هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عماد المدولي يكتب: يتحتم على المؤسسات الإعلامية الاهتمام بالصحة النفسية لصحفييها، ولا يقتصر التركيز فقط على تطويرهم المهني وتجاهل العامل النفسي، والعمل على احتواء أي علامات سلبية قد تظهر عليهم ومنع تفاقمها وعلاجها في أسرع وقت، بل يذهب مختصون إلى ضرورة أن يخضع الصحفيون إلى جلسات دعم نفسي من وقت إلى آخر لتجاوز مخلفات المشاهد والمواقف الصعبة التي عاينوها
إن الكاهن يلزمه فرعون، وإن هيكل يحتاج لعبد الناصر، والسيسي ليس هذا أو ذاك!
رحم الله جمال بدوي، الذي كان مع كل هذا من بقايا جيل الكبار، فلن يعرف قيمته إلا من ابتلي بما تنبت الأرض الآن من طحالب! فقط، لم يسمع نصيحة المتصوفة ومفادها أن "من الذنوب أن يحمل المرء نفسه من البلاء ما لا يطيق"..
الحقيقة أنني على المستوى الشخصي، تعلمت من جون سنو وسأظل أتعلم منه الكثير، وإن جاز لنا القول بأن هناك مدرسة في الصحافة نتعلم منها وندرس أساليبها ونورثها للأجيال الجديدة من الصحفيين؛ فهذه المدرسة اسمها جون سنو.
ملامح هذه المدرسة لم تكن حاضرة بهذا التفصيل في ذهن الرعيل الأول من المؤسسين، لكنها حصيلة المزاوجة التي حدثت للخبرة الغربية المنضبطة مع الثقافة العربية الرصينة وسط سقف مرتفع من الحرية..
أستطيع أن أقول إن وسائل الإعلام المصرية بشكل عام تسقط جميعها في مؤشر أطر الانحياز، وهو ما يعود إلى استفحال السيطرة الأمنية على وسائل الإعلام المصرية، وتحكم رؤوس الأموال السياسية في المنصات الإعلامية بشكل عام
رغم أن تلك القواعد المهنية ليست حديثة، وتوارثتها أجيال من الصحفيين بعد أجيال، إلا أننا نعيش الآن في فوضى الأخبار الكاذبة والمضللة والخادعة والمنحازة، ليس لشيء إلا لتحول بوصلة عدد من المؤسسات الإعلامية، وتغير معاييرها من معايير الجذب الإعلامي المهنية إلى معايير الجذب الإعلاني غير المهنية
رغم أنها ليست الحالة الأولى ولا الأخيرة في سلسلة الانتهاكات في مصر منذ تموز/ يوليو 2013، إلا أن تقرير هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أثار غضب وحفيظة كل مؤسسات الدولة المصرية الرسمية وغير الرسمية، التي اتهمت المؤسسة العريقة بتعمد نشر أخبار كاذبة عن مصر، واستهداف أمنها واستقرارها، وتشويه صورتها.
الإعلام المصري خسر سمعته بين مواطنيه على نحو لا يمكن إنكاره..