كتاب عربي 21

لسان المنقلب يفضحه؟!

1300x600
الهرتلة والهذيان والتهتهة والتأتأة واللعثمة في الكلام وراءها واحدة من اثنتين: إما إنها علة طبيعية لا دخل للشخص بها لكنها تجعله عادة يقلل من الكلام العام والتصدر للحديث الجماهيري، أو إنها عرض لمرض نفسي، غالبا يتعلق بالكذب على الناس واختلاق القصص وتلفيق الموضوعات؛ بحيث إن هذا الكاذب الأفاك الملفق لا يستطيع أن يستطرد في الكلام بطلاقة؛ لأنه يمر بمرحلة من الإخفاء في لحظة الإعلان، والإسرار مع الإجهار، وتغيير الأفكار لحظة التصريح بها، فتحدث عنده أزمة مرورية واختناقات خطابية تتسبب في التهتهة واللعثمة اللفظية أو الهرتلة في المضمون وربما أشبه اللغو والهذيان، أو قال هراء وأي كلام بغض النظر عن علاقته بالموضوع أو غير مرتب أو لا معنى له.

وقد لاحظ الجميع على المنقلب المغرور أن غروره واختطاف مرض الكاميرا له قد كشفاه وفضحا العيبين فيه: ضعفه الفكري واللغوي والخطابي من جهة، وامتلاء حديثه وخطابه بالاختلاقات والتلفيقات والافتراءات والهراء من جهة أخرى. نحن أمام شخصية تجمع بين المأساة والملهاة في آن واحد؛ شخصية شديدة الضحالة في فكرها وخطابها وممارساتها وسياساتها، اللهم إلا من القمع والقتل وإطلاق أعنة أتباعه من المجرمين للتنكيل بالوطن والمواطنين ورسم حدود الوطن الجديدة ضمن سور حديدي يجعل من مصر باستيلا كبيرا يسع الجميع، وكذلك نحن أمام شخصية شديدة التبجح والجرأة على إنتاج الأكاذيب وتزوير الحكايات والتظاهر بحب الشعب واحترامه والادعاء الدائم دون أدنى دليل على عمله لصالح الوطن والجيش والأمن والتنمية.

بلغت جرأته على الهرتلة حدا غير مسبوق، فزلف لسانه بكل شيء ومقلوبه، وقال إن كل شيء لا يرضي الله هو سيؤيده ويقف معه، وأن نور عينيه لابد أن يدفعوا ولا ينتظروا أن يأخذوا منه شيئا، وأنه سيحافظ على التبعية للولايات المتحدة ولو أدارت هي ظهرها له، وأنه تحت أمر العرب "مسافة السكة ثم هو يقتل العرب في غزة وليبيا وسوريا...، وأنه لن يضيع سيناء بهدم بيوت رفح او قتل عشرة من أهلها ثم هو يهدم البيوت بالمئات ويقتل الرجال والأطفال والنساء بالآلاف، وغير ذلك كثير.

لكن الطامة الكبرى حين يحاول هذا الضعيف أن يتصدر للحديث في الدين، ويطالب بثورة دينية وتصحيح نصوص لها مئات السنين وهي تجعلنا نحن من يسبب قلقا للعالم؟ ويأمر أذياله من عمائم السوء بتنفيذ أوامره لتبديد الخطاب الديني باسم التجديد، وهم لا يزيدون عن قولة (تمام يا أفندم) على طريقة العسكري الجبان الرعديد الذي يسرع في جواب الأمر بلا تردد.. يأمر من يسميه فضيلة الإمام بتنظيم الأسرة بسنوات هو يحددها ويقول له: (حلال واللا حرام يا فضيلة الإمام)؟ فيقول صاحب الفضيلة مسرعا: حلال وحلال وحلال. ثم يتكلم عن الملحدين المؤمنين، وعن موسم الحج الذي تنظمه السعودية منذ ألف سنة؟ ويأتي في أيام العيد مما يحرم السعوديين من الفرح والاحتفال بالعيد!!

وكل ذلك ليس من خلط الدين بالسياسة ولا المتاجرة ولا تسييس الديني ولا تديين السياسي؟ أين أنت يا حمرة الخجل؟

وعند حديثه عن فساده وفساد حكومته الكلينكس سواء حكومة البلدوزر ووزير الزراعة وشلته الفاسدة أو حكومة الصايع الضايع ووزير التعليم الأمي وغيرهم.. يتجاسر بالخوض في حديث هو ابعد الناس عنه، حديث من أصدق الحديث في الانطباق عليه.. ويقول: لا نقدر أن نضيع الأمانة أنا أعطي الأمر لغير أهله؟ أنا؟ النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله واحد: متى الساعة؟ قال (يا فضيلة الإمااااااام): عندما تضيع الأمانة، وكيف تضيع؟ قال لما معنى الحديث: [يسود المرء لغير أهله]، يعطى لغير أهله.. هكذا خرف المخرف وقال أي شيء.. حتى لو أخطأ اللفظ أو المعنى وكل ذلك وارد أما أن يقول كلاما لا معنى له، فهذا دليل ما قلناه من قبل: إنه ضعيف الفكر الأساسي والفهم الطبيعي وضعيف القدرة الكلامية وضعيف القدرة على صياغة جملة مفيدة.. ذاك رجل مفكك اللسان لا يجمّع جملة عادية.
 
ما معنى (يسود المرء) في هذا المقام؟ لا شيء.. كلام عديم المعنى، لكنه يتجرأ وينطق به وهو في موقع رئيس مصر... لابلابلا.. مشخفنشيش أقسم بالله تاني.. ويطلب من صاحب الفضيلة الانقلابية أن يغششه ويسعفه لكن بلا جدوى، صاحب الفضيلة شرق بالكلام ولا طاقة له بتصحيح الهرتلة في حديث نبوي شريف.. 
 
حديث الأمانة وتولي المناصب بالأهلية هذا المنقلب الكذوب هو أبعد الناس عنه، أما حديث تضييع الأمانة ومنح المراكز المهمة في الأمة لغير أهلها فهو أوقع الناس فيه، لهذا فمن المستحيل أن يوفق في روايته والتحديث به، ومن المهم أن يجعله تسويدا للمرء، لا توسيدا للأمر.. لأنه يعيش في خيالات وأحلام (المرء) وهو نفسه ولا يعرف (للأمر) العام قيمة ولا مكانة فينتبه له.. يعمل على (تسويد) الأمور وإلباسها لون السواد لا على (توسيدها) لمن هو أهل لها.
 
الكلمات بريد الضمائر، وقد فضحت كلمات المنقلب حاله المنقلب، ولن تزال به هذه الزلات حتى ينكسر انقلابه وينتهي اغتصابه، وتعود مصر لأهلها.. ساعتها تحفظ الأمانة ويوسد الأمر إلى أهله.. كما تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

نعم، أيها الكذوب المنقلب، أنت تعطي الأمر لغير أهله، لكل فاسد وكاسد، وكل ساقط وهابط، وكل مذلول بملفه المشين حتى يبقى مكسورا خاضعا خانعا لك.. بل إن أول من اغتصب وانتصب في غير موضعه هو أنت.. فأنت سارق دولة وسلطة، ومختطف رئيسا وجيشا وشعبا، وكثير الكذب، والرائد لا يكذب..، الاغتصاب فعلته والكذب صنعته والفساد والإصلاح الضال سياسته، بين الفكاكة والكفتة ومشروعات الفناكيش يتراوح كل ذلك فى خطابه وحركته ،لسان المنقلب يكشفه ويفضحه.