سياسة دولية

مركز أبحاث إسرائيلي: الكونفيدرالية فكرة تموت وتبعث من جديد

عباس كشف أن واشنطن طرحت عليه فكرة الكونفدرالية- جيتي

تناول مركز أبحاث إسرائيلي بارز، المقترح الأمريكي الذي كشف عنه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والخاص بفكرة الكونفدرالية مع الأردن، ودور الأخير المرتقب في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
 
وأوضح "مركز بحوث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب" العبرية، في تقديره الاستراتيجي الذي أعده، عوديد عيران، أنه خلال "المساعي للبحث عن حلول للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، تطرح بين الحين والآخر فكرة الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية".
 
وكشف في نشرة شبه دورية تحت عنوان: "نظرة عليا"، أن "فكرة منح الأردن دورا أو مكانة طرحت في الماضي من جهات إسرائيلية لم يكن بينها تماثل أيديولوجي".

 

اقرأ أيضا: ماذا وراء طرح "الكونفدرالية" بهذا التوقيت؟.. مختصون يجيبون
 
وبين أنه "منذ انتهاء حرب عام 1967، بدأت جهات مختلفة في إسرائيل والأردن بالبحث في كيفية إعادة الحكم الأردني للمنطقة التي احتلتها إسرائيل دون القدس"، كاشفا عن أنه جرت "محادثات سرية بين الملك حسين مع مبعوثي إسرائيل بعد الحرب، لبحثت إمكانية الإعادة التدريجية للمناطق، إلى الحكم الأردني".
 
وأضاف: "انتهى هذا الفصل في المحادثات دون أي تغيير في الوضع"، منوها أنه "عقب تغيير الحكم في اسرائيل عام 1977 وصعود حكومة تتبنى فكرة تعزيز الصلة الايديولوجية، العملية والقانونية بالمناطق المحتلة، كان هذا بمثابة الموت لإمكانية أن يلعب الأردن دورا في المستقبل في إدارة المناطق".
 
وذكر التقدير، أنه عندما كان شمعون بيرس وزيرا للخارجية الإسرائيلية ما بين عامي 1984- 1988، سمحت له الفرصة "بخوض مفاوضات سرية مع الملك حسين، بشان إحياء "الخيار الأردني"، بإعادة الحكم الأردني للمناطق التي احتلت عام 1967".
 
وذكر أن فشل بيرس في الحصول على موافقة الحكومة الإسرائيلية، على الاتفاق الذي تحقق عام 1987 خلال المحادثات مع الملك الأردني، "أدى إلى فك ارتباط الأردن رسميا عن كل مطالباته بالمنطقة، وهكذا كان يمكن الادعاء أن فكرة عودة الأردن إلى الضفة لفظت أنفاسها مرة أخرى".

 

اقرأ أيضا: ترحيب إسرائيلي بقيام كونفدرالية "ثلاثية" مع الأردن
 
ومن بين الأمور التي كان يفترض بها أن تنهي "الخيار الأردني، اتفاقات أوسلو؛ التي أقيمت بموجبها سلطة فلسطينية وافقت إسرائيل على أن تجري معها مفاوضات التسوية الدائمة في المناطق التي احتلت عام 1967، غير أنه وبشكل مفاجئ عاد وانبعث هذا الخيار من جديد".
 
وأضاف: "الإسرائيليون ممن يتبنون فكرة الإبقاء على الضفة، رأوا في الأردن أنه البديل عن دولة فلسطينية مستقلة في مناطق الضفة"، موضحا أنه "انطلاقا من الفهم بأن السكان لن يهاجروا طوعا، طرحت محافل إسرائيلية فكرة إمكانية أن يصوت ويترشح سكان الضفة في انتخابات الأردن".
 
ونوه إلى أن "الفشل في الوصول لحل متفق عليه حول المستقبل السياسي للضفة بين إسرائيل والفلسطينيين، حرك الذين يتبنون فكرة فك ارتباط إسرائيل عن هذه المناطق والبحث عن بديل؛ واحد هذه البدائل هو عودة الأردن لإدارة المناطق التي تخليها إسرائيل".
 
