أكد زعيم حزب "غد الثورة" في
مصر، أيمن نور، أن "إعلام
السيسي، بل والسيسي نفسه"، مسؤولان عن تدهور العلاقات مع
السعودية، وذلك في معرض تعليقه على تصريحات لولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقال الأمير ابن سلمان، خلال لقاء بثه التلفزيون السعودي وقناة "إم بي سي"، الثلاثاء، إن الإعلام الذي ينتقد السعودية هو نفسه الذي ينتقد السيسي، متهما ما أسماها "الدعاية الإيرانية والإخوانجية" بشرخ العلاقة بين الجانبين.
وبشأن جزيرتي تيران وصنافير، رأى الأمير ابن سلمان، الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع، أنه "لا توجد هناك مشكلة في مسألة الجزيرتين، وما حدث فقط هو ترسيم الحدود البحرية"، مؤكدا أن القاهرة أو الرياض "لم تتنازلا عن أي شبر" من أراضيهما.
وعلق نور بالقول: "لسنا طرفا في الحديث؛ لأننا لا نمثل إعلام
الإخوان، ولكن إقرارا للحقيقة سأعلق على الأمر"، مضيفا لـ"عربي21": "ما أثير من اتهامات يتناقض مع ما يتوافر أمامنا من شواهد وحقائق"، بحسب تعبيره.
إعلام السيسي
وأكد نور أن "الذين قادوا حملة التشويه ضد المملكة العربية السعودية، قيادة وشعبا، هم من إعلام السيسي، بل إن السيسي نفسه في أكثر من تصريح أشار إلى فكرة محاولة البعض ليّ ذراع مصر، وغير ذلك، عندما كان هناك حديث عن وقف المساعدات البترولية من شركة أرامكو لمصر".
وأكد أن "هذا الاتهام لا يقوم على سند حقيقي، ونسعى دائما إلى وجود علاقات طيبة مع كل الدول، وتحديدا مع المملكة العربية السعودية؛ لما لها من دور كبير، فمصر والسعودية أهم قطبين في المنطقة العربية، ونحرص على أن تكون العلاقات بين الدولتين الشقيقتين على أحسن مستوى"، كما قال.
ودعا نور "إعلام السيسي والنظام لعدم التورط في مثل هذه المعارك، سواء مع السودان أو المملكة العربية السعودية، أو غيرهما من الدول التي تربطنا بها علاقات حقيقية".
اتهام بلا شواهد
وجدد القول بأن "هذا الاتهام لا يخصنا، ولكن الإنصاف يقتضي منا أن نقول إنه غير قائم على شواهد وأدلة، خاصة أن (الحلقات) مسجلة على الفيديو، ولو كلف سمو الأمير أحد المقربين منه بالبحث على محركات جوجل أو قناة يوتيوب سيجد ما يؤكد له عدم دقة هذا الاتهام فيما يتصل بإعلام الإخوان".
أما فيما يتعلق بقناة الشرق التي يرأس مجلس إدارتها، فشدد نور على أنها "ليست من إعلام الإخوان، لكنها تحترم كل الأدوار لكل الدول العربية، وتقدر دور المملكة العربية السعودية، وتتنمى أن تكون العلاقات الشعبية فوق العلاقات السياسية، بمعنى عدم ربط هذه العلاقات بأنظمة أو بأشخاص"، كما قال.
وتابع: "هذا خطأ كبير أن يتم الربط بين شخص ودولة، المفترض أنها معنية بالعلاقات بين الشعبين، لا بالعلاقات بين هذه القيادة أو تلك، التي يمكن أن تكون موجودة الآن في السلطة وبعد فترة تكون خارج السلطة".
وشدد على أن "العلاقات الشعبية- الشعبية هي القيمة الحقيقية، ونحن حريصون على علاقتنا بدول المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والأشقاء العرب، ودائما نرى أن التوتر في مثل هذه العلاقات لا يفيد الشعوب، إنما يضر بمصالحها وبديمومة هذه العلاقات واستمرارها".
واختتم نور حديثه بالقول: "أعتقد أن الأمير ابن سلمان في حاجة لمراجعة موقفه فيما يتصل بالتصريحات التي أدلى بها على بعض القنوات الفضائية"، وفق قوله.