قضايا وآراء

نجيب وإدريس

هشام عبد الحميد
يوسف إدريس ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم- فيسبوك
يوسف إدريس ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم- فيسبوك
كانت المفاجأة الصادمة المؤلمة لأديبنا الكبير يوسف إدريس هي: خبر فوز أديبنا الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل. ومصدر الدهشة والصدمة التي تحولت إلى غضب لدي إدريس يكاد يعصف بكل من حوله، ليس الفوز ذاته، وإنما مصدره اتصال هاتفي يبارك ليوسف إدريس بفوزه بجائزة نوبل قبل إعلانها بسويعات، وأنه يستأذنه للاستعداد لعمل مؤتمر إعلامي احتفالا بهذا الخبر السعيد.

ولكن مضى الوقت دونما مجيب، وانتظر إدريس بعد استعداده لهذا الخبر المبهج.

ولكن تأتي الصدمة كالصاعقة بفوز نجيب محفوظ بالجائزة، مما أثار حنق وغضب إدريس، وبدا لهذا الغضب أن يخرج من عقاله، لولا تدخل العقلاء لتلطيف الأجواء، وعلى رأسهم أديبنا الكبير أيضا إحسان عبد القدوس الذي هدأ من روع يوسف إدريس، الذي اعتبر الأخير أن ما حدث هو مؤامرة بليل للنيل من شخصه الأدبي، وأنه دوما كان ذو توجه واضح لم يتغير ولم يحد عنه، رغم تغير المعطيات السياسية والاجتماعية والثقافية، وأنه دخل في صدامات عنيفة مع كل الأنظمة المتوالية على مصر، ودفع ثمنا لمواقفه واختياراته طيلة حياته، عكس نجيب الذي كان مهادنا للسلطة غير مصطدم بها، فهو صاحب تصريحاته الشهيرة: بأنه لا ينتمي لليسار، رغم أنه كان محسوبا عليهم، وهو أيضا من تنصل من روايته الكرنك فيما يتعلق بفكرة:

قمع شباب مصر التقدمي من قبل الأجهزة الأمنية وقتذاك، وهو أيضا المهادن لسلطة الرئيس حسني مبارك إلى أبعد الحدود، وهو أيضا المهادن للإسرائيليين من خلال صداقته مع عدد منهم بإسرائيل وارتباطه بصداقة قوية بهم مما يؤكد أنه مع التطبيع. وهكذا استمر إدريس ومحبوه وحواريوه يكيلون النقد والسباب لشخص نجيب محفوظ، ولكن هل كان إدريس محقا فيما ذهب إليه من إتهامات لنجيب...؟!!

لا نستطيع على وجه الدقة أن ندحض كل إتهامات إدريس، ولكننا بكل تأكيد لا ننفي ما كان إدريس عليه من شبهة إرضاء النظام، حتى ولو بدا غير هذا، فلا أحد يستطيع أن ينسى نقده اللاذع بسخرية عميقة من اليسار في روايته (البيضا) التي نشرها بجريدة الجمهورية والتي تعد بمثابة إرضاء للنظام وقتذاك، وهذا موقف من مواقف اتسمت بها مواقف يوسف إدريس وتحولاته الجانحة نحو التطرف.

