كثفت "
وحدات حماية الشعب الكردية" في الآونة الأخيرة، من حملات التجنيد الإلزامي والاعتقالات العشوائية في المناطق
العربية الخاضعة لسيطرتها في محافظة
الحسكة، في حين عزت مصادر محلية ذلك، إلى تخوف الوحدات من أي رد فعل عسكري ضدها، في حال اندلاع مواجهات كردية تركية جديدة في الشمال السوري.
وتحدثت مصادر محلية في محافظة الحسكة، عن قيام الوحدات بمداهمة الأسواق الشعبية في ريف القامشلي وتل حميس وتل براك، واقتياد الشبان والرجال إلى المخافر والنقاط العسكرية القريبة من المناطق الحدودية التركية.
وأوضح الناطق الرسمي باسم "المجلس الأعلى للعشائر العربية"، مضر حماد الأسعد، أن وحدات حماية الشعب الكردية تعتقل الشباب والرجال العرب، وتزج بهم في مناطق القتال، بهدف قتلهم، ومن ثم إظهارهم كجنود تابعين لها، قتلوا أثناء تصديهم للإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة، كما قال.
وتابع: "الآن وبعد الضربات التركية لنقاط عسكرية في منطقة "قره تشوك"، فإن أكثر المعتقلين بدواعي التجنيد من العرب يرسلون إلى المخافر الحدودية".
وقال الأسعد في تصريحات لـ"
عربي21": "الوحدات تخطط لجعل الشباب العرب كدروع حماية لقواتها في معاركها ضد التنظيم، أو في المناوشات التي تجري مع القوات التركية".
وتوقع الأسعد، أن تصعّد الوحدات من حملاتها هذه خلال الفترة المقبلة، بعد دخول أعداد كبيرة من القيادات العسكرية الكردية إلى الأراضي السورية من جبال قنديل التركية، على حد تأكيده.
من جهة أخرى، أشار مدير العلاقات العامة في "تجمع قوى الثورة في الحسكة"، فواز الملحم، إلى اعتقال وحدات حماية الشعب الكردية، الرجال الذين تخطوا سن الأربعين، مبينا "أن الحملات لا تميز بين الصغير والكبير في السن".
وقال في حديث لـ"
عربي21": "الوحدات تتقصد اعتقال الرجال الكبار في السن، ترهيبا للشباب العرب، وحثهم على الهجرة، بغية تفريغ المحافظة من سكانها".
وأضاف الملحم: "تشمل هذه الحملات إلى جانب العرب أبناء المكونات الأخرى، المسيحية والسريانية والآشورية".
بدوره، تحدث محمود الماضي، عضو المكتب السياسي في "تجمع قوى الثورة في الحسكة"، عن خطورة الأوضاع الأمنية التي يعاني منها سكان محافظة الحسكة العرب، نتيجة تفرد الوحدات بحكم المحافظة.
وأكد لـ"
عربي21"، فرض وحدات حماية الشعب الكردية لقانون التجنيد الإجباري على كل أبناء الحسكة، مستفيدة من غياب توازن القوى، بعد الضعف الذي أصاب بينة القبائل والعشائر العربية في الحسكة، على حد تقديره.
وعن دلالات تكثيف الوحدات الكردية للحملات هذه في هذا التوقيت، بيّن الماضي قائلا: "الوحدات متوجسة من تحركات تركية في هذه الآونة، ويبدو أن هذه الحملات للتقليل من حدة المخاوف والترقب".
وتابع: "نحن نتحدث عن محافظة بأكثرية عربية، وهذا الواقع الديموغرافي، يشكل عامل قلق للوحدات، مهما بلغت قوتها العسكرية"، كما قال.
ولفت الماضي إلى رغبة شعبية عارمة بالتخلص من حكم الوحدات، وقال في هذا السياق: "يصعب شرح المعاناة التي تسببها هذه الميليشيات للأهالي، الذين لا حول لهم ولا قوة".
وليست هذه المرة الأولى التي تشن فيها وحدات الحماية الكردية، حملات اعتقالات وتجنيد ضد السكان العرب في المناطق السورية الخاضعة لسيطرتها، لكنها -وفق مصادر- الأكبر.