أكد خبير أمني إسرائيلي، أن
حزب الله يعيش في ضائقة بسبب الحرب الأهلية في
سوريا، فهو يشكل لحم المدافع لإيران من أجل بقاء نظام بشار الأسد، في الوقت ذاته الذي تعرف "إسرائيل" عن الحزب أكثر بكثير مما يعرف عنها.
رأى يوسي ميلمان؛ خبير الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف" العبرية، أن جولة "العلاقات العامة" التي نظمها حزب الله اللبناني أمس على طول الحدود اللبنانية الجنوبية لمجموعة من الإعلاميين، هي دليل على أن الحزب يعيش في "ضائقة".
وقال في مقال له نشر اليوم: "سعى التنظيم من خلال الجولة لإظهار أنه لم يهجر التزامه بالصراع ضد إسرائيل. وهي (أي الجولة) أكثر مما كانت تستهدف التهديد أو الإشارة لإسرائيل، كانت تستهدف الأغراض اللبنانية الداخلية"، مشيرا إلى أن الوفد اطلع على "استحكامات إسرائيلية وبناء عوائق ودوريات للجيش الإسرائيلي على طول السياج الفاصل".
وأكد ميلمان، أن "حزب الله يعيش في ضائقة بسبب الحرب الأهلية في سوريا، فهو يشكل لحم المدافع لإيران من أجل بقاء نظام بشار الأسد"، منوها إلى أن "نحو ثمانية آلاف من رجاله - ثلث قوة التنظيم - يقاتلون في ميادين القتال بسوريا".
وأوضح أن "نحو 1800 من مقاتليه قتلوا في سوريا، والكثيرون منهم من الوحدات المختارة ومن قادته الكبار، وأصيب نحو 6000 آخرين بجراح"، مضيفا: "هذا ثمن باهظ لكل قوة مقاتلة، وبالتأكيد لجيش حزب الله".
وبسبب الحرب الدموية، "يعيش الكثيرون من الطائفة الشيعية في لبنان أزمة اقتصادية، معنوية وسياسية، ويطرحون سؤالا ملحا: لماذا يقتل أفضل أبنائنا من أجل دولة أخرى؟"، بحسب الخبير الإسرائيلي الذي قال: "يؤدي حزب الله اليوم مهامه دون قائد أعلى؛ فقائداه الأعلى توفيا في العقد الأخير، وبحسب منشورات أجنبية، فقد صفي عماد مغنية الكاريزماتي في 2008 في حملة استخبارية مشتركة للموساد CIA".
وتابع: "أما بديله وصهره مصطفى بدر الدين فقد صفاه مساعدوه قبل نحو سنة، في
دمشق أيضا، وفي الحالتين حصل هذا بعد أن خرجا من لقاء مع رئيسهما الأكبر، قائد قوة القدس الإيرانية، الجنرال قاسم سليماني".
ومن ناحية إيران، "كان بدر الدين مستقلا أكثر مما ينبغي وسأل أسئلة زائدة حول ضرورة مشاركة حزب الله في سوريا وبأي حجم"، وفق ميلمان الذي نوه إلى أنه "مع ذلك، من المحظور تجاهل أن حزب الله يكتسب خبرة قتالية جمة من الحرب في سوريا، سيحاول استغلالها عندما يتطلب منه الأمر التصدي لإسرائيل".
ولفت إلى أنه "يمكن التقدير، أن احتمال المواجهة ليس كبيرا، وهذا قاله، أمس نائب حسن نصرالله، نعيم قاسم، الذي أكد أن ليس لتنظيمه نية الشروع في حرب مع إسرائيل"، موضحا أنه "لا توجد لإسرائيل نوايا هجومية؛ فهي معنية بالحفاظ على الهدوء".
ونبه إلى أن "إسرائيل بالتوازي مع ما يجري تخطط لكل سيناريو محتمل وتستعد بناء على ذلك؛ من خلال تحصين الحدود والبلدات، وهذا ما رآه الوفد في جولته أمس، وتحسن قدراتها الهجومية"، زاعما أن "إسرائيل تتفوق في كل مجال، وبالأساس في المجال الاستخباري".
وقال: "يعرف حزب الله عن إسرائيل من الاستعلامات الظاهرة والمصادر العلنية، وما يرونه على طول الحدود وما يستخلصه من المقالات من وسائل الإعلام الإسرائيلية، أما الاستخبارات الإسرائيلية فتعرف أكثر بكثير عما يجري حقا في تنظيم حزب الله".