نشرت صحيفة "ستار" التركية تقريرا؛ كشفت فيه عن تفاصيل جديدة متعلقة بقاتل
السفير الروسي في أنقرة، أندريه كارلوف.
وقتل كارلوف في 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أثناء إلقائه خطابا في معرض للصور، في أحد المراكز الثقافية في العاصمة التركية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن لسلطات التركية تواصل التحقيق لجمع المزيد من المعطيات عن تحركات مولود ميريت ألتينتاش، قاتل السفير ، قبل تنفيذه عملية
الاغتيال، التي قُتل فيها ألتينتاش برصاص الأمن في مكان الحادثة.
وأفادت الصحيفة أن ألتينتاش شرع في التخطيط لعملية الاغتيال بتاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو التاريخ، الذي صدر فيه الكتيب التعريفي عن معرض الصور، الذي اغتيل فيه كارلوف. وفي تلك الفترة، غير ألتينتاش هاتفه النقال واقتنى هاتفا وشريحة جديدين.
وذكرت الصحيفة، بحسب معلومات التحقيق، أن ألتينتاش قد استعار بدلة من صديقه "سيرجان ب."، وذلك من أجل لقاء شخص وصفه بـ"أخ عزيز عليه". وقد علمت السلطات بهذه الحيثيات من خلال المحادثة التي دارت بين ألتينتاش وصديقه سيرجان عبر تطبيق الرسائل "واتساب"، قبل عملية الاغتيال. ومن خلال متابعة السلطات التركية لتحركات ألتينتاش قبل تنفيذ عملية الاغتيال، تبيّن أنه بعد استعارته لتلك البدلة، ذهب إلى أحد مجمعات التسوق، ثم إلى أحد الفنادق الفاخرة في العاصمة أنقرة.
ووفقا للمصادر التركية، فقد عمد منفذ عملية الاغتيال إلى نزع بطارية هاتفه الجوال فور دخوله الفندق، خلال التخطيط لعملية الاغتيال، حرصا منه على عدم الخضوع لأي عملية تعقب من قبل السلطات التركية. واتضح أيضا، أنه قام باستخدام الهاتف مرة أخرى بعد عودته إلى البيت مساء، وإجراء بعض المكالمات مع عدة أطراف.
وبيّنت الصحيفة أن السلطات التركية تُركّز في تحقيقاتها على معرفة هوية الأشخاص الذين رافقوا ألتينتاش إلى مجمع التسوق، ومعرفة الشخص الذي قابله ألتينتاش في الفندق قبل تنفيذ عملية الاغتيال. وقد قامت السلطات التركية بمعاينة سجل الفندق وفحص كاميرات المراقبة لمعرفة هوية الشخص الذي قابله الجاني، علما أنه لم يحجز غرفة في ذلك الفندق من قبل.
وأضافت الصحيفة أن ألتينتاش، الذي يشتبه في انتمائه لتنظيم
غولن، حجز غرفة بتاريخ 18 ديسمبر/ كانون الأول، أي قبل عملية الاغتيال بيوم واحد، في فندق يقع بجانب المركز الثقافي الذي وقع فيه اغتيال السفير الروسي كارلوف. وقد تمكن الجاني من دخول المكان بعد التعريف عن نفسه بهويته كأحد عناصر الشرطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات التركية قد أوردت في أحد ملفات التحقيق أن ألتينتاش ينتمي إلى تنظيم غولن. وقد توصلت السلطات إلى هذا المعطى بعد اعتقال مسؤول كبير في التنظيم في مدينة أنقرة. كما اتضح أن ذلك الملف يحوي أسماء الآلاف من عناصر الشرطة وغيرهم من الذين ينتمون لتنظيم غولن، والذين يستخدمهم التنظيم كأيدي خفية له مندسة في مختلف مؤسسات الدولة، وفق الصحيفة.