئيس مهدّد، ويجب الاستنفار خفافا وثقالا لنجدة الرئيس من السقوط عن العرش.
انتخاب الشعب وتجديد إيمانه وعقيدته الوطنية: عملت الديمقراطية الديكتاتورية التكعيبية بالحكمة القائلة بالاستفادة من أي حدث حتى لو كان مصيبة، فالنظام يستفيد من هذا الإجراء المكلف، والعرس الديمقراطي، ليس في "اختيار" الرئيس المختار، وإنما في "اختبار" الشعب. وقد اختار الرئيس شعبا جديدا، فهو يجنّس الأفغان الشيعة، يختبر ولاء من بقي من الشعب، فهو نظام مراقبة ومعاقبة، يراقب أبناء الشعب فردا فردا، ويجرهم إلى الصناديق جرّا، للامتحان والامتهان، ويرى: هل المواطن ما زال على العهد القديم، أم نقص من ولائه مثقال حبة من خردل؟
إشعار الغرب بأن النظام فحل ولا يزال موثوقا للتلقيح الديكتاتوري: ليس من الصواب القول؛ إن النظام لا يبالي بالنظام العالمي، بل هو ينفذ أوامره، فالغاية من هذه الأنظمة العربية هي جعل أوطانها سجونا كبيرة، ومزارع عقاب، وأمكنة لاستيراد المواد الخام وللسياحة، ومنع عقولها من النهوض بها لمنافسة الغرب، فإن نهض شعبها ستنصرف العيون عن الغرب ويقل الحسد منه، الهدف هو حبس الشعب السوري وإبقاؤه في القمقم.
دفع الضريبة كل قوس قزح: لكل ديمقراطية زكاة أو ضريبة، وضريبتها الدم وصدقتها العرق، والعرق دم أبيض، وبعد فحص هذا الجدول سنجد:
- عام 2000 النتيجة 99,7 لصالح بشار الأسد.
- عام 2007 النتيجة 97,62 لصالح بشار الأسد.
- عام 2014 النتيجة 88,7 لصالح بشار الأسد.
- عام 2021 النتيجة 95,1 لصالح بشار الأسد.
إن الرئيس يدفع كل سبع سنوات زكاة من النسبة المئوية للأصوات التي حصل عليها بجهده وعرقه، ولم يكن والده يدفع منها شيئا. والزكاة في "د. د. ت" هي اثنان في المائة من الأصوات كل سبع سنوات، صدقة للديمقراطية. ونتائج الانتخابات السورية خلال 21 سنة تبثّ أملا في نفوس الشعب بأنهم سيرون رئيسا جديدا بعد 350 سنة، إن لم يصفّر تصفيرا.
التلقيح ضد فيروس الخيانة: من فوائد العملية الانتخابية، أن المواطن يعيش يومين سعيدين في المدينة الفاضلة، فالكهرباء تتوفر في يومي الانتخاب، وكذلك الحلويات في بعض الدوائر الانتخابية الغنيّة. وتُحلّى أسماع الناس بالموسيقا وتزيّن خصورهم بالرقص، وأبصارهم بالكهرباء من غير تقنين، وتحلُّ الدولة المواطن من شروط التقنين الكهربائي وتغدق عليه النور، وتعفيه من شرط التباعد الاجتماعي، فتجد المواطن يكشف وجهه للكاميرا عند التصويت، كأنه يقول: أنا انتخبت وبرّأت ذمّتي الوطنيّة أمام الكاميرا.
فالتصويت نوع من التلقيح ضد كورونا الدكتاتور القاتل.
twitter.com/OmarImaromar
شارك
المزيد من هذا الكاتب
