هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال أستاذ العلوم السياسية المصري، سيف الدين عبد الفتاح، إن "مصر تعيش أسوأ فتراتها، حيث وصل الوضع بها إلى مرحلة غير مسبوقة من القمع والقتل والترويع والتجويع، ومؤخرا التشريد على يد نظام السيسي، الذي وصل في فجره حده الأقصى، بحيث لم يعد له سقف أو خط أحمر"...
متى صار الشعب أفرادًا فقد صار الحاكم فردا لزوال التكوينات الضاغطة، ولأنه لا توجد وقتها إلا وحدة الانتماء الأعم التي تشخص فيه بذاته منفردًا عما عداه..
سيف الدين عبد الفتاح يكتب لـ"عربي21": "حانوتية" السياسة.. النقد الذاتي (14)
قام أجدادكم المنبطحون الذين ضيعوا فلسطين وأتى جيل ضيع القدس وباع الأرض ثم يتهمون أهل فلسطين بأنهم فروا ووجهوا لهم الكلام على وقع الأقدام في مسيرة العظام ، مسيرة العودة إلى الأرض ، فما باعوا ولكنهم يبذلون الغالي والرخيص...
سيف الدين عبد الفتاح يكتب لـ"عربي21" عن المشاعر المتضاربة بعد تأهل مصر لنهائيات كأس العالم: لصوص الفرح
مقولات ومفردات بعضها من بعض تتحرك من جوف العسكرة والسطوة للعسكر، تمثل نمطا خطيرا في تصور الحياة من قبل العسكر..
يا هؤلاء ملعونون أنتم حينما تصنعون تلك الصورة البائسة لجيش مصر ثم تتحدثون بعد ذلك عن وطنية زائفة وأنتم لا تبحثون إلا عن مد سلطانكم إلى مساحات في السياسة ليست لكم، وساحات في الاقتصاد لم تكن أبدا ملككم، ملعونون.
شرح استاذ العلوم السياسية المصري، الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، لماذا فشل الحصار الخليجي على دولة قطر، والدور التركي المهم في ذلك.
في بحث سابق اهتممت فيه بمقولة تتعلق بـ"المراحل الانتقالية" حينما يتخذ منها المستبد ذريعة لتبرير استبداده وتسويغ فشله، ذلك أن المستبد في خطابه يستخدم مقولات كثيرة مثل "عنق الزجاجة" و"أننا في فترة حرجة"..
إن حال الطوارئ التي فرضها المنقلب ليست إلا استغلالا منه لتحقيق المزيد من سياسات استبداده ومسالك طغيانه، وتخرج ترسانة التقييد من قوانين جاهزة تمنع الكلام وتفرض كل عناصر الرضوخ والإذعان..
هكذا أعد سيناريو مسرحية محاكمة الفرعون وأحبكت تفاصيله ومشاهده داخل دهاليز الدولة العميقة على مدار ست سنوات، وهكذا تم عرضها على الشعب. يظنون أن الشعب ساذج بينما يظنهم الشعب أنهم أكثر سذاجة . ستمر الأيام حتما وستدور وسيثبت التاريخ يوما أن البقاء كان للأنقى.
إن الفصل الأخير من محاكمة المخلوع مبارك بعد أكثر من ست سنوات إنما يعني خطة الثورة المضادة في محاكمات صورية اضطرت إليها، حتى أننا نستطيع أن نقول أنه لم تكن هناك أي محاكمة حقيقية، ليس له فقط بل لرجاله الذين أفسدوا وعربدوا فيما أسماه بعض الناشطين "مهرجان البراءة للجميع"، تساقطت الاتهامات وتوالت الأحكام لتؤكد ذلك في مسرحية استمر عرضها لأكثر من ست سنوات، لنرى مفارقة كبيرة في المشهد، المخلوع يعود إلى بيته، وكثير من أهل الثورة رهن الاعتقال والتجريم يتعرضون لمحاكمات جائرة وانتقامية، وبعضهم يتعرض لمطاردات أجبرت البعض على التخفي والبعض الآخر إلى أن يلجأ إلى المنافي في شتى بلاد الأرض ليكون هناك ولأول مرة ما يمكن تسميته بالشتات المصري في الخارج، اعتقال وتصفية وشتات ومنافي إنه حال الثورة والثوار، إن كل من طالب بمحاكمة مبارك هو رهن التجريم والاتهام، بينما بٌرأ مبارك المخلوع من كل اتهام.
المستبد يجعل من كرسيه عنوان مصلحته ومحط حمايته، والمستعمر لا يهتم إلا بمصالحه الآنية والأنانية يحققها عبر المستبد، ويحقق المستبد مصلحته عبر المستعمر..
تمر الأيام ويكشف وزير التموين د. باسم عودة (معتقل ومحكوم عليه بالإعدام)، عن جانب آخر من شخصية الجنرال في ما يتعلق برؤيته للشعب وفئاته الكادحة..
لا ندري كيف يصل الحال إلى هذا الحد، لكن يمكننا التذكير بمقولة سائدة في الأوساط العربية حولتها الثورات العربية إلى أسطورة، تقول الأسطورة إن العسكريين هم أكثر الناس حرصا على الأرض وحمايتها..
منذ الانقلاب الذي تبعته انقلابات أخرى مصاحبة في أجهزةٍ كثيرة داخل الدولة في مصر، أهم عنوان هذه المرحلة الفشل، ومع هذا الفشل في الأداء من نظام الثالث من يوليو؛ فإن أجهزة ومؤسسات صادفت هي الأخرى فشلاً ذريعا وإخفاقا كبيرا..