إنها لعبة عد الأصابع في صراع الأمم، حيث ما عاد للبنانيين المتروكين يواجهون الريح باللحم الحي إلا الوقوف على قارعة الأحداث الدولية والإقليمية، مصحوبين مع مزيد من الانتظار لحلول قد لا تأتي ويكون صعق الانفجار الكبير أسرع لا سمح الله
إن ما يعنينا من هذه الانتخابات برغم ضراوتها وخطورة أحداثها على الإدارة القائمة وبرغم الانشغالات المتتالية؛ أن الحدث اللبناني الأبرز كان أمريكيا بالشكل والاصدار والتوقيع والمضمون، ضمن ما عرف بالعقوبات عبر قانون ماغنتسكي التي أصابت رجل العهد الأول والمرشح الرئاسي المحتمل جبران باسيل
في المنطقة العربية ولبنان تحديدا، فأي يكن الفائز بعد الجدل القادم حول النتائج وانعكاساتها في الداخل الأمريكي وفي الخارج، علينا أن نحضر أنفسنا لمزيد من سياسات أمريكية ميزتها الانحياز إلى إسرائيل جملة وتفصيلا
من الواضح أن عقارب الساعة عادت هي الأخرى خطوة خلفية إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2019، مع عودة الطبقة السياسية إلى الحكم بفعل الضرورة الحتمية وملأ الفراغ القاتل، فهل تحمل الخطوات الخلفية لكل القوى الفاعلة على الساحة اللبنانية قوة دفع لبنان إلى الأمام، أم أن الشياطين ستحضر في تفاصيل التشكيل الحكومي؟
ستبدأ الكثير من الأسئلة عن اتفاق الطائف وجدواه ومدى الالتزام به، ضمن ميثاقية فضاضة المفاهيم والتأويلات والتفسيرات. فكل فريق لبناني بات يفسر الطائف وميثاقيته على هواه ومشتهاه
إن الحل اللبناني لا بد أن يجترح برئيس يكون نقطة تقاطع بين الأضداد اللبنانيين والإقليميين والدوليين في آن واحد. وربما أقرب الأمثلة هو في وصول رئيس وزراء على غرار ومواصفات دولة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي
المشهد اللبناني قادم على تحولات واضحة منذ المبادرة الفرنسية وفشلها وخطاب التأنيب من الرئيس الفرنسي في محاولة لإعادة إحيائها. فهل تحيا المبادرة الحكومية ويكون المخرج اللبناني مع السيد الأمريكي القادم في ظل عدم قدرة الفرنسي، وتكون البداية من اتفاق الإطار المعلن لتسهيلات في أماكن أخرى من الداخل؟
الموفد الفرنسي بيار دوكان قال، حسب المحاضر المتداولة: "بينما هي مسألة مبدأ بالنسبة لجمعية مصارف لبنان، إنه يجب ألا يتكبد المودعون أي خسائر، فإنه قد يكون من الصعب الدفاع عن هذا حتى النهاية".
الفرنسيون مع حبهم الفرانكفوني للبنان يعنيهم أولا تموضع لبنان الدولة في شرق المتوسط الملتهب في ظل سياسة الأحلاف ضمن الإقليم، وكذلك الأمريكان يعنيهم تموضع لبنان ودور حزب الله فيه
إن المناداة الحقيقية كانت في شوارع بيروت للرئيس الفرنسي للعودة إلى زمن الانتداب.. لقد طفح الكيل باللبنانيين وبلغ السيل الزبى، ليصل بهم الأمر إلى طلب الوصاية من جديد، ولكن بنكهة أوروبية فرنسية الطعم.