حتى الآن يمكن القول إن أمريكا في عهد دونالد ترامب لم تحدّد استراتيجية دولية ذات أولوية، أو أكثر من أولوية واحدة، تُخضع لها مختلف السياسات والممارسات التكتيكية، ومن ثم تجعلها تعمل في خدمتها.
ما ينبغي لأحد أن يتحدث بعد اليوم- بعد "قرار التسوية"- عن المفاوضات وحلّ الدولتين والسلام. والأنكى أن ينتقده باعتباره "مدمراً للتسوية وحلّ الدولتين والسلام" فيما التسوية وحلّ الدولتين هما من حمل به وأنجباه.
جاءت أولى القرارات التي اتخذها دونالد ترامب خلال عشرة الأيام التي تلت توليه رئاسة الولايات المتحدة، ترجمة لمواقف ووعود سبق وأعلنها في أثناء حملته الانتخابية..
طبعا ليس من المستحب كتابة ما قد يحبط تفاؤل الذين التقوا في بيروت من ممثلي الفصائل الفلسطينية وبعض الشخصيات المستقلة، من أجل التحضير لعقد مجلس وطني جديد، أو قديم-جديد. وقد شاركت في اللقاء حركتا حماس والجهاد، فضلا عن مشاركة أغلب الفصائل والشخصيات التي عارضت اتفاق أوسلو وقاطعت "مجلس" 1996.
على المرء أن يفرق بين ما هو عمالة وارتباط، وما هو تقاطع في السياسات ضدّ طرف ثالث، لأن القانون الحاكم في الحالة الأولى حالة العمالة والارتباط غير القانون الحاكم في الحالة الثانية، حالة التقاطع بين طرفين قد يكونان حتى أعداء لبعضهما، خارج حالة التقاطع ضدّ طرف ثالث.
لنضع جانباً، ولو مؤقتاً، غضب نتنياهو وأعضاء حكومته من قرار مجلس الأمن رقم 2334، في 23 كانون الأول/ديسمبر لعام 2016. وذلك لكي لا يؤخذ غضب نتنياهو من القرار حجّة في مصلحة القرار جملة وتفصيلاً. علماً أن القيادات الصهيونية، تاريخياً، وصولاً لعهد نتنياهو لم تعترف بأي قرار من قرارات هيئة الأمم المتحدة، بم
عندما سيتسلم دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية سيواجه هذا الوضع العالمي الجديد الذي لم يسبق له مثيل خلال المائة سنة الماضية، والذي وعد أن يستعيد فيه دور أمريكا وعظمتها، أي قيادتها للعلاقات الدولية..
عندما أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيعيّن مدير مجلس إدارة شركة "اكسون" النفطية ريكس تيلرسون وزيراً للخارجية تعززت الآراء اتي تعتبر أن ترامب ذاهب لنسج أقوى العلاقات التشاركية أو التحالفية مع روسيا. فتيلرسون كما هو معروف صديق مقرب من بوتين.
ثمة حملات من المقالات متناقضة في منطلقاتها وفي أهدافها راحت تتقاطع عند ما يبدو مشتركا بينها، وهو الحكم بفوات، أو موات، فصائل المقاومة الفلسطينية، مع عدم تسجيل أيّة إيجابيات لدور قامت به في مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني.
أدى فوز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون إلى طرح سؤال أشغل الكثيرين وهو كيف ستكون الإدارة الأمريكية القادمة في عهد ترامب؟ ناهيك عما أثاره من انفعالات تراوحت بين الدهشة بسبب غلبة الترجيحات أو التوقعات بحتمية نجاح هيلاري كلينتون..
السنوات قاربت من العشر، والأصوات تتعالى احتجاجا على الانقسام الذي وقع بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد انطلق في الأساس ما بين فتح وحماس إثر الانتخابات التشريعية في 2006. ثم راح يتكرس بين وضعين مختلفين أهدافا واستراتيجية وسياسة..
جاء الحديث عن الاعتراف بالقرارات الدولية أو القبول بما يُسمّى الشرعية الدولية في غير مصلحة الشعب الفلسطيني فيما القانون الدولي وحده ما يمكن الرجوع إليه.
في مقدمة كارل ماركس للاقتصاد السياسي ينقد موقف من ينتسبون إلى الفلسفة المثالية، حيث يحكمون على مرحلة تاريخية وفقا لوعيها عن نفسها. ويقول ما معناه: كما أننا لا نحكم على إنسان وفقا لوعيه عن نفسه كذلك لا نحكم على مرحلة تاريخية بناء على وعيها. وإنما الحكم يتأسس على ما يسودها من قوى إنتاج وعلاقات إنتاجية