في حديثه مساء الثلاثاء، أمام "المؤتمر الوطني الثالث للشباب"، الذي افتتحه بمحافظة الإسماعيلية، متزامنا مع الاحتفالات بالذكرى الخامسة والثلاثين لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، استشهد رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، بآية قرآنية وحديث نبوي، وذكر رقما صادما، وأقرَّ بإخلاء المنطقة الحدودية بسيناء من أهلها، كما أقرَّ بغلاء الأسعار، وألمح، في الحالتين، إلى استمرار: الإخلاء، والغلاء.
الآية التي يستشهد بها كثيرا
إنها الآية رقم 26 من سورة "آل عمران"، التي يستشهد بها السيسي كثيرا في خطاباته العامة، والتي استشهد بها في لقائه مع الشباب، في ختام رده على سؤال عن ماهية قراره فيما لو رشح نفسه مرة أخرى، ولم ينجح في الانتخابات، إذ أقسم بالله العظيم، ثلاثا، قائلا: "قسما بالله العظيم.. قسما بالله العظيم.. قسما بالله العظيم.. لو المصريين ما عايزني ماهقعد ثانية في المكان ده.. ثانية".
واستطرد: "يا رب يوفق، ويُولِّي مصر من يُصلح، ويبارك في عمله، وقفوا بجانبه"، مضيفا: "طالما أراد له الله سبحانه وتعالى له ذلك"، مستشهدا بقول الله: "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ".
وأشار إلى أن "المُلك ده عطاء إلهي، لا أحد يأخذه من أحد، ولا أحد يعطيه لأحد.. وربنا يُسبِّب الأسباب عن طريق البشر: آه أو لأ"، حسبما قال.
وتساءل: "لماذا أقبل عطاء الله بالعطية، ولا أقبل عطاء الله بالمنع؟" مواصلا: "أنا طيِّع مع نَزْعِهِ الملك"، مردفا: "اطمئنوا تماما".
يستشهد بهذا الحديث النبوي
ومؤكدا ضرورة احترام المرأة، قال السيسي، معلقا على امتداح مذيع الربط لتقديره للمرأة: "نحن لا نتعامل بما يليق مع السيدة والشابة والطفلة"، مردفا: "لا يليق.. والله"، وتابع: "هناك أمر إلهي بالترفق".
وتابع: "النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، قبل انتقاله، وصَّى بحاجتين.. وصَّى بالصلاة، والرفق بالمرأة"، متسائلا: "مش كده"، ومعقبا: "شوفوا المعنيَين"، مواصلا: "فين إنتوا يا مصريين.. بتعملوا إيه؟".
ويقصد السيسي بإشارته تلك ما ورد عن أم سلمة: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يقول في مرضه الذي توفي فيه: "الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ"، فما زال يكررها حتى ثقل به لسانهُ صلى الله عليه وسلم". (صححه الألباني)، وما رواه أبو داوود عن علي بلفظ آخر، قال: "كان آخر كلام رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "الصلاة الصلاة.. اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم" (صححه الألباني أيضا).
يرد على رقم خاطئ برقم صادم
وخلال المؤتمر أيضا، قالت إحدى الفتيات إنها مهندسة، مشيرة إلى أن 94% من مساحة مصر صحراء، متسائلة: لماذا لا يوجد كيان واحد للثروة المعدنية في مصر؟.
وأضافت أن مصر تصدر الفوسفات بـ20 و30 دولارا سعرا للطن؛ بسبب تعدد جهات الإشراف، وتصدر 5 ملايين طن في السنة، متابعة بأن تعدد جهات التصدير، وعدم الإشراف عليها، يتسببان في حرق الأسعار ما بين جهات التصدير المختلفة، ويتسبب بالتالي في خسارة مئة مليار دولار لمصر في معدن الفوسفات".
فردَّ السيسي: "الأرقام ما تتقلش كده أبدا؛ لأن كل المصريين بيسمعوكي دلوقتي"، مردفا: "لو مصر بتصدر بالمبلغ ده.. أنا هقوم أروح".