ولكن لا يسعنا في النهاية، رغم عدم البراءة البادية في هذا الصراع الذي لا يليق بالكبار، ولكننا الآن نترحم عليهما وعلى غيرهما من القمم اللذين فقدناهم وفقدنا معهم زمنا بديعا في الأدب والثقافة والفن، رغم إيماننا بالتطور وتعاقب الأجيال، ولكننا مؤمنون بالتطور بمعناه الصحيح لا بمعناه المعكوس.. ودمتم.
التعليقات (2)
نسيت إسمي
الخميس، 10-08-2023 10:23 م
'' أحداث في السينما المصرية '' 1 ـ (أحتل الفيلم المركز 68 في قائمة أفضل 100 فيلم بالسينما المصرية تأليف نجيب محفوظ) الحب فوق هضبة الهرم.. أول فيلم ناقش معاناة الشباب وعدم القدرة على الزواج تدور أحداث الحب فوق الهضبة، حول مشكلة الشباب فى عدم القدرة على الزواج وقلة الدخل وعدم العثور على عمل مناسب أو السكن، وتدور القصة حول شاب وفتاه يتزوجان سراً نظرا لعدم القدرة على تكاليف الحياة الباهظة، وحين حاولا ممارسة الحياة الزوجية الطبيعية لم يجدا أفضل من جدران الأهرامات ساتراً لهما، حتى وقعا فى قبضة بوليس الآداب. ويجسد النجم الراحل أحمد زكى شخصية شاب ينتمى لأسرة فقيرة تخرج فى كلية الحقوق ويعمل فى إحدى المصالح الحكومية بمرتب زهيد، ولا يستطيع إتمام الزواج من خطيبته رجاء "آثار الحكيم"، لعدم تمكنه من شراء شقة. وقدم الفنان الراحل نجاح الموجى دور شاب ميسور الحال ويعمل سباكاً، تقدم لخطبة شقيقة علي الصغيرة والتى تُدعى نهى "حنان سليمان"، طالبة جامعية ولكن لأن أحمد شاب ثرى ويجهل القراءة والكتابة فاشترط عدم إتمامها تعليمها، وبالفعل وافقت أسرتها لقلة حيلتها. 2 ـ «الأسطى حسن» الفيلم الذى أثار أزمة بين أنور وجدى وفريد شوقى انتهت بذهاب الأول لـ«القلم السياسيى» منافسة ودعابة ولكنها من النوع الثقيل على النفس، قام بها الفنان أنور وجدي بحق الفنان فريد شوقي، حيث أخذ أنور وجدي أمراً من البوليس السياسي بمنع فيلم لفريد شوقي. ففي سنة 1952 كان من المقرر أن يعرض فيلم «الأسطى حسن» للفنان فريد شوقي، وفي نفس الوقت كان فيلم «مسمار جحا» لأنور وجدي، قد بدأ عرضه. وقتها كان فريد شوقي نجم شباك وأنور وجدي كان هو مؤلف فيلم مسمار جحا، خشيالأخير من خسارة فيلمه، فتوجه للبوليس السياسي وقدم شكوى ضد الفيلم وفريد شوقى، متهما إياه بأنه فيلم مروج للشيوعية، وبالفعل مُنِع الفيلم ولم يُعرض حتى عام 1952. وحين علم فريد شوقي بالقصة قرر معاتبت أنور وجدى، فرد الأخير عليه بقوله: «أُمّال تنـزل أنت تأكل السوق وأنا أخسر ؟! أنت حتتأخر شوية أكون أنا لمّيت فلوسي وجبت تمن الفيلم». 3 ـ (غيرة فنية) أنور وجدي ورغم مشاركة فريد شوقي له في البداية في عدة أعمال مثل أمير الانتقام وخطف مراتي وغيرهما إلا أن الغيرة الفنية كانت قد سيطرت عليه تماماً تجاه فريد خوفاً من نجوميته الصاعدة بسرعة الصاروخ وتجلى هذا الامر حين أبلغ وجدي بعض الجهات أن فيلم الأسطى حسن بطولة فريد هو فيلم يدعو للشيوعية وتعطل عرض الفيلم وكشف فريد المؤامرة وبرر أنور لفريد بأنه عطل فيلمه فقط حتى لا يؤثر على إيرادات فيلم لأنور كان معروضاً في دور العرض وتم بعدها بالفعل عرض فيلم الأسطى حسن. 4 ـ (الأسطى حسن هو فيلم مصري عرض عام 1952) تدور الأحداث حول حسن العامل في ورشة خراطة، ناقم على معيشته وعلى ظروفه المادية القاسية، تحضر إليه ذات مرة في الورشة التي يعمل بها إحدى سيدات المجتمع الراقي التي تعجب به وتدعوه لفيلتها لاستكمال وتركيب الديكور، ويتورط معها حسن في علاقة محرمة ويهجر منزله. بطولة فريد شوقي وهدى سلطان، ومن إخراج صلاح أبو سيف.
نوبل في الفساد
الإثنين، 07-08-2023 01:50 م
انا قرأت معظم ما كتبا و بالقطع هناك فرق شاسع بين نجيب و ادريس من اول الأسلوب و بناء القصة إلى رسم الشخصيات يعني نجيب مثل قصر و ادريس مثل كوخ مع أن الإثنين ساهموا فيما وصلنا إليه من ضياع القيم و ا?خلاق و المبادئ وحتى توفيق الحكيم الذي في الصورة معهم كاتب مسرحية السلطان الحائر الرائعة كتب مسرحيه الشهيد التي جعل الشيطان فيها شهيدا كان هناك كتاب أفضل منهم مثل عبدالحميد جوده السحار و احمد باكثير وغيرهم

خبر عاجل