صحافة دولية

الغارديان: كيف زرعت القنبلة في الطائرة الروسية؟

الغارديان: الطائرة الروسية ربما سقطت بفعل تفجير وليس نتيجة عطب فني - أرشيفية
الغارديان: الطائرة الروسية ربما سقطت بفعل تفجير وليس نتيجة عطب فني - أرشيفية
  • تساءلت صحيفة "الغارديان" عن الطريقة التي تم فيها تفجير الطائرة الروسية يوم السبت الماضي، وذلك بعد تقارير لم تستبعد سيناريو التفجير، وقرار وزارة الخارجية البريطانية تأخير إقلاع الطائرة البريطانية المحملة بالسياح البريطانيين، وهم أكثر من 20 ألف سائح لا يزالون عالقين ينتظرون العودة ريثما يتم توفير الفحص الأمني المناسب. 

ويشير التقرير إلى أن مطار شرم الشيخ يخضع لحراسة أمنية مشددة، بعدما قالت الحكومة البريطانية إن الطائرة الروسية ربما سقطت بفعل تفجير وليس نتيجة لعطب فني. 

وتقول الصحيفة إن فصيلا محليا تابعا لتنظيم الدولة في العراق والشام أعلن مسؤوليته عن الهجوم، ولكنه لم يقدم أدلة تدعم مزاعمه، وهو ما دفع المحللين للشك في ادعائه.

ويلفت التقرير إلى أنه عندنا اختفت الطائرة عن شاشات الرادار، فإنها كانت تحلق بعيدا عن مدى الصواريخ التي يملكها التنظيم في منطقة سيناء، مشيرا إلى أنه ليس هناك ما يدل على أن التنظيم لديه نظام صواريخ متقدم. 

وترى الصحيفة أن الأمر المحتمل هو تهريب قنبلة إلى داخل الطائرة المدنية. ولم يتم تهريبها إلا من خلال شخص على الأرض، استغل ثغرات في أمن المطار، وهو ليس من المسافرين، وحاول المرور عبر أجهزة التفتيش المتوفرة داخل المطار، بحسب ما يقول الخبير الأمني في سيناء زاك غولد.

وينقل التقرير عن غولد قوله: "هذه طائرة تجارية تحمل مسافرين روسيين وثلاثة ركاب أوكرانيين، ومن أجل أن يحمل واحد منهم القنبلة فإنه كان ينبغي تجنيد (استشهادي) روسي أو أوكراني، والقيام بتزوير الجواز الروسي أو بيع وإعطاء الجهاز لشخص تعرف أنه سيكون على الطائرة". 

وأضاف غولد للصحيفة: "لو كانت هناك قنبلة، فأعتقد أن الطريقة الوحيدة لزرعها أن شخصا من طاقم المطار قام بوضعها في الطائرة، أو أن شخصا آخر استطاع التسلل إلى المطار".

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن مطار شرم الشيخ صغير، ويخدم فقط السياح الذين يأتون من بريطانيا وألمانيا وروسيا وبقية الدول الأوروبية. ومعظم المسافرين يأتون في رحلات سياحية، وللإقامة في منتجعات راقية على الشاطئ، وهناك عمال مهاجرون يخدمون في الفنادق.

وتبين الصحيفة أن الأمن في المطار تعرض للفحص في عام 2014، بعد الهجوم الذي نفذ على حافلة للسياح الكوريين في سيناء. وقامت الحكومات الأوروبية بتقييم أمن المنتجع، وقررت السلطات أن الأمن فيه جيد.. مشيرة إلى أن السلطات البريطانية قامت بفحوص للأمن فيه بداية هذا العام.

ويورد التقرير نقلا عن مصدر علق على قرار الحكومة البريطانية تعليق الرحلات في شرم الشيخ قوله: "هذا أمر جديد، وهذا النوع من القرار الذي أثر على حركة الطيران لم يحدث أبدا حتى أثناء ثورة يناير 2011، لم يحدث شيء وسارت الأمور بسلاسة".

وأضاف المصدر للصحيفة: "تحتاج للمرور من خلال 3 أو 4 فحوص أمنية، وهناك فحص إضافي للطائرات البريطانية، أي خمسة فحوص بالإضافة إلى فحص الأشعة، ما يعني صعوبة زرع قنبلة على الطائرة. ويقومون حتى بفحص الطعام القادم إلى المطار للمطاعم. وذهبت يوم السبت ورأيت أنهم يفحصون الموظفين والطعام داخل المدرج" .

ويستدرك التقرير بأنه رغم تشكيك الكثيرين بمزاعم تنظيم الدولة، فإن غولد أشار إلى أن رواية التنظيم قالت إنها أسقطت الطائرة، ولم تطلق النار عليها.

وتنوه الصحيفة إلى أن التنظيم ينشط في منطقة شمال سيناء، وظهر في البداية كونه "جماعة أنصار بيت المقدس" عام 2011، مستغلة الفراغ الذي أحدثه سقوط الديكتاتور حسني مبارك.

ويوضح التقرير أن الجماعة استفادت من حالة الفوضى التي عمت المنطقة، وحصلت على أسلحة من ليبيا. ومع توسع تنظيم الدولة من الناحية الجغرافية والسمعة، فقد قرر قادة "جماعة بيت المقدس" تقديم البيعة لزعيم "الدولة" أبي بكر البغدادي.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه تم التوصل إلى صفقة بين التنظيمين في صيف عام 2014، عندما سافر قادة من أنصار بيت المقدس إلى مقر تنظيم الدولة في الرقة، وقضوا عدة أشهر هناك.
التعليقات (0)