كتاب عربي 21

حزب الله بعد اغتيال بدر الدين: تحديات جديدة ومخاوف مستقبلية

قاسم قصير
1300x600
1300x600
لم تثر عملية اغتيال تعرض لها احد قادة حزب الله والمقاومة الاسلامية الكثير من الاسئلة والالتباسات، مثل ما اثارت عملية اغتيال القائد الجهادي الحاج مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار)، فرغم البيان الذي اصدره حزب الله حول ظروف استشهاد الحاج مصطفى في سوريا في منطقة قريبة من مطار دمشق واتهام "الجماعات التكفيرية" بالوقوف وراء عملية الاغتيال، فان هذا البيان وما صدر من تصريحات وتسريبات حول تفاصيل الاستشهاد لم يطمئن قلوب وعقول المهتمين بدور بدر الدين، سواء كانوا من المحبين او المعادين، وقد انطلقت سلسلة طويلة من الدراسات والتحليلات والتقارير التي تتحدث عن ابعاد الاغتيال ودلالاته، ووصل الامر ببعض القيادات السياسية اللبنانية او المحللين بالتشكيك بخبر الاستشهاد والمطالبة باجراء فحص "الدي أن إيه" للجثمان، وقد اثار ذلك ردود فعل مستهجنة ومستغربة في اجواء قادة حزب الله وانصاره  لان الحزب ليس مضطرا لاخفاء قياداته او التعمية على سقوط شهدائه لما لذلك من اعتبارات معنوية وسياسية وعملانية على كل واقع الحزب ومسيرته.

وبانتظار صدور المزيد من التوضيحات والمعطيات عن عملية اغتيال بدر الدين من قبل امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال التأبيني الذي سيقام له بعد ظهر الجمعة المقبل، فان الحقيقة المؤكدة ان حزب الله خسر برحيل بدر الدين احد اهم قياداته وكوادره الامنية والعسكرية، وهذه الخسارة تضاف الى سلسلة الخسارات الكبرى التي تعرض لها الحزب في السنوات الاخيرة ولا سيما منذ اغتيال الحاج عماد مغنية في دمشق وحتى اليوم.

وان اغتيال قيادات حزب الله واالمقاومة الاسلامية يهدف لتوجيه ضربات قاسية للحزب بهدف الضغط عليه كي تتراجع عن دوره الاساسي في سوريا والمنطقة وكي تضعف قدراته العسكرية والامنية والمعنوية.

وقد شكل اغتيال القائد الحاج مصطفى بدر الدين في سوريا واعلان حزب الله مسؤولية "الجماعات التكفيرية" عن هذا الاغتيال تطورا خطيرا في الصراعات القائمة في سوريا والمنطقة، فهذا الاغتيال سيزيد التوترات الطائفية والمذهبية وسيدفع حزب الله وايران وحلفاؤهما للانخراط اكثر في هذه الصراعات، وستكون اميركا واسرائيل المستفيدتين الاكثر من هذه الصراعات لانها ستؤدي لانشغال عدوهما الاساسي وهو حزب الله في صراعات اخرى مكلفة ، ومع ان حزب الله اعتبر ان "الجماعات التكفيرية" ترتبط بعلاقة ما مع اسرائيل واميركا فانه لا يخفى ان اميركا واسرائيل تخافان ايضا من تعاظم دور هذه الجماعات واعادة توجيه اسلحتها وعملياتها نحوهما كما حصل بين تنظيم القاعدة واميركا سابقا.
 
والخطورة في ما جرى في سوريا مؤخرا (في حال تأكدت مسؤولية الجماعات المسلحة  عن اغتيال بدر الدين) انه يكشف عن تطور دور هذه الجماعات وقدراتها العسكرية والامنية واللوجيستية ويضع حزب الله وايران والنظام السوري امام تحديات جديدة بعد الانجازات التي تحققت في الاشهر الماضية وبعد التدخل الروسي. 

لكن رغم اغتيال الحاج بدر الدين فان مسيرة المقاومة مستمرة فهو ليس اول قيادي شهيد وليس اخر الشهداء، والمقاومة مؤسسة وتنظيم متكامل وهي ستتابع مسيرتها سواء في الصراع في مواجهة العدو الصهيوني او على صعيد دورها في ازمات المنطقة، لكن ذلك لا يلغي حجم التحديات التي يواجهها الحزب في هذه المرحلة سواء على الصعد العسكرية والامنية او على صعيد الضغوط المالية والاجتماعية والاعلامية والعمل لمحاصرة الحزب والضغط على البيئات الداعمة للحزب.

