مع مرور
ثلاثين عاما على إقامة العلاقات الإسرائيلية الهندية، شارك مئات الإسرائيليين في تظاهرة
شهدتها تل أبيب لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال الهند، وهو حدث نادر أن ينظمه
الإسرائيليون لإحياء ذكرى استقلال بلد آخر، مما قد يشير إلى عمق علاقات الجانبين، واتساع
رقعتها لتشمل المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية.
أقيم
الحفل في فندق دان وسط تل أبيب بحضور رئيس الاحتلال الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ وزعيم
المعارضة بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، بجانب عدد من السفراء لدى دولة الاحتلال، خاصة
الهندي سانغيف سنغلا، ومصر وبريطانيا وأستراليا وتنزانيا وسياسيون وعسكريون ورجال أعمال.
إيتمار
آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقل عن هرتسوغ قوله إن
"هناك خطوطا متوازية في علاقات الهند وإسرائيل، في ضوء أنهما تواجهان تحديات داخلية
وخارجية مشتركة، وكلاهما على استعداد لتوسيع الشراكة بينهما، من خلال توحيد الجهود
والعمل معًا لتعظيم نقاط قوتهما في مجالات العلوم والزراعة والتكنولوجيا الفائقة والتقنيات
الخضراء، خاصة وأن إسرائيل تعتز بعلاقاتها المتطورة مع الهند، لا سيما مع رئيس الوزراء
ناريندرا مودي، الذي زارها في حزيران/ يونيو 2017".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "خلال العقود الثلاثة من العلاقات الدبلوماسية
الكاملة بين تل أبيب ونيودلهي، شهدتا تقدمًا لا يُصدق في مجالات حيوية مثل الأمن والصحة
وقطاع المياه، كما شكلت مجموعة "I2U2" التي اجتمعت
مؤخرًا خلال زيارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل، وضمت إسرائيل والهند والولايات المتحدة
والإمارات العربية المتحدة دليلا ملموسا على تمسك هذه الأطراف بمصالحها المشتركة".
أما
السفير الهندي في تل أبيب سينغلا، فأكد أنه "خلال الثلاثين عامًا الماضية، نمت
العلاقات السياسية والتجارية والثقافية والسياحية بين إسرائيل والهند بشكل كبير، وارتقينا
بعلاقاتنا الثنائية إلى مستوى شراكة إستراتيجية، وتحركت العلاقات بيننا على مسار مختلف
نوعيًا، ونحن نتعاون لإحداث تغييرات كبيرة تحدث من حولنا في المنطقة".
وكشف
أن "إحدى هذه المبادرات الأخيرة هي "I2U2" التي تهدف
بالشراكة مع إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة لإيجاد حلول للتحديات
في قطاعات المياه والطاقة والنقل والفضاء والصحة والأمن الغذائي، كما أننا نتشارك مع
إسرائيل في تحديات مماثلة مثل "الإرهاب" والراديكالية، بسبب العديد من التغييرات
الجيوسياسية التي تحدث في منطقتنا".
يحيي
الإسرائيليون هذه المناسبة مع الهند، في الوقت الذي تشهد فيه علاقاتهما السياسية تطورا
ملحوظا، بجانب الاتصالات التجارية التي تعيش تسارعا لافتا، حيث تجد الشركات الإسرائيلية
سهولة في دخول الأسواق الهندية، مع توقيع صفقات السلاح والاستثمار بالموارد الطبيعية،
وفي الجانب الدبلوماسي، تشهد العلاقات تناميا تدريجيا، فقد انفصلت الهند عن انضمامها
التقليدي للمعسكر المعادي للاحتلال الإسرائيلي، مما ظهر في تصويتها داخل المؤسسات الأممية
والمنظمات الدولية.
مع العلم
أن الدبلوماسيين الهنود باتوا يبتعدون عن استخدام مفردات قاسية بحق دولة الاحتلال كما
جرت العادة سابقا، رغم استمرارهم بإدانة الاستيطان، ورغم أن الهند تبدي حذرا بتطوير
علاقاتها السياسية مع دولة الاحتلال أخذا بعين الاعتبار لعلاقاتها مع دول الشرق الأوسط،
لكنها تسارع الخطى بتنمية شراكتها الاقتصادية والتجارية بها، رغبة منها بالظهور كدولة
عظمى وقوة عالمية، مما يجعلها تستفيد من الصناعات الإسرائيلية في مجالات الهايتك والتكنولوجيا
بصفة خاصة.
فيما
تسعى الشركات الإسرائيلية لزيادة حجم التبادل التجاري مع الهند من أربعة إلى عشرة مليارات
دولار سنويا، على أن تتركز في الصادرات العسكرية التي تقدر قيمتها بـ500 مليون دولار،
كما تسعى إسرائيل لتوقيع اتفاق للتجارة الحرة مع الهند، فيما تسعى الأخيرة للاتفاق
مع إسرائيل على توفير خط طيران مباشر لطيرانها للمطارات الإسرائيلية، مع أنه في
2016 حل ارتفاع بنسبة 22% من حركة الطيران المتبادل، كما بلغ عدد مسافري البلدين حد الذروة بما يقدر بـ158 ألفاً.
منفذو مجزرة كفر قاسم: "تلقينا أوامر بإعدام الفلسطينيين"
الاحتلال ينشئ سفارة دائمة بالرباط ويطوّر مبنى قنصليته بدبي
معاريف: العلاقات العسكرية والاقتصادية تتنامى مع الهند