تتنامى ظاهرة
الاغتيالات في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة درعا، جنوبي
سوريا، إذ باتت تجنح الخلايا المنفذة لها، لاستهداف فرق الدفاع المدني السوري بشكل مباشر، ناهيك عن اغتيال عناصر وقادة في الجيش الحر، منذ شهرين، حيث كان
النظام السوري تبنى معظمها رسميا عبر وسائل إعلامه الموالية.
وقال الإعلامي الملقب "أبو رعد الجبابي" لـ"
عربي21": "إن عناصر الدفاع المدني باتوا عرضة لعمليات الاغتيال دوما، أثناء قيامهم بعملهم وواجبهم الإنساني تجاه المدنيين، حيث تعرضت مجموعات من أصحاب
الخوذ البيضاء للاستهداف بعبوات ناسفة، أردتهم قتلى وجرحى، أثناء تأدية عملهم".
وسجلت أكثر من 5 حوادث اغتيال تعرضت لها فرق الدفاع المدني في محافظة درعا، منذ منتصف نيسان/إبريل الفائت، أصيب خلالها أكثر من 10 متطوعين، وقتل قرابة 5 آخرين، بحسب الجبابي الذي يعمل إعلاميا معهم.
ومن أبرز الشخصيات التي كانت ضحية عمليات الاغتيال، مدير مركز الدفاع المدني السوري بمحافظة درعا ومؤسس الهيئة العامة للخدمات، عبدالله السرحان "أبو ياسين" الذي قتل بعد استهدافه بصاروخ موجه يوم الإثنين 20 آذار/مارس عندما كان برفقة أحد كوادر المركز أنور هزاع، أثناء مرورهم بسيارة على الطريق الواصل بين مدينة درعا وريفها الشرقي، وتبنى النظام السوري فيما بعد عملية اغتياله من خلال بث تسجيلا مصورا لها على وسائل إعلامه.
وحاول مجهولون، اتهمهم الجبابي بصلتهم بالنظام، زرع عبوات ناسفة قرب مقر مركز الدفاع المدني في أحياء مدينة درعا، يوم الأحد السابع من أيار/مايو، لكنهم فشلوا في إكمال مهمتهم في تفجيرها، بعد ملاحظتهم من قبل المناوبين في المركز وفرارهم وقام بعد ذلك الفريق المختص بإزالة الألغام بعملية تفكيكها، وإبطال مفعولها.
وأردف قائلا: "قبلها بأيام، جرح ثلاثة من متطوعي الدفاع المدني جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم أثناء توجههم لفك وإبطال القنابل العنقودية من مخلفات قصف النظام السوري على السهول المحيطة بمدينة درعا".
وأكد الجبابي، أن النظام السوري ينشط لإخماد الدفاع المدني وحركته في سوريا، باستهداف مراكزه ومتطوعيه بالقصف والعبوات الناسفة، التي دأب على استخدامها مؤخرا في الجنوب.
بدوره، أفاد عضو مركز "غزالة" للإعلام حسام الساروت طه لـ"
عربي21"، أنهم سجلوا عدة محاولات اغتيال تعرض لها مقاتلو الجيش الحر، بالريف الشرقي لدرعا، بلغ عددها 5 محاولات، وأسفرت عن مقتل قادة فصائل بارزين في الجنوب السوري.
وأوضح الساروت، أن معظم العمليات نفذت على أطراف بلدتي الغارية الغربية والشرقية، بريف درعا الشرقي، بواسطة زرع عبوات ناسفة في الطرقات التي يستخدمها مقاتلو المعارضة، وتفجيرها بهم حال مرورهم بالإضافة لأسلوب الاغتيال عبر إطلاق النار من إحدى السيارات.
ولفت الساروت، إلى أن سيارة كان يستقلها مقاتلو الجيش الحر، انفجرت فيها عبوة ناسفة زرعت على طريق أثناء مرورهم عليه في أطراف الغارية الغربية بريف درعا الشرقي في 29 نيسان /إبريل، أسفرت عن مقتل اثنين منهما وإصابة آخرين بجراح متفاوتة.
وأضاف أنه لم يعرف منفذ العملية، لكن نشطاء يرجحون أن يكون النظام زرع هذه العبوات من خلال توظيف خلايا تتبع له داخل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، كونه تبنى عبر وسائل إعلامه عدة عمليات مماثلة سابقة وبذات الطريقة.
ووفق مكتب "توثيق الشهداء" في محافظة درعا، فإن 17 شخصا من متطوعي الدفاع المدني ومقاتلي الجيش الحر اغتيلوا بالعبوات الناسفة، منذ مطلع الشهر الفائت "نسيان /إبريل"، بينهم 3 قادة عسكريين، ومدير مركز الدفاع المدني في بصر الحرير.