نشرت مجلة "ذا أتلانتك" مقالا للأكاديمية المتخصصة في الشؤون الأمنية أيمي زيغارت، تشير فيه إلى أن صحيفة "واشنطن بوست" فجرت قنبلة اليوم، بالكشف عن أن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب كشف لوزير الخارجية الروسي
سيرغي لافروف، والسفير الروسي سيرغي كيسلياك عن معلومات سرية حول
تنظيم الدولة، عندما التقى بهما في البيت الأبيض الأسبوع الماضي.
وتقول الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "
عربي21"، إنه "بإمكان الشخص أن يدرك أن القصة كبيرة إن كان عدد القراء الذين يحاولون الوصول إليها في الوقت ذاته هو العدد ذاته للقراء الذين حاولوا الوصول في آن واحد لقصة تسجيل بيلي بوش وترامب، وهما يتحدثان عن مغامراتهما الأنثوية، وليس هناك مهرب هذه المرة لتخفيف الأضرار، وأعلنت نائبة مستشار الأمن القومي دينا باول أن القصة (كاذبة)، واستخدمت الإدارة كبار المسؤولين لسد الثغرة، فاستخدم كل من وزير الخارجية ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي إتش آر ماكماستر تصريحات مكتوبة بحذر، تقول إن الرئيس لم يفصح عن (المصادر والأساليب)، ولا عن أي (عمليات عسكرية) لم تكن معروفة للعامة".
وتعلق زيغارت قائلة: "إذن، فماذا هو حجم الضرر؟ على مقياس 1 إلى 10، أقدر الضرر بحوالي مليار، وتم تأكيد هذه القصة منذ ذلك الوقت في صحيفتي (وول ستريت جورنال)، و(نيويورك تايمز)، ووكالة أنباء (رويترز)، و(بازفيد)، و(سي أن أن)، بأن الرئيس ربما يكون عرض مصدرا للمعلومات عن تنظيم الدولة للخطر، وهو ليس مصدرا أمريكيا، وهذا يعني أن المصدر سيكون تابعا لمخابرات دولة حليفة، أصبحت الآن تعرف بأنه لا يمكن الوثوق بالرئيس الأمريكي في المعلومات الحساسة".
وتشير الكاتبة إلى أن "المعلومات التي تطوع ترامب بعجرفة بالكشف عنها، وضعت تحت تصنيف ما يعرف بـ(كود وورد) أو (كلمة سر)، بحسب صحيفة (واشنطن بوست)، وهناك ثلاثة مستويات أساسية من السرية، المستوى الأدنى هو (معلومات خاصة)، وتعرف على أنها أي معلومات قد (تسبب ضررا) للأمن القومي الأمريكي، إن تمت مشاركتها دون صلاحية، والمستوى التالي هو (المعلومات السرية)، التي تعد قابلة للتسبب بـ(أضرار خطيرة)، إن كشفت، أما المستوى الذي يليه في الخطورة، فهو (المعلومات السرية للغاية)، وهي تضم أي شيء يمكن التوقع بأن يتسبب بـ(أضرار جسيمة) للأمن الوطني الأمريكي".
وتبين زيغارت أن "(كود وورد) أو (كلمة السر) فهو المستوى الأعلى من (سري للغاية)، ولذلك لا تتم مشاركتها إلا على مستوى محدود من الناس؛ وذلك لإيجاد طبقة أخرى من الأمن، فهناك أسرار كثيرة تعد (أسرارا كبرى) -لم يكن نائب الرئيس هاري ترومان على علم بمشروع مانهاتن، وعلم به بعد وفاة الرئيس فرانكلن روزفيلت، وأدائه القسم القانوني خليفة له، ويعد تصنيف (كود وورد) في أعلى السلم، بحيث لا يشار إليه حتى في الأفلام إلا نادرا، ومن ناحية فنية فإن بإمكان الرئيس أن يرفع السرية عن أي شيء يريد، ولذلك فهو لم ينتهك أي قوانين، لكن كما أشار موقع (لوفير): لو قام الرئيس بتغريد الرموز النووية، فهو لن يكون قد خرق القانون، لكن سيكون أثبت أنه لا يصلح للمنصب".
وتلفت الكاتبة إلى أن "صحيفة (واشنطن بوست) قالت إن ترامب كشف عن معلومات بخصوص مؤامرة لتنظيم الدولة تشمل عمل أجهزة الحاسوب المحمولة، ويمكن أن يكون تيلرسون وماكماستر و(واشنطن بوست) و(التايمز) كلهم محقون: بأن الرئيس لم يكشف المصادر ولا الأساليب ولا العمليات العسكرية، لكن ليس مهما أن يكون أعطى الروس معلومات تمكنهم من التعرف على المصدر والأسلوب، ويبدو أنه فعل ذلك لأنه، وبحسب (واشنطن بوست)، تحدث عن محتوى مخطط بعينه، وخطره المحتمل، وموقع المدينة في حدود تنظيم الدولة، حيث حصلت المخابرات على المعلومات، وكان تقريبا كل شيء ما عدا إحداثيات نظام (جي بي إس)، أما تكذيبات تيلرسون وماكماستر، فقد يكون ما يقولانه صحيحا، لكنه ليس دقيقا على الإطلاق، ولا يمكن لأي فذلكة إعلامية أن تخبئ حقيقة أن ما حصل كان تجاوزا قاتلا ومتهورا إلى أبعد الحدود".
وتفيد زيغارت بأن "هناك أيضا الأثر على الحليف الأمريكي، الذي لم يكشف عن اسمه، الذي قالت (واشنطن بوست) إنه قلق من مشاركة هذه المعلومات الحساسة مع أمريكا، إن من الصعب اختراق تنظيم الدولة، وقد يتسبب هذا الخرق بانتهاء مصدر حساس ومهم للمعلومات، والمسألة أكبر من ذلك في الصورة الأكبر، حيث يهدد هذا الحدث التعاون المعلوماتي القائم بين أمريكا وحلفائها في أنحاء العالم، وكان ترامب قد أثار الدوائر الاستخباراتية، عندما قرر أن يحول مكان الغداء في منتجع مارالاغو إلى غرفة عمليات في موضوع صواريخ كوريا الشمالية، حيث شوهد مساعدوه يسلطون أضواء هواتفهم المحمولة على التقارير الميدانية، وقاموا بتصويرها بهواتفهم على مرأى من زوار المنتجع، الذين كانوا يأخذون الصور، فإن كنت شخصا لا تستطيع حفظ الأسرار فإن من لديهم الأسرار في العالم لن يخبروك بالكثير".
وتورد الكاتبة نقلا عن مسؤولين، قولهم إن الرئيس ترامب قال لسيرغي وسيرغي خلال اللقاء: "هل تصدقان العالم الذين نعيش فيه اليوم؟.. أليس عالما مجنونا؟".
وتختم زيغارت مقالها بالقول: "نعم سيدي الرئيس، إنه عالم مجنون".