وكل هذه التحديات والضغوط قد تفرض على الحزب البحث عن كيفية الخروج من هذه الازمات المتزايدة وكيفية الحفاظ على موقعه ودوره الاساسي في مواجهة العدو الصهيوني لان المزيد من الغرق في صراعات المنطقة سيكون له تداعيات مستقبلية خطيرة وان الطريق الوحيد لانهاء هذه الصراعات التعجيل بالحلول السياسية ولو اضطر الامر تقديم بعض التنازلات لان الحروب العسكرية الداخلية لا يمكن ان تؤدي الى اية نتيجة مهما كانت القدرات والامكانيات التي تبذل في هذه الصراعات والحرب العراقية – الايرانية والحرب اللبنانية افضل شاهد على ذلك.
التعليقات (4)
دياب
الخميس، 19-05-2016 01:52 م
الماتب لايخفي ولامرك تلميحاً او تصريحاً انتمائه لحزب الله ودس السم بالعسل فيمرر مايريد من خلال ادعائه انه ناقد محايد وهو ليس محايد ابداً
مُواكب
الأربعاء، 18-05-2016 11:39 م
" المزيد من الغرق في الصراعات الإقليمية سيكون له تداعيات مُستقبلية خطيرة " هذا الثابت في رأي كاتب بارز يُعرف بتأييده للشيعة السياسية، لربما يكون تعبيرٌ عن ما يشعر ويُفكر به أبناء هذه الطائفة. لكن، وللأسف، ليس هذا ما يُقِرُّ به ديكتاتور الضاحية الجنوبية، السيد حسن نص الله، الذي صرًّح قبل أسابيع أنًّه لن يخرج من سورية حتى لو خرجت منها ايران. قد يذكر الكاتب مشهدا عُرضة على الشاشات للسيد الأمين العام وهو راع يُقبل يد الخامنئي، وهو لا يُخفي انضباطه في دولة الفقيه التي هو جندي فيها. هذا ينقلنا لطرح هذا السؤال: أين المفر؟ من الأمام التداعيات المستقبلية الخطيرة، ومن الخلف ديكتاتور الضاحية الجنوبية القابض عليها كقبضة القبور على سورية وقبض ابنه بشار من بعده. وهذا ما يُوحي بأن نهاية الضاحية الجنوبية هي طبق الأصل لما حدث ويحدث في سورية منذ سنوات: مزيد من القتل والتهجير والدمار. ديكتاتور الضاحية الجنوبية هو شريك عضوي وجودي لبشار أسد، مصير أحدهم هو مصير الآخر.
guermit.abdellah
الأربعاء، 18-05-2016 04:50 م
حزب اللات العدو الاساسي لإسرائيل ههههههههههههههههههههه يا راجل . والله اضحتني . هل أعيدك الى التاريخ البعيد الى هجرة اليهود الى بابل .ثم كيف تمت اعادتهم الى فلسطين ومن أعادهم .. ثم ماذا قالت التوراة عن فارس أجداد نصر الله والخميني .. واشياء كثيرة متداخلة ومرتبطة كلها تفضي في الاخير الى ان العدو الصهيوني لا يعتبر الفرس اعداءه والعكس .. والذي نعرفه ان الفرس دخلوا الاسلام انتقاما للقادسية ووجدوا في مقتل الحسن رضي الله عنه الذريعة ولكي يضربوا المسلمين والاسلام تحت الحزب . استعملوا المقاومة والممناعة وثارات الحسين التي هي في الحقيقة ثارات كسرى .. وحروب اسرائيل مع اللات اللبناني والعزى الايراني كان الهدف منها اضعاف الجيش اللبناني وتقوية اللات وقد كان .. ريثما يتم انضاج رئيس شيعي على لبنا ن .. فياريت ما تضحكوا علينا مرة اخرى فلم نعد نصدقكم وهذه احدى حسنات الثورة السورية المباركة ..
guermit.abdellah
الأربعاء، 18-05-2016 04:35 م
الرمال تتحرك تحت الاقدام . والزمن يقتر بسرعة .. ويومها . لاشفقة ولا رحمة في من استحل دماءنا وهتك اعراضنا ورمى اطفالنا الى البحر . بفرية الممانعة .. وساعتها سيقول الاحرار ان شاء الله .ان طريق الاقصى تمر بالضاحية و يفعلوا ..