نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا عن خدمة جديدة تقدمها شركة بريطانية، وتجد رواجا في دول
الخليج.
وتحدثت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، عن خدمة فحص
الحمض النووي للصقور الخاصة بالسباقات، وهي مسابقات تتمتع بشهرة واسعة في دول الخليج، خصوصا الإمارات.
وهذا الفحص الذي يتم عبر فحص عينة من "
دي إن إيه"، كان مخصصا للإنسان، لكنه اتخذ مسارا غير متوقع، واتجه نحو واحدة من الرياضات الأكثر نخبوية في العالم، وفتحت أسواق جديدة لفحص الحمض النووي للحيوانات والنباتات.
وقالت إن علم الجينات بات الآن "يساعد مئات مالكي
الصقور لتحديد جنس فراخها؛ باستخدام عينات الحمض النووي، ما يمنح الشركة التي تقوم بذلك ومقرها، دورهام البريطانية، الوصول إلى الرياضة التي تنفق عليها الملايين".
وقد اكتشف نيل سوليفان، المالك المشارك لشركة "كومينيمنت جينوميكس"، والذي بنى اسمه عن طريق اختبار الحمض النووي على نطاق واسع عبر موقعه (dadcheck.com)، اكتشف أن مختبره يمكن أن يدخل سوق مربي الصقور قبل ثلاث سنوات.
ويشرح الدكتور سوليفان كيف حصلت القصة ودخل سوق الصقور، حيث قال: "كان لدينا سيارة عليها علامتنا التجارية "شيك داد" (..) وعندها سألني رجل ما إذا كنت أستطيع فحص طيوره".
وأضاف: "فحصت له صقرين في ذلك العام، وقام بإبلاغ صديق له الذي تحدث عنا في "فيسبوك". في السنة الأخيرة قمنا بفحص أكثر من 1300 بيضة في موسم التناسل (شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو)، وكان ذلك العام هو الأكثر انشغالا. ونما عملنا بشكل سريع".
وتابع: "لقد صدمت من كمية المربين المهتمين بالصقور. المربون الكبار يبيعون الصقور للشرق الأوسط، ولقد جئت إلى هنا لمعرفة أن سباق الصقر في الخليج يعادل سباق الفورمولا ون للسيارات".
ويقدر عدد الصقور التي تصل الإمارات، التي تعد واحدة من أكبر أسواق الخليج، سنويا بنحو 600 صقر.
وقد قام الدكتور سوليفان وفريقه من العلماء بتحليل أكثر من 2000 عينة لأكثر من 100 مرب في المملكة المتحدة وأيرلندا على مدى العامين الماضيين.
وتشرح الصحيفة أن "مالكي الصقور يدفعون 20 جنيها إسترلينيا لاختبار الحمض النووي خلال ثلاثة أيام. فبمجرد أن تفقس البيضة، فإنهم يرسلون قشرها مع الغشاء".
وتتابع الصحيفة: "يأتي بعد ذلك دور علماء الجينات، الذين يستخرجون الحمض النووي من الأوعية الدموية في الغشاء، ووضعها من خلال عملية التصوير الجزيئي".
وتقول الصحيفة إن "المربين حريصون على معرفة جنس الفراخ لسببين؛ أولا، الأنثى التي تكون مهجنة من نوع "شاهين" يمكن أن تباع بمبلغ يصل إلى 70 ألف جنيه إسترليني، في حين أن الذكر الصغير يمكن أن يباع ما بين 10 آلاف جنيه إلى 18 ألف جنيه".
ثانيا، بحسب الصحيفة، من الجيد معرفة جنس الفراخ في أقرب وقت ممكن. إذ إنه إذا تم تربيتها من أيامها الأولى، يمكن أن تتطبع بالطباع البشرية لصاحبها، ما يجعلها آمنة وأسهل في التعامل، والتدريب، والإطعام، والتكاثر.
وأضافت "التايمز": "تقليديا لم يكن بإمكانه التمييز في جنس مواليد الصقور حتى نهاية الشهر الأول، ولكن المربين الآن يمكنهم معرفة نوع جنس الفراخ في أيامها الأولى".
وبعد دخوله عالم الصقور، يقول الدكتور سوليفان إن الفرص الجديدة في اختبار الحمض النووي للنباتات والحيوانات فتحت بابا للشركة لم يكن يتخيله أبدا.
وقال: "نعمل على تجهيز فحص للخفافيش أيضا، وهذا سوق متنام تماما". فيمكن لخبراء البيئة وشركات البناء اكتشاف ما هي أنواع الخفافيش في منطقتهم؛ عن طريق الحصول على عينات من الفضلات.