دعا خبراء بارزون في شؤون الشرق الأوسط في كلمات لهم أمام مجلس
الشيوخ الأمريكي، إدارة الرئيس دونالد
ترامب، إلى إعادة النظر بسياساتها في
مصر. وقالوا إن الوضع في مصر غير مستقر، واستمراره على هذا النحو سوف يؤدي إلى نشوب
انتفاضة شعبية.
جاء ذلك في كلمات أمام مجلس الشيوخ، الثلاثاء، تعلقت بتقييم المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر. وشارك فيها السيناتور ليندسي غراهام، وأعضاء اللجنة: خبيرة شؤون الشرق الأوسط بمعهد كارنيغي، ميشيل دن؛ والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز العلاقات الخارجية، إليوت أبرامز؛ ومستشار الرئيس السابق باراك أوباما توم ميلانوسكي.
ولفت السيناتور الجمهوري غراهام، إلى أن بلاده تقدم مئات ملايين الدولارات لمصر كمساعدات، ورغم ذلك، فإنها تشهد أوضاعا متردية على صعيد المجتمع المدني والاقتصاد، ويزداد ضعفها باستمرار.
ورحب غراهام، بمكافحة مصر لمنظمات إرهابية مثل تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن على الولايات المتحدة التحقق فيما إذا كانت الاستثمارات والمساعدات الأمريكية تساهم في الاستقرار الداخلي للبلد والمنطقة.
من جهتها قالت ميشيل دن، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يسعى لإظهار أن البلد مستقر، ولكن الوضع مختلفٌ جدا، واستمرار الوضع الراهن سوف يؤدي إلى نشوب انتفاضة شعبية في غضون سنوات قليلة.
وتطرقت دن إلى النمو السكاني في مصر، ومشاكل التخطيط العمراني وأزمة البنى التحتية، مشيرة إلى أن السيسي دفع المجتمع المصري إلى حالة استقطاب أكثر حدّة، لم تكن موجودة في عهد الرئيسين السابقين حسني مبارك ومحمد مرسي، وهذا الوضع يطرح مشكلة جديدة.
وأضافت أن الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان وحالة القمع السياسي التي يرتكبها نظام السيسي منذ عام 2013، لا تساهم في إطفاء الحريق بل تؤججه أكثر.
أما الخبير إليوت أبرامز، فقال إن دور مصر في المنطقة انخفض بشكل جاد، ولم تعد من الدول الفاعلة والرئيسية في العالم العربي.
وأشار أبرامز إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية على صعيد مكافحة الإرهاب في سيناء، وأدت إلى مقتل واختفاء العديد من المدنيين، خلقت حالة من الغضب داخل المجتمع المصري.
وأضاف أن استمرار الحكومة المصرية بتطبيق التدابير ذاتها سوف يقوض عملية مكافحة الإرهاب "التي تضم سجونها حوالي 60 ألف سياسي".
ولفت أبرامز، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة إرهابية، وعدم وجود بيئة صحية تنمو فيها منظمات المجتمع المدني والمعارضة لن يجعل تحقيق الاستقرار المنشود في مصر ممكنا.
من ناحيته، قال توم ميلانوسكي مستشار أوباما، إن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر زادت بشكل كبير، والبلاد دخلت فعليا بطريق صعب، وعلى الولايات المتحدة إعادة النظر بسياساتها تجاه مصر.