ملفات وتقارير

دلالات خطيرة لتبني ولاية سيناء عملية عيون موسى بجنوب سيناء

من النادر وقوع مثل هذه الهجمات في جنوب سيناء التي تفرض السلطات المصرية حولها إجراءات أمنية مشددة

أثار وقوع هجوم مسلح على كمين أمني بمنطقة عيون موسى بمحافظة جنوب سيناء المصرية، الجمعة، مخاوف من امتداد العمليات المسلحة من شمال سيناء إلى جنوبها، حيث يوجد أكبر منتجع سياحي في مصر على ساحل البحر الأحمر، يقصده ملايين الزوار.

وأعلن تنظيم "ولاية سيناء"، السبت، مسؤوليته عن الهجوم  الذي استهدف كمين عيون موسى، وهو نقطة تفتيش للشرطة المصرية، قال إنه أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم.

بينما قالت الداخلية، في بيان، إن الهجوم تم التصدي له، وأسفر عن مقتل اثنين من بين خمسة نفذوا الهجوم بينما لاذ الثلاثة الباقون بالفرار، فيما أصيب ثلاثة من أفراد قوة نقطة التفتيش.

ومن النادر وقوع مثل هذه الهجمات في جنوب سيناء التي تفرض السلطات المصرية حولها إجراءات أمنية مشددة، وتحظى بنقاط وكمائن وارتكازات أمنية ثابتة ومتحركة لحماية أشهر المنتجعات السياحية بالعالم.

وكان التنظيم أعلن مسؤوليته عن إسقاط طائرة ركاب روسية، على متنها 224 شخصا معظمهم من السائحين الروس، بعيد إقلاع الطائرة من مطار شرم الشيخ بعبوة ناسفة في 2015؛ ما أصاب قطاع السياحة بالشلل لعدة سنوات، لا تزال تتعافى منها.

وكان آخر هجوم مسلح وقع في نيسان/ أبريل من عام 2017، على حاجز أمني قرب دير سانت كاترين، جنوبي سيناء حيث قُتل شرطي، وأصيب 4 آخرون.

"مؤشرات خطيرة"

من جهته قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى السابق، رضا فهمي إنه في الوقت الذي يعاني فيه تنظيم الدولة من تراجع قدراته، وتلقيه ضربات موجعة في العراق وسوريا، "نلاحظ أنه قادر على أن يحسن من أوضاعه في مصر".

وأضاف لـ"عربي21" أنه من المعروف أن "ولاية سيناء تتركز أنشطتها في شمال سيناء، وهي منطقة قريبة من الكيان الصهيوني، ورغم الضربات التي تعرضوا لها خلال الأعوام الماضية، إلا أن نجاحهم بالانتقال من الشمال إلى الجنوب يعطي مؤشرا على  الحالة الأمنية الرخوة، على الرغم من أن المنطقة عسكرية بدرجة بحتة".

واعتبر أن "شن هجمات مسلحة على مكمين بمنطقة سياحية بامتياز، هو مؤشر على قدرة التنظيم على التمدد خارج حدوده الجغرافية التقليدية، ومؤشر على فشل الأجهزة الأمنية والعسكرية، ومؤشر على حالة من الترهل في مواجهة تنظيم يعاني أصلا من الضعف".

وكشف فهمي أن "البعد الآخر، فيما لو نجح (التنظيم) في أن يؤسس لبؤرة جديدة له جنوب سيناء؛ فهذا سيشكل حالة ضاغطة على القوات المصرية هناك، وستصبح السياحة في خطر؛ لأنها عرضة لهجمات قد تبدد كل جهود النظام على مدار سنوات في استعادتها، ناهيك عن استهداف القوات العسكرية والشرطية".

"تغير نوعي"

كما اعتبر الإعلامي السيناوي، حسام الشوربجي، أن "خطورة العملية ليست في الهجوم على كمين أمني، ولكن وصول هذه النوعية من العناصر (الإنغماسية) إلى هناك، مرتدية أحزمة ناسفة هدفها الموت والتفجير، وإلحاق أكبر كم من الخسائر، وليس عناصر كامنة تسعى للاشتباك والفرار".

وكشف لـ"عربي21" أنه "حسب المعلومات، كان من بين المهاجمين اثنان يرتديان حزامين ناسفين (إنغماسيان)، وهو مؤشر جديد على تطور نشاط ولاية سيناء بدخوله لمنطقة مؤمنة، وهو اختراق وتوسع ناحية الجنوب".

 لافتا إلى أن "العملية أُفشلت ولم تفشل، بفضل جهود أفراد إحدى القبائل بتلك المنطقة الذين رصدوا تحركاتهم وأبلغوا الكمين بها، وإلا كانت النتائج وخيمة".

وأضاف الشوربجي أنه "على مدار الأيام الماضية، قام التنظيم بهجمات في الشيخ زويد ورفح والعريش وأخيرا عيون موسى، في رسالة مفادها أنه مازال موجودا ويستطيع أن يشن هجمات داخل هذه المناطق".

وأوضح أنه "لا يمكن تأكيد اتساع رقعة وجود التنظيم الجغرافية، ولكن هذا التقدم هو الأول من نوعه منذ أكثر من عامين بسبب الإجراءات الأمنية المشددة هناك".


اقرأ أيضا: "الداخلية المصرية" تعلن مقتل 11 مسلحا شمال سيناء