ملفات وتقارير

أصداء مشاهد توزيع كراتين "آل شيخ" توغر قلوب المصريين

نشطاء اعتبروا "الكراتين" إهانة للشعب المصري- فيسبوك

ما زالت أصداء مشاهد توزيع "كراتين" المستشار السعودي، تركي آل الشيخ، على فقراء المصريين في العديد من المحافظات المصرية تتردد في الشارع المصري، وسط موجات استهجان وغضب شعبيين؛ بسبب طريقة توزيعها المشينة.


واستهجن سياسيون ونشطاء مصريون في تصريحات لـ"عربي21" عدم "تمعر وجه" السلطات والمسؤولين مما حدث، وصمت وسائل الإعلام على مشاهد توزيع الكراتين بهذا الشكل المزري.
ورأوا أن الصور تعمدت إذلال المصريين الفقراء بكتابة اسم صاحب (الفضل) تركي آل الشيخ على الكراتين مصحوبة بعبارة (للشعب المصري العظيم)، كما يحدث في المناطق المنكوبة، ومخيمات اللاجئين، ودليل عجز نظام السيسي اقتصاديا.


وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، تولت جمعيات خيرية مصرية، توزيع (الكراتين) التي تحتوي على مواد غذائية على المحتاجين والمعوزين والفقراء وتصويرهم أثناء الحصول عليها.


وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتلك المشاهد، واعتبر آلاف المصريين أن ما حدث هو إهانة للشعب المصري، فيما سخر البعض الآخر بالقول إن "كراتين آل الشيخ" أفضل بكثير من "كراتين تحيا مصر".


كسر روح المصريين

 
وأعرب المعارض والسياسي المصري، محمد سعد خيرالله، عن أسفه لمشاهد توزيع "الكراتين"، قائلا: "أحزنني جداً التفنن في إذلال أهالينا ملح الأرض بمشهد التوزيع، وما يحدث هو ممنهج لسحق هذا المجتمع، بأشكال وصور مختلفة، وينم عن كراهية وبغض رأس هذا النظام للمصريين، وتصدير هذه المشاهد يهدف لكسر كرامة هذا الشعب".


وأكد لـ"عربي21" أن "مشاهد الكراتين المتكررة تكشف الوجه القاتم من أوضاع المصريين، حيث كشف البنك الدولي مطلع الشهر الجاري عن وصول نسبة الفقر إلى 60%، رغم نفي الحكومة، وهي نسب ثابتة وموثقة، ومن العبث والسخرية التشكيك فيها".


وتوقع أن "مشاهد الفقر سوف ترتفع الأيام القادمة بعد قرارات تخفيض الدعم على المحروقات، وخفض قيمة العملة وزيادة الضرائب، إلى أن تؤول مصر بالكامل للفئات المنعمة في عاصمتهم المحصنة الجديدة، وهي تمثل 10% من المجتمع، فيما ستقاتل الفئة المتوسطة البالغة 15% فئات لكي لا تلحق بقطار الفقر والتي ستبلغ 75%".


واستنكر خيرالله صمت المسؤولين المصريين، قائلا: "لم يتمعر وجه مسؤول لأنهم منذ 1952 مجرد سكرتارية للرئيس إلا في بعض الاستثناءات النادرة؛ وبالتالي فهي تعلم بأن ذلك ممنهج ومرتب ومراد تعميمه وإخراجه فكيف يتمعر وجههم من ذلك".


مثل سوريا والعراق

 
وقال الكاتب الصحفي، قطب العربي، إن "حرص تركي آل الشيخ على توزيع كراتين مواد غذائية على المصريين هو محاولة منه لغسل سمعته السيئة، وشراء قلوب بسطاء المصريين استغلالا لما يعانونه من فقر وفاقة"، مشيرا إلى أن "منظر توزيع الكراتين مصحوبا بإعلانات أنها هدية من تركي الشيخ يؤكد أنها ليست عملا خيريا إنما عملا تسويقيا دعائيا".


وأضاف لـ"عربي21" أنه "بهذه الصورة الفجة شكل إهانة بالغة للمصريين عبر إظهارهم كشعب متسول لا يقل عن أوضاع سكان مخيمات اللجوء، ويظهر مصر في وضع أسوأ من الدول التي كان يحذر السيسي من الوصول إلى حالتها".


وأردف: "لا ننكر أن عدد الفقراء في مصر كبير وصل إلى 60%، ولكن مساعدة الفقراء لا تكون بهذه الطريقة الاستعراضية، كما أن هذا الدور يقع أساسا على الدولة المصرية وجمعياتها وهيئاتها الخيرية، وقد كانت تلك الجمعيات تقوم بهذا الواجب وتغطي عجز الدولة حتى قام النظام بوضع يده على تلك الجمعيات ومصادرة أموالها، وبذلك فتحت السلطة الباب للتسول من أمثال تركي آل الشيخ".


استعباد المصريين

 
الناشط الحقوقي والسياسي، عمرو عبدالهادي، اعتبر أن ما جرى "جزء من حكم السيسي، وجزء من اتفاق السيسي مع دول الخليج بعد 30 يونيو؛ على أن يتولى الخليج رعاية الشعب المصري، وبدأت بالبطاطين المستعملة التي أرسلتها الإمارات مرورا بهذا المشهد العبثي من إرسال الطعام من أحد صغار السعودية ليظهر نفسه كبيرا".


مضيفا لـ"عربي21" أنه "لو لم يحدث هذا المشهد لأرسل السيسي رجله عباس كامل لهم برسالة تجويع من الشعب المصري حتى يتم صرف تلك الأطعمة، وكانت الجمعيات الأهلية والإخوان وغيرهم يساعدون المجتمع بأعمالهم الخيرية، و لكن إرضاء للصهاينة تم إقصاؤهم واستخلافهم بهؤلاء الفاسدين من الخليج، وهذا دليل عجز السيسي اقتصاديا".


وتفاعل مغردون ومعلقون على وسائل التواصل الاجتماعي مع مشاهد توزيع كراتين آل الشيخ على الفقراء والمحتاجين من المصريين، واعتبروها أكبر عملية إذلال للشعب المصري.