أقوى الرسائل تلك التي لا تناشد ولا تنتظر ولا تشتم ولا تشمت، فهذه كلها أمور يقتلها الوقت، وتكفي فيها شتائم الناس اليومية لتنفيث الغيظ من سلطة ظالمة، لكن هذه الرسائل ستبقى
المشكلة يا سيادة الرئيس ليست في المسدس ما ظل محفوظا في خزانته، المشكلة في وجوده داخل الحفلة، في وجوده مع أطفال يرغبون في الانتصار على بعضهم البعض في "البلاي ستيشن"
مصارين النظام كلها تعبانة، وما مرض مصر إلا بسبب ما يملأ مصارينها من قاذورات. وقد دعونا للنظافة والتطهير فانتفضت ديدان المصارين وطردت المستشار هشام جنينة من منصبه كمطهر للفساد، وانتعشت أكثر حتى وصلت إلى مصارينك، فهنيئا لك بالدود والفساد حتى يعتدل الميزان
ما هذه القصة التي أرويها، إلا حيلة للهروب من كلام لن يدخل عقلك ولن يدق له قلبك، وأرجو أن تقرأها باعتبارها "حدوتة رمزية" وطرفة شعبية تقترب من وصف "مهمة الإنقاذ المهلكة" التي تتحدث بها ويتحدث بها إعلامك التابع، لدعم صفاقة سيدك في البيت الأبيض وصفقته المسمومة
الثورة في الشارع، وهذا ما يخيفك ويخيف حاشيتك أيها الرئيس، قد ينقصها وعي، وقد ينقصها تنظيم، وقد ينقصها وسيلة، لكن همهات الناس وارتجالاتهم تؤكد أنها لم تمت، وسوف تتجلى عندما تستحضر شروط وقدرات الصانعين وليس رغبات وتطلعات المستخدمين والمسوقين.
بما أنكم جميعا ضدنا، فلتفعلوا ذلك بالأسلوب الأفضل.. اتفقوا معاً ضدنا، تفاهموا، نسقوا فيما بينكم، تعاونوا على الإثم لكي تربحوا من دما وترثوا بيوتنا وتستعبدوا أولادنا.. تصالحوا يا سيادة الرئيس، لا أستطيع أن أفهم أسباب صراعاتكم أو أتقبل تكلفة النزاع فيما بينكم
من الظلم أيها الرئيس أن تسرق حياتي لصالح حياتك، وأن تقضي على أحلامي لصالح أحلامك، وأن تبني دولة وشعبا يناسب أفكارك وخيالاتك دون اعتبار لأفكارنا وخيالاتنا
أنصحك يا سيادة الرئيس بعدم توريط الجيش في هذه المساحة، اصدق في كلامك ودعه يقوم بمهمة جماية الوطن (وليس الدولة أو نظامها السياسي)، فوظيفة الحماية ليست محل خلاف، الخلاف في انحراف الجيش عن هذه المهمة والزج به في "معركة الإنتاج الحيواني"
- أنا إنسان حالم بما أحبه لنفسي وللناس، ولن أبيع ذلك بأي مكسب واقعي عاجل يتعارض مع أحلامي، فإذا لم يكن تحقيق أحلامي ممكنا في حياتي، فإنني سأموت عليها ولن أرضى بغيرها، لذلك على المكيافيللين وسماسرة الصفقات أن يريحوا أدمغتهم مني
لأن العينة بينة كما نقول في مصر، أكتب هذه الرسالة بخفة ظاهرة وعمق كامن، واثقا من أنك لن تحبها في ظاهرها ولا كوامنها، لكنها تبقى شاهدا على ما فعله إعلامك من تلويث لصورة وسيرة مصر بين ناسها وبين العالمين
هل أنت مجرد حالم لديه مشكلة مع الواقع ويحتاج إلى مساعدة لتحقيق أحلامه "الحلوة" الهادفة لترميم وطن متصدع وبناء أمجاد عصرية تليق بتاريخه؟ أم أنك تعرف ما تريده، وتسعى إليه وحدك، من غير أي حاجة للناس بما تفعل وبما تريد؟
يا فخامة الرئيس أتعشم أن تتقبل قراءة الرسائل بصرف النظر عن هوية المنابر، ولنعتبر ذلك ضمن مقتضيات "الضرورة" التي بررت بها اضطرارك لخلع بدلتك العسكرية العزيزة عليك والتطوع لمعركة الحكم، على غير رغبة منك (كما قلت).
إن كنت تاجراً، فإن تجارتك ليست في أرضنا ولا في عرضنا ولا في حياتنا وحياة أولادنا.. اذهب إلى بازار الوالد، مارس هوايتك في السمسرة وجمع الأموال، وأرنا كم تربح بالحلال من جهدك الشخصي