أنهت معظم
الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية
انتخابات الأطر الطلابية، على مدى نحو شهرين، وسط منافسة شديدة بين حركتي
حماس وفتح على رئاسة مجالس الطلبة في تلك الجامعات.
تفوق لحركة فتح
وأظهرت نتائج الانتخابات لهذا العام تفوقا لـ"الشبيبة الفتحاوية" التابعة لحركة فتح، على حساب "الكتلة الإسلامية"، الإطار الطلابي لحركة حماس.
فعلى مستوى جامعة النجاح في نابلس، أعرق الجامعات الفلسطينية والتي احتلت التصنيف الأول بين الجامعات الفلسطينية، حصدت الكتلة الإسلامية 34 مقعدا مقابل 41 مقعدا لصالح الشبيبة الفتحاوية. أما جامعة "بوليتكنك الخليل" فخسرت الكتلة الإسلامية الانتخابات بحصولها على 11 مقعدا مقابل 19 مقعدا لمنافستها حركة فتح، إلى جانب الخسارة المفاجئة للكتلة الإسلامية في جامعة الخليل، بحصولها على 19 مقعدا مقابل 21 للشبيبة الفتحاوية.
وفي المقابل، شهد العام الماضي تفوقا لصالح الكتلة الإسلامية في انتخابات جامعة بيرزيت، في رام الله، بحصولها على 25 مقعدا، و21 مقعدا لصالح الشبيبة الفتحاوية، بينما في قطاع غزة لم تجر انتخابات لمجالس الطلبة في جامعات غزة منذ بدء الانقسام في العام 2007.
خروقات أمنية
من جانبه، رأى منسق الكتلة الإسلامية في قطاع غزة، بلال الدالي، أن انتخابات مجالس الطلبة في الضفة الغربية "لا تعبر بالضرورة عن تراجع في شعبية حركة حماس، كما تروج لها وسائل الإعلام"، مشيرا إلى أن "منسقي الكتلة الإسلامية في الضفة الغربية يتعرضون بشكل شبه يومي لملاحقات أمنية من الجانب الإسرائيلي والأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو ما دفع بالكثيرين إلى رفض الترشح والانتخاب للحفاظ على سلامتهم وسلامة ذويهم"، كما قال.
وأضاف الدالي لـ"عربي21" أن الكتلة الإسلامية رفضت في سنوات سابقة الدخول في انتخابات مجالس الطلبة، بسبب ما وصفه بـ"تواطؤ مجالس إدارة الجامعات مع الشبيبة الفتحاوية وقوى اليسار بسبب تهديدات تلقوها من أجهزة المخابرات الفلسطينية".
وقال إن "الفترة الانتخابية التي تتلو فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات مجالس الطبة يستفيد منها جميع طلاب الجامعة على عكس الفترة التي تفوز بها الشبيبة الفتحاوية"، منوها إلى أن "العام الماضي شهد 85 حالة اعتداء على مخازن وممتلكات الكتلة الإسلامية، من قبل الأجهزة الامنية التابعة للرئيس عباس في الضفة الغربية، بخسائر تجاوزت 50 ألف دولار".
وأظهر تقرير للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان صدر في نهاية عام 2016، عن رصد 1274 حالة اعتقال تعسفي من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، وبين المعتقلين 476 طالبا جامعيا.
أما منسق الشبيبة الفتحاوية في إقليم شرق الضفة الغربية، منذر عيساوي، فرأى من جهته؛ أن "انتخابات الأطر الطلابية هي انعكاس حقيقي لشعبية حركة فتح في الشارع الفلسطيني"، وفق تقديره.
واعتبر عيساوي في حديث لـ"عربي21"؛ أن "الملاحقات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية نابعة من مسؤوليتها في توفير الأمن والأمان، وما يشاع عن اعتقال مقصود لعناصر من الكتلة الإسلامية يعود لأسباب جنائية وجرائم ارتكبها عناصر توالي حماس"، كما قال.
وتكتسب انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية أهمية كبيرة، كونها العملية الانتخابية الوحيدة التي تجري بشكل شبه منتظم رغم الانقسام السياسي المستمر منذ عشر سنوات.
انتخابات ليست نزيهة
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة، إن "انتخابات مجالس الطلبة سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة يشوبها الكثير من الخروقات التي تطعن في مصداقية هذه النتائج، ومدى انعكاسها على شعبية كل تنظيم في الساحة الفلسطينية، لعل أبرزها رغبة إدارة الجامعة في فوز فصيل على حساب آخر".
وأضاف: "هذا ما يحدث عمليا في السنوات الأخيرة، خصوصا في الضفة الغربية، من خلال ملاحقات الأجهزة الامنية وتدخلها السافر بشكل غير مبرر في سير العملية الانتخابية".
وأوضح أبو سعدة في حديث لـ"عربي21"؛ أن "نتائج انتخابات مجالس الطبية في الضفة الغربية تعطي أفضلية لحركة فتح على حساب حركة حماس، ولكن هذا الفارق متقارب جدا في بعض الجامعات، وهي حقيقة تظهرها استطلاعات الرأي عن حصة كل تنظيم في الشارع الفلسطيني".