ولفت إلى أن "الإسرائيليين وغيرهم ممن لا يزال يأملون بأن يوفر الأردن بديلا للدولة الفلسطينية، أو يشكل الدولة التي تلبي مطالب الفلسطينيين في الضفة في التعبير السياسي، مصابون بالوهم".

 

اقرأ أيضا: كاتبة: أمريكا مع الكونفدرالية وعباس لا يرفضها.. لصالح إسرائيل
 
ورأى التقدير أن "خطاب الملك حسين عام 1988، عبر عن خيبة أمل من رفض إسرائيل تبني الاتفاق الذي توصل هو اليه مع بيرس، وأظهر أنه إذا كان الملك يريد الإبقاء على الحكم الهاشمي، فهو ملزم بفك ارتباطه عن كل مسؤولية سلطوية مباشرة عما يجري في الضفة والقدس".
 
وأشار إلى أن "معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن، لم تفصل الدور الخاص بالأردن باستثناء المسجد الأقصى، إذ ليس بخلاف هذا القول أي موقف آخر لمكانة أو دور الأردن في المنطقة التي احتلتها إسرائيل عام 1967".
 
وأما "الفهم الإسرائيلي، والموجود لدى الفلسطينيين ممن يرون في الأردن الوطن البديل، والخوف من زيادة نسبة الفلسطينيين في الأردن، وكنتيجة لمطلب محتمل بتوفير تعبير سياسي دستوري لهذه الأغلبية، فهذا يقض مضاجع ملوك الأردن".
 
وانطلاقا "من الوعي بهذا الواقع الأردني؛ يمكن أن نفهم السلوك العام للمملكة في عدة مواضيع، ولا سيما تلك المتعلقة بموقف الأردن من المسألة الفلسطينية"، وفق التقدير الذي أكد أن رد الأردن على فكرة الكونفدرالية "لا يترك مجالا للشك؛ بأن الموضوع مغلق".
 
وأكد التقدير، أن "ردا رسميا إسرائيليا علنيا على فكرة الكونفدرالية ثنائية أو ثلاثية البعد لم يصدر حتى اليوم"، مرجعا غياب هذا الرد، "للرغبة الإسرائيلية بالامتناع عن الاحتكاك بالأردن، والامتناع عن كل التزام بفكرة إقامة دولة فلسطينية؛ يرى فيها الجانب الفلسطيني شرطا مسبقا لموافقتهم على الكونفدرالية".

 

اقرأ أيضا: ملك الأردن: "كونفدرالية مع مين؟".. ويتحدث عن خط أحمر
 
وفي حال كانت تصريحات عباس بشأن المقترح الأمريكي الخاص بالكونفدرالية "دقيقا"، فهنا يمكن طرح العديد من التساؤلات منها؛ "هل يمكن الفهم من عدم تحفظ عباس على الفكرة بأن البنود الأخرى للخطة، في موضوع القدس مثلا، مقبولة عليه؟، ورغم توتر علاقته بالإدارة الأمريكية؛ لماذا كشف عباس عن هذه التفصيل الهامة من الخطة الأمريكية؟".
 
وفضلا عن "المسألة المركزية" من المكانة السياسية والقانونية للفلسطينيين في الحل المقترح، أشار التقدير إلى أن "النموذج الثلاثي يمنح حلولا إبداعية لمواضيع اقتصادية وفي مجالات الطاقة والمياه"، مضيفا: "من المحتمل أن يسمح الإطار الإقليمي الكونفدرالي بحلول تتضمن تنازلات عن علائم السيادة في صالح الكونفدرالية".
 
ورغم الموقف الأردني من الكونفدرالية، إلا أن التقدير الإسرائيلي لم يستعبد "إمكانية مشاركة مستقبلية للأردن في حل بعض عناصر النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر منح غلاف سياسي قانوني، يسمح لإسرائيل وللفلسطينيين بقبول حلول تتجاوز الكبرياء ".