كان قيام قائد الجيش السوداني بتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية واعتقال رئيس الوزراء عنده في "البيت"! تعبيرا خالصا عن واقع عميق في المجتمعات العربية، وفي القلب منها الدولة الحديثة (دولة ما بعد خروج الاحتلال الأجنبي)..
لن يكون صعبا أن نفهم وندرك أن كل حاضر المنطقة العربية الآن كُتبت سطوره الأولى في اللحظة التي تم فيها توقيع اتفاقية فض الاشتباك الأول في كانون الثاني/ يناير 1974م..
هذا الكلام الذي يودي بصاحبه إلى التحقيق الفوري أمام كل جهات التحقيق الممكنة، كتبه الأستاذ هيكل قبل حرب أكتوبر بثلاثين شهرا وثلاثة أيام بالتمام والكمال، والأهم قبل 62 يوما من "خناقة الصغائر" في 15 أيار/ مايو 1971م، والتي أطلقوا عليها بعدها ثورة التصحيح أو عزل مراكز القوى
بأي قدر من الجرأة على الشعب والوطن والتاريخ يمكن أن يمدح أحد هكذا زعيم وهكذا تجربة، وهي التجربة التي جاءتها من فرص التاريخ ما لم ولن يأتي مثلها في أي وقت ثم صنعت في حق الأمة ما صنعت
رغم أن نية السادات كما سبق كانت تتجه إلى الابتعاد، إلا أنه يجوز أن نقول إنه قد شعر بأن هناك من يحاول الاستهانة به أو التلاعب بمصيره، أو إفساد ترتيباته للمستقبل كما يراه هو، وهو ما قد يكون شكّل دافعا قويا عنده لأن يبعث برسالة شديدة القوة للجميع في الداخل والخارج، بأنه كان وما زال وسيظل "الرئيس القوي"
كل العطايا التاريخية السابقة التي تتاح الآن لحركة طالبان ستضعها أمام اختبار تاريخي صارم.. وسيتحتم عليها الانتباه جيدا لكل خطوة من خطواته وهو لحسن حظها وحظنا يميل كثيرا لصالحها.. فقط الانتباه والحذر والاستعداد والتبصر..
تقول العرب إن شر الكلام ما ناقض بعضه بعضه، والرجل خالف وناقض الثلاثة في طلعة واحدة كما يقول المصريون الطيبون: الاستقامة والأمانة والأخلاق.. انحرف عن نص وروح المادة 80 من الدستور - والتي استند إليها - وانتهكها ليس مرة واحدة بل أكثر من مرة!!
الشعار بائس وشحيح وبليد، بل قد يمكن الفهم منه أنه قد يشي بضده، فالأصل أن حياة البشر كلهم أجمعين.. هي حياتنا كلنا أجمعين، وفي الثقافة الإسلامية من قتل نفسا كمن قتل الناس جميعا..
أصحاب المصالح والامتيازات هم اليد الباطشة لكل ديكتاتور في كل مكان وزمان، والذين هم من الناس الطيبين وأبناء الناس الطيبين ومن ملح الأرض الذي كان طيبا ومليحا يوما ما..
أحداث الأقصى والشيخ جراح وعملية سيف القدس الأخيرة؛ أحد آثار ونتائج تلك الهزيمة، سواء كان ذلك احتلال القدس والضفة وغزة بالشكل المباشر للأثر والنتيجة للهزيمة، أو بأي مسار آخر يتصل بها. كل المسارات ستتقاطع وتتلاقى وتنبع من وتصب في 1967م..
إذا كان المحيط الدولي قد فوجئ بما حدث في معركة "سيف القدس" وسيرتب أموره بالشكل التقليدي في المواجهة مع "القوة الكامنة"، فيها بكل ما تحمله تلك القوة من إيمان المقاومة وصواريخ المقاومة وتنظيم المقاومة، فإن المحيط الإقليمي أكثر مفاجأةً بل وقلقاً أيضاً..
الجيش الإسرائيلي سمى عمليته العسكرية "حارس الأسوار"، وليكون الرد الفلسطيني من ذات المعنى ويطلق على زخات الصواريخ في عمق الاحتلال "سيف القدس". وبذلك يكون الجميع قد اتفقوا على "ماهية الصراع" دونما لجلجة ولا جلجلة بعيدة عن أرض الموضوع..
سيظل اسم حافظ سلامة وقصة صمود السويس قطعة من ذاكرة الوطن تطل علينا بالمعنى والقيمة والقدرة، تقودنا نحو الإدراك الحقيقي لذاتنا وطبيعتنا ومن نحن وبما نكون وكيف نكون..
روسيا تريد أوكرانيا رمادية، لكن المصالح واستراتيجيات الصراع على تلك المصالح تحكمها قوانين بالغة التعقيد والتركيب والتداخل، والأكثر والأهم أن أغلب هذه القوانين موصول وصلا أليما بحبل التاريخ، وهو في الحالة الأوكرانية قد يكون أشد إيلاما..