مع تزايد التقارير حول إبرام صفقة تبادل أسرى بين حركة
حماس والاحتلال الإسرائيلي، صدرت المزيد من الدعوات الإسرائيلية، بغية أن يضع مجلس الأمن الدولي، بقيادة أمريكية، مخطّطاً أمام
الاحتلال، يوافق عليه لإنهاء الحرب الجارية على قطاع
غزة المحاصر، بدل المماطلة التي يبديها، بما يتسبب باستمرار في سفك دماء
الفلسطينيين، ويغامر بحياة الأسرى.
السفير السابق والدبلوماسي الرفيع بوزارة الخارجية، مايكل هراري٬ أكّد أن "الحرب المستمرة على غزة منذ أكثر من عام، ليس هناك ما يشير إلى أن الاحتلال يعرف كيف يستنفد إنجازاتها العسكرية، ناهيك عن إعادة المختطفين، ما يعني أنه حان الوقت لكي تشمّر الجهات الفاعلة الخارجية عن سواعدها، وترسم الطريق أمام الاحتلال للقيام بذلك، ومن الممكن في هذا الوقت الإشارة للنشاط المصري لقيادة التحرك بهذا الاتجاه، كما يُنتظر من الولايات المتحدة مع دخول إدارة جديدة الاضطلاع بدور أهم من قبل".
وأضاف هراري، خلال مقال نشرته
صحيفة "معاريف" العبرية، وترجمته "عربي21" أن: "ما يدفع للقيام بمثل هذا التحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، تلك التلميحات الواردة من الرئيس الأمريكي الجديد- القديم، الذي سبق له أكثر من مرة أن طالب بـ"تنظيف الطاولة" قبل دخول البيت الأبيض، الأمر الذي من شأنه أن يعبّد الطريق للتوصل لوقف إطلاق النار على غزة، وصولا لانتهاء الحرب، وعودة الأسرى".
وكشف أنه "من بين كل الأفكار التي ظهرت للنور بالأيام الأخيرة، من الممكن وضع مخطّط حديث يمكن لدولة الاحتلال، بل وينبغي عليها، أن توافق عليه، لأنه يشمل وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، ستعيد فيه نشر قوّاتها في قطاع غزة، ليس بالضرورة انسحابا كاملا".
وتابع: "يبدو أن هناك مقترحات مختلفة مطروحة على الطاولة، بما فيها الانسحاب من معبر رفح للسماح بفتحه، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، أو تحت إشرافها، مع السماح بولوج المساعدات الإنسانية السخيّة للغاية".
وأكد أنه "من الصعب جداً فهم المنطق الإسرائيلي الذي يمنع أو يخلق جرعة "معقدة" من المساعدات المقدمة لقطاع غزة، لأنه بعد أكثر من عام، لم يثبت أن ذلك قد خلق ضغطا حقيقيا على حماس، بل خلق صورا لحشود جائعة تهاجم مراكز توزيع الأغذية، واتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، ما يستدعي أن يوضع أمام أعين صناع القرار فيها، وأمام أعين الجمهور الإسرائيلي العام".
في السياق نفسه، أشار إلى أنّ: "مرور أكثر من عام على الحرب يؤكد ما هو واضح من الأساس. أنه لا يمكن إطلاق سراح الأسرى دون صفقة تبادل مع حماس"، مردفا: "من المأمول، أو المفترض، أنه سيكون من الممكن التعامل مع الثمن الذي تنطوي عليه الصفقة، المتمثلة بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين ثقيلي العيار، ورغم ذلك فإن إطلاق سراح الأسرى أهم للمجتمع الإسرائيلي من الإنجاز العسكري، الذي يبقى محل تساؤل حقيقي".
إلى ذلك، أوضح أن "مرور كل هذه الشهور الطويلة من الحرب يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مصطلحات "النصر الكامل" أو "سحق حماس" ليست استراتيجية مُجدية، بل هي في أحسن الأحوال مجرد أمنيات، وفي أسوئها خداع للرأي العام، الأمر الذي يستدعي من تل أبيب الاستجابة للنشاط المصري الآن، والتلميحات الواردة من قصر
ترامب في فلوريدا، أي أننا أمام ساعة تدق أمامنا".
وختم هراري، بالقول إن: "إسرائيل، كما جرت العادة منذ الأزل، لا تتحرّك في المسار السياسي دون مزيد من الضغوط الصارمة، التي لا بد أن تأتي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بقيادة الولايات المتحدة، لكي يوضح لها أن هناك إجماعاً دولياً على اتخاذ تدابير تنهي الحرب على غزة، وتُعيد الأسرى".