قضايا وآراء

ترامب يدخل الحلبة ويقود المواجهة مع قطر!

1300x600
أخيرا تكلم ترامب بكل صراحة، واتهم قطر علانية بدعم الإرهاب، ووجه الشكر للسعودية، بينما يستعد وزير خارجيته لجولة خليجية أعتقد أن موضوعها الوحيد توجيه الإنذار الأخير، حتى تعلن قطر التخلي تماما عن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، وإلا فستدخل أمريكا في المواجهة مباشرة. 

وبهذا يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ليل الخليج الدامس، ويصدق ترامب حدس كل من توقع، قاطعا الشك باليقين بأنه هو من يقود شخصيا هذه الحرب، ويؤكد أن قمة الرياض لم تكن لمواجهة إرهاب إيران أبدا، وإنما التحضير لتجفيف منابع دعم المقاومة الفلسطينية وقطع كل السبل عليها.

إنهم يسعون الآن وبسرعة لخلع أنياب قطر المالية، وكسر أذرعها الإعلامية، وتحويلها لدولة مستأنسة تحت وصاية كبير المنطقة، وضمن بيت الطاعة الصهيوأمريكي.

والهدف:

1- وضع الترتيبات النهائية لانطلاق علاقات دبلوماسية وعلنية ببين دول المنطقة والكيان الصهيوني، علاقات تؤهل الكيان الصهيوني ليقود المنطقة، ويستبدل بالعدو الصهيوني عدو إسلامي.

2- إكمال مخطط الحرب الشاملة والكاسحة لقطاع غزة، ولمسحه من على وجه الأرض بمشاركة عربية علنية سعيا لإنهاء وجود حماس.

3- اقتحام محمد دحلان بقواته القريبة من حدود غزة ليتولى حكم وإدارة غزة.

4- بعد تغييب حماس وإسكات قطر وإنهاء دورها تماما، يتفضل السيد محمود عباس بتسليم القدس كاملة للصهاينة، والتوقيع علي صك التنازل عن فلسطين، والرضا بفتات من الأرض في الضفة، وإغلاق ملف اللاجئين للأبد والبدء في تطبيق يهودية الدولة أي تشريد الفلسطينيين في أراضي 48، ليصبح الكيان الصهيوني كيان يهودي مائة في المئة.

5- تتولى دول الجوار العربية المتحالفة مع الصهاينة خدمة أمن حدود الكيان الصهيوني ومشاريعه ومتطلباته في المنطقة.

هكذا يبيتون فيما أعتقد، وهكذا يمكرون والله خير الماكرين

وبعد، فما كان لذلك أن يتم أبدا إلا بعد تشكيل تيار عربي متصهين مؤمن بالصهاينة وحقهم في احتلال فلسطين، وراض بزعامتهم للمنطقة بأسرها مقابل كراسي الحكم.

وما كان ذلك ليتم أبدا لو انتصرت ثورات الربيع العربي وتمكن الشعب العربي من اختيار حكامه بكل إرادته، ولذلك سيواصلون مطاردة بقايا ثورات الربيع والقضاء تماما علي أي أثر لها في ليبيا واليمن وسوريا، وبالطبع مصر.

وما كان ذلك يتم أبدا لو استمر محمد مرسي حاكما لمصر!

 أخيرا، لا حظت أن وزير الخارجية الأمريكي قبل أن ينطلق في جولته الخليجية، وجه خطابا شاعريا، انتقد فيه فرض الحصار علي قطر؛ لأنه يهدد الأسر والعائلات والحياة الاجتماعية، خاصة في شهر مثل شهر رمضان!! ولم ينس القول في آخر تصريحه إن ذلك الحصار يهدد تجارة بلاده للمنطقة وعملياتها العسكرية فيها.

وفي المرحلة القادمة، سنسمع كثيرا من نوع هذا الخطاب.. خطاب المصالح والمطامع المغلف بالمشاعر الإنسانية والقيم الإسلامية، ولن يمانعوا من الاستشهاد بآيات القران الكريم.. فقد فعلها الاستعمار من قبل في حقب غابرة.