تحدثت صحيفة
إسرائيلية، عن وحدة صناعية تكنولوجية هي الأكثر سرية في "إسرائيل" وتتبع العمليات الخاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقدمت العديد من الحلول للعديد من المشكلات تحت عنوان "صفر أخطاء".
مشكلات غير قابلة للحل
وأشار المعلق العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم"، يوآف ليمور، إلى أن الحديث يدور عن "وحدة التكنولوجيا الخاصة في الجيش، وهي تعمل على حل المشكلات التي يبدو أنها غير قابلة للحل"، لافتا إلى أنها "تعمل في جميع الساحات بين الأرض والفضاء".
ونقل ليمور، في تقرير نشر أمس بصحيفة "إسرائيل اليوم"، عن رئيس قسم التطوير الميكانيكي بالوحدة العقيد (ز) قوله: "دورنا هو جمع المعلومات بطريقة مختلفة وخاصة وتطوير أطر، وأن نعرف ما هي الحاجة أو المشكلة لنوجد الحل".
وأكد المعلق العسكري، أن هذه الوحدة التي أسست عام 1948 "وجدت مئات الحلول المشابهة؛ فالبحث العلني يظهر دورها في الماضي البعيد ويسمح للخيال بجسر الهوة مع الفترة الحالية التي تتميز بالتقدم التكنولوجي الكبير".
وقال: "كل ما تقوم الوحدة بتطويره سري جدا، واستخدامه العلني سيجعلنا نخسر قدرتنا الخاصة، لأن الحديث على الأغلب يدور عن حلول وجدت داخل الوحدة اختراعا عالميا غير مسجل، والكشف عنه سيؤدي إلى سرقته على الفور"، موضحا أن "بعض الاختراعات استمر العمل بها بضع سنوات واستثمرت فيها مبالغ باهظة، وعادت على إسرائيل بفوائد تبلغ أضعاف ذلك".
ولفت ليمور، إلى أن "الأجهزة التي تم تطويرها في هذه الوحدة تعمل من الأرض وحتى
الفضاء، وتستخدمها الأذرع العسكرية والاستخبارية بطرق مختلفة وفي المناطق المعادية"، مؤكدا أن الحديث يدور عن "أجهزة استثنائية دقتها مطلقة، تحت عنوان: صفر أخطاء".
و"لا توجد وحدة كهذه في العالم، كل ما يخرج منها له مصداقية مئة بالمئة ويمر بمراحل صعبة من الفحص والتجربة، وذلك لضمان تنفيذ المهمة بنجاح ودون تعريض الحياة للخطر ودون الإضرار بالأمن"، بحسب (ي) رئيس قسم المصداقية.
ساحة لعب
وأشار المعلق العسكري، إلى أن "الكثير من العاملين في الوحدة من حملة الدكتوراه في المجالات الخاصة بالفيزياء والهندسة، لكن الأساس هم رجال الجيش، فالحل يأتي أحيانا من جندي شاب فكر بشكل مختلف".
وتابع (ش) وهو أحد أفراد الوحدة: "يحدث هذا في الغالب في جلسات العصف الذهني داخل الوحدة، ومع الجهات الخارجية، والكل يستطيع أن يعبر عن نفسه".
وأضاف رئيس قسم التطوير التكنولوجي والبرمجة في الوحدة، العقيد (د): "الحكمة هنا هي العمل المشترك؛ فقدرة الحداد الذي يجلس مع التكنولوجي لإيجاد حل للمشكلة، تمكننا من إيجاد الحل المناسب".
"الطريق إلى المريخ"، جملة تمر في الثقافة التنظيمية للوحدة التي تعتقد أن لكل مشكلة حلا، ولفت (ز) وهو أحد العاملين، أن طاقم الوحدة أحيانا "لا ينجح في الوصول إلى حيث نريد، لكننا نحاول تفكيك المشكلة والتقدم، ليتمكن أحد ما في زمن ما من الوصول إلى الحل، وهذا يتم بفضل القدرة على تركيز الجهود وجلب أفضل الأدمغة".
ومن أجل تقديم الحلول، تعتبر الوحدة "ساحة لعب" لا حدود للخيال ولا للجهود، وهذا هو المحفز الأساسي، والجميع يمتلك أدمغة لامعة، يمكنهم بسهولة الوصول إلى مناصب رفيعة في الشركات الخاصة والحصول على أجور أعلى، بحسب ليمور الذي نوه إلى أن "الجميع لا يوافقون على البقاء، لكن لا أحد منهم يلقى هذا التحدي في مكان آخر".
التوقف لحظة يعني الموت
وذكر رئيس قسم المصداقية، أن "هناك أمورا تؤثر في الأشخاص العاملين بالوحدة؛ وهي محيط العمل والموضوع والمادة والأموال؛ فالأجر هنا ليس خياليا، مقارنة مع الفرص في الخارج، لكن محيط العمل والموضوع استثنائيان".
وأفصح المعلق الإسرائيلي، عن وجود مشكلة تواجه الوحدة مع المختصين في المجال التكنولوجي (المردود المالي)، لذا قامت "إسرائيل" بتطوير برنامج "المستقبل" لتوسيع رقعة البحث في المحيط، وأصبح واحد من كل اثنين يتجندان للجيش الإسرائيلي من خريجي هذا البرنامج.
واعتبر أن "التحدي الذي يواجه هذه الوحدة، هو الاحتفاظ بالحلول ومنع تسربها وتحويلها إلى تكنولوجيا مدنية، لذلك فالسرية عالية"، زاعما أنه على "مدى السنين كان للوحدة دور في التطور التكنولوجي السائد في العالم الآن".
وأكد أن الفترة الحالية تضع الوحدة أمام تحد ثلاثي، الأول؛ الحاجة إلى تجنيد الأفضل والحفاظ عليه، والثاني؛ التقدم التكنولوجي الذي يمنح الفرصة والقيود في نفس الوقت، مع وجود لاعبين أقوياء في العالم يمكنهم استثمار الأموال والقوى البشرية لحل أي مشكلة.
أما التحدي الثالث، بحسب ليمور، فهو أننا "أمام عدو يمكنه الاستفادة من التقدم التكنولوجي؛ فحماس وحزب الله يستخدمان صواريخ وطائرات بدون طيار متقدمة، وحملات السايبر التي تهاجم وتقوم بجمع المعلومات".
وأكد أن "إسرائيل في تحد يومي لزمها بأن تكون متقدمة بخطوة، وتصل للحلول الخاصة"، ناقلا قول رئيس قسم التطوير الميكانيكي بالوحدة: "أنت تدرك أنه إذا توقفت للحظة فأنت ستموت".