ذكرت صحيفة "الغارديان" أن مؤسسة الصحة الوطنية البريطانية واجهت ليلة أمس أكبر أزمة، عندما ضرب قراصنة إنترنت عددا من الدول والمنظمات حول العالم.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الهجوم، الذي شل أجهزة الحاسوب ونظام الإنترنت في أكبر مؤسسة للصحة الوطنية في
بريطانيا، ترك آلافا من المواطنين حول إنجلترا وأسكتلندا في حالة من الفوضى، لافتا إلى أنه تم تأجيل عمليات في اللحظات الأخيرة، نتيجة للهجمات التي طالت عشرات الدول حول العالم.
وتكشف الصحيفة عن أنه طلب من المرضى الذهاب إلى غرف الطوارئ في
المستشفيات لمعاينة حالاتهم، إلا أن البعض نصح بعدم الذهاب لئلا يزيد العدد هناك من الضغوط على الطاقم الصحي فيها.
وينقل التقرير عن طبيب في إحدى مستشفيات لندن، قوله إن الهجوم خلف وراءه حالة من الفوضى، ما ترك المستشفى غير قادرة على العناية بالمرضى، وأضاف: "مهما تظاهروا بأن سلامة المرضى لم تتأثر، إلا أن هذا ليس صحيحا، وفي المستشفى الذي أعمل فيه لم نكن قادرين على استخدام أجهزة الأشعة، التي تعد جزءا ضروريا من العلاج الطارئ".
ويقول الطبيب للصحيفة: "إنه مستشفى جيد، لكن نظام الحاسوب فيه مرعب، وهذه هي المرة الثالثة أو الرابعة التي يحصل فيها هجوم عن طريق الحاسوب، وتتوقف فيه الأجهزة، منذ أن بدأت عملي الحالي، أعلم أن الطاقم سيقوم بعمله بشكل جيد، لكن لا يوجد نظام قوي للتعامل مع توقف مثل هذا، فالمشاركة في المعلومات أمر صعب في مناخ التشخيص السريري، فكيف في هذا الوضع".
ويضيف: "دون نظام تكنولوجيا المعلومات، فإن نتائج الفحوص ستختفي، وسيتم تأخيرها بالتأكيد، بالإضافة إلى أن إرسالها يعد أصعب، وستؤثر بالتأكيد على سلامة المرضى بطريقة سلبية، حتى لو يتم ظهورها بشكل واضح".
ويفيد التقرير بأن المواليد الجدد تأخرت إجراءات خروجهم من أقسام الولادة، وقال أحد الآباء إن زوجته ومولوده الجديد في مستشفى رويال تأخرا موعد خروجهما، وقال وارين جونز إن شريكته وضعت طفلتهما الرابعة لوري، لكن الممرضات تأخرن في طباعة المعلومات كي توضع على يد الطفلة الوليدة، وأضاف: "لا أعلم ماذا سيحدث، ويقولون إن لا أحد سيكون موجودا، وقالوا إن القسم مزدحم، لكنهم لم يسمحوا لأحد بالخروج"، وقال إن المعلومات التي توضع على يد الوليد أمر عادي، لكنهم لم يستطيعوا طباعتها، حيث توقف النظام كله.
وتورد الصحيفة نقلا عن امرأة أخرى، قولها إن نقل ابنتها، التي كانت على كرسي متحرك، إلى مستشفى آخر تم إلغاؤه، وأضافت: "قضت ابنتي هنا ثلاثة أسابيع ونصف، وقيل إنه سيتم نقلها إلى مستشفى آخر، وبسبب الهجوم الإلكتروني فإنه لم يكن بالإمكان نقلها"، وتابعت قائلة: "انتظرنا وانتظرنا ولا أحد يعلم، وهو أمر محبط ومدمر في الحقيقة، ووصلت لزيارة ابنتي، وذهبت للممرضة، وقلت لها: (أريد معرفة متى ستنقل ابنتي؟)، فقيل لي: (ألم تسمعي بالهجوم الإلكتروني، كل شيء متوقف)".
وبحسب التقرير، فإنه تم تأجيل العمليات لعدد من المرضى، حيث لم يسمح للأطباء بفتح أجهزة الحاسوب، منوها إلى أن ريتشارد هارفي، الذي يستخدم كرسيا متحركا، عبر عن خيبة أمله بعد يوم كامل من التحضيرات للعملية، واضطر للعودة إلى منزله.
وتلفت الصحيفة إلى أن الرجل البالغ من العمر 50 عاما، الذي أصيب بجراح في عجزه بسبب حادث على الدراجة النارية، وبقي دون طعام أو ماء، انتظر، ليخبر في الساعة الخامسة بأن العملية ألغيت، وقال: "أشعر بخيبة وكنت أنتظر طوال اليوم، وأشعر بالقلق، وأفكر بالعملية، وأشعر بالخيبة والجوع".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه يذكر أن سبب الفوضى هو برنامج رخيص يستخدمه الهاكرز للحصول عل المال، واسمه Ransomware، ضرب 99 دولة.