صحافة دولية

صحيفة إسبانية: هل سينتقم بوتين ردا على هجوم ترامب؟

بينت الصحيفة أن القيام بهذه العملية عامل من شأنه أن يمد الدعاية الروسية بالأكسجين- جيتي

نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن تركيز أنظار العالم على ردة فعل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حليف الأسد في سوريا، إثر هجمات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ضد النظام السوري.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عدم تمكن بوتين من منع هذا الهجوم، أرسل رسالة إذلال قوية لحليف الأسد؛ ظهرت على وجه الخصوص في خطاب ترامب المباشر خلال الندوة الصحفية، أما السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة في هذا الصدد، فيتمحور حول اتخاذ موسكو لإجراءات ردعية أو بقائها مكتوفة اليدين.


وبينت الصحيفة أن هذا الهجوم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، الذي اقتصر على بعض الأهداف العسكرية والذي لا يبدو أنه سيتوسع أكثر؛ يمثل عاملا كافيا لزيادة حدة الأزمة الحالية، في الآن ذاته، يضع هذا الهجوم الرئيس الروسي في موقف صعب وحرج، وعلى عكس الهجوم على قاعدة الشعيرات خلال السنة الماضية، لا يمكن لبوتين القول إن هذا الهجوم قد كان مفاجئا.


وأضافت الصحيفة أن بوتين كان له الوقت الكافي لتجهيز عتاده العسكري قبيل هذه الهجمات، كما حاول الرئيس الروسي تجنب هجوم اليوم بكل ما أوتي له من وسائل، ولم يقتصر الأمر على التحركات الدبلوماسية واللجوء إلى الوساطة التركية، إذ تعدى ذلك ليهدد بوتين بالرد واستهداف القواعد والسفن الحربية التي تستهدف سوريا.


وأوضحت الصحيفة أن عدم تمكن بوتين من ردع الهجوم وتجنب وقوعه، يتضمن رسالة إهانة وإذلال للزعيم الروسي، ولم تكن روسيا قادرة على حماية حليفها الرئيسي، على الرغم من إنجازاتها الدولية باعتبارها قوة عظمى في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى.

 

اقرأ أيضا: هذه أهداف الضربات الغربية في سوريا.. هل وصلت الرسالة؟


وتجدر الإشارة إلى أنه في دفاعها عن حليفها الأسد، سخرت موسكو موارد عسكرية، واقتصادية، وحتى بشرية، وفي ظل هذا الوضع؛ يبقى السؤال الأكبر هو: ما الذي سيفعله بوتين الآن؟


ونقلت الصحيفة أنه في الوقت الراهن، اقتصر الرد الروسي إصدار بيان من قبل وزارة الدفاع الروسية، كما برر هذا الجهاز التقاعس الروسي جزئيا، عبر التأكيد على أنه "لم يدخل أي من صواريخ كروز الأمريكية أو التابعة لحلفائها، إلى المناطق التي تقع تحت مسؤولية جهاز الدفاع الروسي في سوريا".


وأضافت الصحيفة أن الإهانة التي لم يتمكن الكرملين من هضمها أبدا تتمثل في الإشارة التي وردت على لسان ترامب في مؤتمره الصحفي للرئيس الروسي.


وجاء في هذا الخطاب أن "هجوم الأسد الكيميائي الأخير والرد الدولي الذي تبعه، هو نتيجة مباشرة لعجز روسيا عن الوفاء بوعودها"، التي تمثلت في تدمير الأسلحة الكيميائية الروسية، ومن الجلي أن الرسالة الأمريكية قد أثرت سلبا في الكرملين وتسببت في استيائها؛ وهو ما بدلى جليا في ردّ السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف.

 

اقرأ أيضا: كل ما تريد معرفته عن الضربة الغربية لنظام الأسد (ملف)


ونقلت الصحيفة أن حجج واشنطن وباريس ولندن التي تدعم الهجوم على سوريا، تحمل في طياتها العديد من نقاط الضعف، ويمكن أن تستفيد روسيا من هذه الثغرة، وفي ظل هذا الوضع، ستدافع الكرملين عن موقفها بحجة أن هذه الدول فضلت الحرب على العديد من الخيارات الأخرى المتاحة.


وأوضحت الصحيفة أنه يوجد عامل حاسم يفسر الهجمات الغربية على سوريا، وعلى وجه الخصوص، وصل يوم أمس مفتشو الأسلحة الكيميائية التابعون للأمم المتحدة إلى سوريا، بهدف التحقيق فيما حدث في دوما، وفي الوقت الذي أبدت فيه حكومة الأسد تعاونها، رأت الجهات الغربية أن القيام بهذه المهمة، وسيلة تسمح للأسد ورسيا بكسب الوقت.


وبينت الصحيفة أن القيام بهذه العملية عامل من شأنه أن يمد الدعاية الروسية بالأكسجين ويدعمها بمزيد من المزايا؛ خاصة وأن موسكو خبيرة في تزييف الوقائع، وبشكل استباقي، أعلنت موسكو على وجود أدلة تورط المملكة المتحدة في إعادة تركيب مقطع فيديو حول الهجوم الكيميائي في دوما.

 

اقرأ أيضا: روسيا تكشف كامل المواقع المستهدفة بضربات سوريا (خريطة)


وفي الوقت الحالي، لن يمنع أي شيء الدعاية الروسية ومنابر حواراتها من طرح السؤال حول ما ترغب المملكة المتحدة في إخفائه، وفعلا، بدأت هذه الأسئلة في الظهور للعلن، وتبعت هذه الأسئلة اتهامات "برغبة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بالتشويش على بعث بعثة الأمم المتحدة".


وفي الختام، قالت الصحيفة إن الضربات الأمريكية محدودة للغاية وتقتصر على أهداف محددة بدقة، وعلى وجه الخصوص، يتمثل الهدف من هذه الدقة الفائقة في تجنب الرد الروسي، ويعتمد تطور الأحداث على موقف الكرملين وتحركاتها في التراب السوري، وهو ما ستكشفه الساعات القليلة القادمة.