هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
التفكيك الأول تأسَّس على قاعدة اتفاقية سايكس ـ بيكو وروحِها، وقد كان مرورُ قرن من الزمن كافياً لفرض واقعِ التجزئة وتكريسِه قانونياً، وسياسياً، وثقافياً. أما التفكيكُ الثاني فهو الذي بدأت ترتيباتُه، في تقديرنا، مع العُشرية الأخيرة من القرن الماضي.
لا تظهر، مع الأسف، معالم السير قُدما في طريق النظام الإقليمي العربي المطلوب واضحة وسالكة. كما أنها لا تبدو المجتمعات العربية ونُخبها على قدر كاف من الاقتدار والكفاية..
ليس الاستقلالية المطلوبة مقتصرة على علاقة منظمات المجتمع المدني بالدولة ومؤسساتها فحسب، بل تتجاوزها إلى الصلات الممكنة مع الأحزاب السياسية أيضا، التي يجب أن تكون متمايزة وبعيدة عن كل مصادر التوجيه والتأثير..
ليس بإمكان أي متابع للعملية السياسية في ليبيا التفاؤل بقدرة الوضع الداخلي الليبي على الانعطاف في اتجاه تدعيم خطوات المصالحة الوطنية..
لاشك أن النخبة السياسية القائدة لتونس اليوم ليست على قدر عال من التماسك والتجانس، والاستعداد للوفاء لشعارات "ثورة الياسمين"، كما أنها تعيش تجاذبات داخلية وبينية في الآن معا..
هؤلاء هم آباء تنظيم "داعش" وأخواته ، وبقتلهم، سنتمكن من حمل فكر " داعش" إلى مثواه الأخير، أما غير ذلك فسنظل ندور في حلقة مُفرغة.
لابد من النظر إلى ما يحصل بداخل حزب "نداء تونس" في علاقته بمحيطه الحزبي، وعلى وجه الخصوص في صلته بالمكونات القريبة منه من حيث الوزن السياسي، أي حزب النهضة، وما يمكن أن يترتب عن أفق الانشقاق من تغييرات في الخريطة الحزبية التونسية.