صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: تل أبيب لا ترغب باستمرار التظاهرات في غزة

شبان فلسطينيون خلال استقدام إطارات للمنطقة العازلة في مسيرة العودة- جيتي

قرأ خبير عسكري إسرائيلي، التطورات الميدانية والسياسية التي شهدتها مسيرة العودة الكبرى منذ انطلاقها، كاشفا عن جهود عربية لوقفها في الوقت الذي ينظر فيه جيش الاحتلال لشن هجوم واسع على القطاع يمس بالمواقع والمنشآت التابعة لحماس وحتى قياداتها.


وانطلقت مسيرة العودة في قطاع غزة في 30 آذار/مارس الماضي، وتستمر فعالياتها حتى 15 أيار/ مايو المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية السبعين.

وأوضح الخبير العسكري الإسرائيلي، يوسي ملمان، في مقال له اليوم نشر في صحيفة "معاريف" العبرية، أنهم في "الجيش راضون عما يرونه للأسبوع الثاني كنجاح في منع المتظاهرين في غزة من المس بالجنود و بالجدار الحدودي وبالمنشآت الأمنية، إضافة لصد التسلل إلى الداخل".

ونوه إلى أن ما وصفه "ميزان الدم في الطرف الفلسطيني ثقيل"، حيث قتلت إسرائيل منذ انطلاق مسيرة العودة الكبرى في 30 الشهر الماضي 31 شهيدا فلسطينيا وجرحت نحو 3 آلاف آخرين منهم العشرات في حالة الخطر.

ورأى أن قتل الصحفي ياسر مرتجى (31 عاما) الجمعة الماضي، وإصابة صحافيين آخرين يثير في الطرف الإسرائيلي "أسئلة قاسية".

ولفت ملمان، أن في أحداث الجمعة الماضي (جمعة الكوشوك) "برزت عدة مزايا لم تظهر في الجمعة التي قبلها، فكان "بعض المتظاهرين أكثر جسارة وتصميما على المس بالخط العازل، في ظل ستار دخان إطارات السيارات التي احرقت، وكانت الأحداث أكثر قوة".

وقال إن الطرف المقابل "بقيت سياسته كما هي؛ المنع بكل ثمن تسلل المتظاهرين إلى المنطقة الفاصلة التي تمتد بين 30 و 150 متر في القطاع"، بحسب الخبير الذي زعم أن جيش الاحتلال "استعد هذه المرة على نحو افضل للأحداث".

وإضافة إلى إطلاق النار والغاز السام المسيل للدموع، فقد أشار إلى أن "الجيش الاسرائيلي جلب خراطيم المياه المرواح الكبرى منعا لانتشار النار والدخان باتجاه إسرائيل"، زاعما أن "ستار الدخان لم يمنع القناصة الذين انتشروا في المنطقة من العمل".

عملية واسعة


وأكد ملمان، أن الأوساط الإسرائيلية تنظر بـ"عين الرضى لسياسة إطلاق النار في يوم الجمعة الأول للمظاهرات، والتي أدت إلى عدد غير متوازن من القتلى والمصابين، وكانت عاملا رادعا" وهي الجمعة التي استشهد فيها 15 شابا وجرح فيها أكثر من 1500 آخرين.

وتساءل ملمان "هل ستواصل حماس استخدام هذه الأداة في الجمعة القادمة؟، حيث تجري من خلف الكواليس جهود دبلوماسية، من جانب مصر والسعودية، للتأثير على قيادة حماس للكف عن ذلك، مقابل فتح معبر رفح في الاتجاهين"، وفق زعمه.

وأما في الجانب الإسرائيلي، "فقد وصلت إسرائيل هي الأخرى إلى مفترق القرارات الحاسمة، ولن ترغب في مواصلة نمط العمل الذي سيصبح عادة من المظاهرات والردود المضادة، وفي الجيش يوضحون بأنه لا توجد نية لمواصلة هذه اللعبة".

وفي ظل هذا الواقع، كشف ملمان أنه "يجري النظر في عملية واسعة أكثر هجومية للمس بالمواقع والمنشآت وربما أيضا بزعماء حماس، إذا ما واصلوا تنظيم المظاهرات"، مؤكدا أن "المشكلة الأساسية بالنسبة للحكومة الإسرائيلية ما زالت باقية على حالها، فليس للحكومة استراتيجية واضحة بالنسبة لغزة وحكم حماس في القطاع".

لكنه استدرك بقوله: "ومع ذلك، من خطواتها التكتيكية يسترق الخوف في أن لها في واقع الأمر، سياسة خفية لا تتجرأ على الاعلان عنها؛ وهي الأمل أن يدفع استمرار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بالسكان إلى الثورة واسقاط حكم حماس"، وفق قوله.