فتراجعت الفتاة قائلة: "آسفة.. أقصد مئة مليون جنيه"، فواصل السيسي حديثه: "في 30 يونيو 2018 سيتم عمل مصنع كبير للفوسفات هياخد كل الفوسفات، وهيكون فيه قيمة مضافة".
وغير بعيد، التقط رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، خيط الحديث، وقال إن المشكلة الأكبر ليست في الثروة المعدنية، بل في تنظيم العمل بالمحاجر.
وهنا قاطعه السيسي قائلا: "حاولنا، ولم ننجح"، موضحا أنه كان مقدرا لمصر الحصول على 17 مليار جنيه من محاجرها، إلا أن هذا الرقم لم يتحقق منه واحد على عشرة، يعني ما جبناش مليار جنيه، مضيفا أن ذلك يؤكد أن المنظومة غير جيدة.
شاب يشير لترحيل فيقر السيسي بالإخلاء
ومشيرا إلى ترحيل الأهالي من الشريط الحدودي لمصر مع قطاع غزة لمسافة خمسمئة متر ثم خمسمئة متر أخرى، دون صرف تعويضات للمواطنين عن منازلهم وأراضيهم في الخمسمئة متر الأخيرة، طالب المهندس أكرم بحُسن معاملة المواطنين السيناويين على الأكمنة، فأقر السيسي بـ"إخلاء" هذه المنطقة (لم يستخدم كلمة "ترحيل" التي استخدمها أكرم).
وأضاف السيسي: "أعلق على "إخلاء" هذه المنطقة.. كان فيه وعد من أهلنا في سيناء أن نكتفي بالألف متر دول، مقابل ألا تكون هناك أنفاق أخرى.. لكن إحنا بنكتشف أنفاقا طولها ثلاثة كيلومترات من خط الحدود، وعمقها 35 مترا، تدخل سيارات، وليس بني آدمين".
وملمحا إلى الاستمرار في "إخلاء الأهالي"، قال: "الإجراء ده لما عملناه (الإخلاء) لم يكن حاسما بنسبة مئة بالمئة، لكنه سيكون حاسما بمزيد من التعاون"، حسبما قال، دون أن يوضح ما إذا كان يعتزم تنفيذ خطة إخلاء أخرى أم لا؟
وكانت الحكومة المصرية أجبرت آلاف الأسر بسيناء على إخلاء منازلها القريبة من قطاع غزة؛ بدعوى وجود العديد من الأنفاق بين القطاع المحاصر ومصر.
يقر بالغلاء ويبشر باستمراره
أخيرا، واجهه مصطفى جلال من بورسعيد بارتفاع الأسعار، فقال: "أتمنى أن تطلبَ من رئيس الوزراء أن تكون هناك رقابة جادة على الأسعار"، فقال له السيسي ضاحكا: "ما تطلب منه أنت يا مصطفى.. ما هو قدامك أهه".
ولاحقا، تناول السيسي مسألة غلاء الأسعار، في إجابته عن سؤال إحدى الفتيات، فقال: "إن الدولة تبذل جهدا كبيرا لضبط الأسعار من خلال آليات السوق المتمثلة في العرض والطلب، قائلا: "إحنا رايحين لضبط الأسعار طبقا لآليات السوق اللي هي العرض والطلب".
وأضاف: "استحملوا يا مصريين شوية، وحتشوفوا إحنا حنعمل إيه لضبط الأسعار؟".
السيسي وجماعته يعرفون كيف يوضفوا هذه المؤتمرات كدعاية لهم امام الاوروبيين والشباب اللي حضر فاكر انو ممكن السيسي يعمل حاجة لهم. المشكلة حتى لو الشباب الراقي عزف عن حضور مثل هذه المؤتمرات فانها ستعقد بشباب آخرين منهم. الشعب المصري وقع في الفخ حينما لم يدرك ان الانقلاب على رئيسه الشرعي محمد مرسي سترتد لعنة على الجميع.