ملفات وتقارير

ما حقيقة إمداد هيئة تحرير الشام النظام السوري بالغاز؟

الهيئة نفت لـ"عربي21" صحة هذه الأنباء- جيتي

أثارت الأخبار المتناقلة عن توريد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) الغاز المنزلي إلى مناطق سيطرة النظام السوري تساؤلات حول مدى مصداقيتها، وسط نفي من "الهيئة".

وتعاني مناطق سيطرة النظام من فقدان للمحروقات وشح في الغاز المنزلي، أدى إلى ارتفاع سعر الأسطوانة الواحدة إلى ما يزيد عن مبلغ 8 آلاف ليرة سورية (16 دولار أمريكي).

من جانبها، أكدت مصادر محلية وإعلامية متطابقة قيام "الهيئة" بتوريد الغاز المنزلي المستورد من تركيا إلى مناطق سيطرة النظام عبر المعابر التي تصل إدلب بمناطق النظام (معبر العيس بريف حلب، ومعبر مورك بريف حماة).

واتهمت المصادر شركة "وتد للبترول" التابعة لـ"الهيئة" والمسؤولة عن استيراد الغاز المنزلي من تركيا، وتوزيعه في الشمال السوري بعد تعبئته بالأسطوانات المنزلية، بالمساهمة في رفع أسعار الغاز بعد توريد كميات كبيرة منه إلى مناطق النظام.

وأوضحت أن سعر الأسطوانة ارتفع بنحو 500 ليرة سورية بفعل تناقص كميات الغاز المنزلي المطروحة في الأسواق، حيث ارتفع سعر أسطوانة الغاز من 4700 إلى 5200 ليرة سورية في غضون أيام.

وفي رده على ذلك، نفى مسؤول العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام، عماد الدين مجاهد، صحة هذه الأنباء، مؤكدا في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "الهيئة" لم تقم بتوريد أسطوانة غاز واحدة للنظام.

وقال: إن "الحرب الاقتصادية ضد مناطق سيطرة عصابات الأسد وحكومته المجرمة هي إحدى الوسائل التي نواجه فيها العدو، ولا يمكن بأي حال القيام بتبادلات تجارية تحقق منافع ومكاسب حقيقية لهم"، مؤكدا أن "التبادل التجاري يقتصر على بعض المواد التي تحقق المصالح لأهلنا في الشمال المحرر".

وكمثال على ذلك، بيّن أن منع توريد بعض المواد التي يتم إنتاجها في الشمال السوري قد يؤدي إلى ضرر بالأهالي، مثل منع توريد مادة البطاطا المنتجة محليا إلى مناطق النظام،قد يؤدي إلى كساد المحصول وأضرار جمة على المزارعين المحليين.

 

اقرأ أيضا: منظمات إغاثة: توسع سيطرة "الهيئة" على إدلب قد يوقف عملنا

وأضاف مجاهد، أن "الدعاية الكاذبة التي تقوم بها بعض الجهات بهدف تشويه سمعة الهيئة، أصبحت تأخذ دورا إيجابيا، لأن الوعي الشعبي قد زاد، وعرف الشعب من يقف إلى جانبه، ومن يصنع الأكاذيب والمؤمرات"، على حد قوله.

وبموازاة ذلك، أكد مسؤول العلاقات العامة قيام لجنة المتابعة في "المكتب الاقتصادي العام" التابع لـ"الهيئة"، باحتجاز حمولة شاحنة كانت متجهة لمناطق سيطرة النظام ومحملة بأسطوانات الغاز، مبينا أن لجنة المتابعة منعت سائق الشاحنة المذكورة من السفر، كإجراء عقابي.

يذكر أن مناطق الشمال السوري، تستورد الغاز المنزلي من تركيا بصهاريج كبيرة، فيما تقوم شركات محلية بتعبئة الغاز وتوزيعه على أسواق إدلب، وأرياف حلب (درع الفرات، غصن الزيتون).