صحافة دولية

كيف تلاحق الحكومة السعودية معارضيها؟

ذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأجانب لم يسلموا أيضا من بطش النظام السعودي- جيتي

نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية ملاحقة النظام السعودي لمعارضيه. وتُعتبر حادثة خاشقجي دليلا قاطعا على أن الحكومة السعودية تعتبر المعارضة بمثابة جريمة.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الصحفي ليس أول شخص يتعرض للتصفية خارج السعودية، حيث أقدم النظام السعودي على اعتقال العديد من الأمراء المعارضين للعائلة الحاكمة.

وأفادت الصحيفة أن الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، اختفى منذ أسبوع بعد دخوله القنصلية السعودية لاستخراج وثائق تتعلق بزواجه.

 

ويرجح بعض أصدقاء هذا الصحفي، الذي لطالما انتقد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أنه تعرض للاغتيال داخل مقر القنصلية، الأمر الذي نفته الحكومة السعودية بشكل قاطع.

وأكدت الصحيفة أن خاشقجي لا يعد أول وجه معارض يذهب ضحية النظام الحاكم، حيث لقي العديد من الأمراء المصير ذاته.

 

ففي 12 حزيران/يونيو سنة 2003، تعرض حفيد الملك عبد العزيز بن سعود، سلطان بن تركي بن عبد العزيز، للاختطاف في فندق بجنيف من قبل مجموعة من الرجال الملثمين الذين اقتادوه إلى الرياض على متن سيارة بعد تخديره. وقد اتهم الأمير سلطان الأمير عبد العزيز بن فهد بنصب كمين له في الفندق.

وأضافت الصحيفة أن الأمير سلطان وضع تحت الإقامة الجبرية بعد العودة إلى المملكة. تجدر الإشارة إلى أن هذا الأمير لطالما انتقد وضع حقوق الإنسان في المملكة وطالب بإجراء جملة من الإصلاحات. وفي سنة 2010، سمح له النظام السعودي بالسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للخضوع للعلاج هناك.

 

اقرأ أيضا :  ترامب: نقترب من معرفة ما حدث لخاشقجي "أكثر مما تظنون"

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير سلطان رفع دعوى قضائية ضد خاطفه الأمير عبد العزيز في سويسرا. وفي سنة 2015، فتحت النيابة العامة السويسرية تحقيقا في هذه القضية.

 

وفي غرة شباط/ فبراير 2016، تعرض هذا الأمير للاختطاف مجددا عندما كان في طريقه من باريس إلى القاهرة لملاقاة والده هناك. وبعد عودته إلى المملكة العربية السعودية، لم يظهر أمام الرأي العام قط.

وأوضحت الصحيفة أنه في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2015، تعرض  المسؤول الرفيع السابق في جهاز الأمن، الأمير تركي بن بندر، للاعتقال في المغرب لينقل فيما بعد إلى السعودية. وبعد صراع حول الميراث، سجن هذا الأمير.

 

وبعد إطلاق سراحه في سنة 2012، فر إلى باريس، حيث نشر مقاطع فيديو دعا فيها إلى إجراء جملة من الإصلاحات.

 

وفي ذلك الوقت، حاولت الحكومة السعودية إعادته إلى مسقط رأسه. وبموجب أمر اعتقال أصدرته الحكومة السعودية، اقتادت السلطات المغربية الأمير إلى السعودية لتنقطع أخباره بعد ذلك.

وأوردت الصحيفة أنه في نهاية سنة 2015، اختفى الأمير سعود بن سيف النصر. وبعد أن قضى وقتا طويلا في التجول بين الكازينوهات والفنادق الفخمة في أوروبا، برز اسم هذا الأمير على الساحة السياسية السعودية في سنة 2014، حين دعا إلى محاكمة المسؤولين الذين دعموا الانقلاب على الرئيس المصري السابق، محمد مرسي.

 

اقرأ أيضا : واشنطن بوست: رسائل تكشف أمر ابن سلمان باستدراج خاشقجي

 

وفي شهر أيلول/سبتمبر 2015، دعا الأمير سعود إلى الإطاحة بالملك سلمان قبل أن يغيب عن الساحة. ووفقا لبعض الأمراء المنفيين، نقلت طائرة خاصة هذا الأمير إلى السعودية في كنف السرية.

وتابعت الصحيفة أن الخروج عن طاعة العائلة المالكة يعد بمثابة جريمة في السعودية. وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017، أثبت ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أنه شخص لا يتسامح مع معارضيه من خلال إقدامه على اعتقال عدد من الأمراء والوزراء والعسكريين داخل فندق ريتز كارلتون في الرياض.

 

ومن أبرز الشخصيات المعتقلة؛ الأمير الوليد بن طلال، الذي يعد أثرى رجل أعمال عربي بثروة تناهز 18.7 مليار دولار. وقد قضى هذا الأمير 80 يوما في جناحه قبل أن يشتري حريته مقابل مليار دولار.

وأردفت الصحيفة أن وزير الحرس الوطني السابق، الأمير متعب بن عبد العزيز، دفع بدوره مليار دولار مقابل إطلاق سراحه، علما أنه اعتُقل بتهمة اختلاس أموال عمومية. 

 

بالإضافة إلى ذلك، لا يشعر الأمراء، الذين ينافسون الأمير محمد بن سلمان على السلطة، بالأمان في السعودية.

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأجانب لم يسلموا أيضا من بطش النظام السعودي.

 

ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2017، احتجزت السعودية رئيس الوزراء اللبناني على أراضيها ليعلن عن استقالته من منصبه تحت الضغط. وعندما عاد إلى بيروت، تراجع عن استقالته.

 

لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)