كشفت وثيقة استخبارية، أن النظام السوري لا يزال ينتج أسلحة كيمياوية في ثلاثة مواقع رئيسية، في انتهاك واضح للاتفاق المبرم عام 2013 والقاضي بالتخلص من تلك الأسلحة.
وتشير الوثيقة التي حصلت عليها "بي بي سي" من وكالة استخبارات غربية، إلى أن أسلحة كيمياوية وبيولوجية تنتج في ثلاثة مواقع رئيسية تعد فروعا لمركز الدراسات والأبحاث العلمية الحكومية، وتقع في مدينة مصياف بمحافظة حماة، وفي ضاحيتي برزة ودَمَر خارج العاصمة دمشق.
وعلى الرغم من مراقبة تلك المواقع من جانب منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، تقول الوثيقة إن تصنيع تلك الأسلحة وصيانتها مستمر في أقسام مغلقة داخلها.
اقرأ أيضا: فرنسا: عينات أثبتت قصف الأسد لـ"خان شيخون" بالسارين
وتضيف الوثيقة أن منشأتي مصياف وبرزة متخصصتان في تركيب الأسلحة الكيمياوية وفي الصواريخ طويلة المدى وقذائف المدفعية.
وتتهم الوثيقة الاستخباراتية الحكومة السورية، بأنها أعلنت كذبا أن العمل في أحد هذه الفروع البحثية يهدف إلى أغراض دفاعية، بينما استمر العمل في الحقيقة لتطوير قدرات هجومية.
وأشارت الوثيقة إلى مسؤول رسمي رفيع المستوى يدعى بسام حسان برتبة عميد، باعتباره أدى دورا رئيسيا في إصدار الأوامر باستخدام الأسلحة الكيمياوية. (ورد اسمه في قائمة العقوبات الأمريكية عام 2014).
وتخلى النظام السوري عن مخزونه من الأسلحة الكيمياوية بعد اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا عام 2013، عندما وقع الأسد على معاهدة حظر الأسلحة الكيمياوية.
وأُبرم الاتفاق في أعقاب هجوم كيمياوي، أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في مناطق تسيطر عليها المعارضة في منطقة حزام الغوطة الزراعي حول دمشق.
اقرأ أيضا: رايتس ووتش: دمشق وموسكو متورطتان بهجوم خان شيخون
وقالت الأمم المتحدة إن غاز
السارين الذي استخدم في الحادث، وهو غاز الأعصاب نفسه، المنصوص عليه في اتفاقية الأسلحة الكيمياوية، وقالت الحكومة الفرنسية وحكومات أخرى إنه استخدم مجددا في الهجوم الأخير على
خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأودى بحياة نحو 90 شخصا.
وردا على هجوم خان شيخون، شنت الولايات المتحدة قصفا صاروخيا على قاعدة الشعيرات الجوية السورية، فيما نفى النظام السوري مسؤوليته عن الهجوم، وزعم الرئيس الأسد في تصريحات صحفية أن الاتهامات لنظامه "ملفقة مئة بالمئة".
يذكر أن مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية زاروا مؤخرا منشأتين من بين المنشآت الثلاث التي وردت في التقرير الاستخباراتي، وقالت المنظمة إنها تنتظر نتائج تحليل العينات التي أخذت منهما.