استعرضت صحيفة
إسرائيلية، واقع مدينة
القدس المحتلة "الصادم" بعد 50 عاما على استكمال احتلالها وضم شطرها الشرقي، حيث تشير المعطيات إلى أن القدس الآن هي "أكثر فلسطينية"، داعية إلى طرد نحو 200 ألف فلسطيني مقدسي يقيمون في نحو 22 تجمعا عربيا من القدس وضمهم إلى الضفة الغربية المحتلة.
الصورة الكاذبة تحطمت
وأكدت صحيفة "
يديعوت أحرنوت" في مقالها الافتتاحي الذي كتبه لها اليوم، وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق حاييم رامون، أن المعطيات التي نشرها "مكتب الإحصاء المركزي" الإسرائيلي بمناسبة "يوم القدس"، "تحطم الصورة الكاذبة التي عرضتها حكومات إسرائيل المتعاقبة على مدى السنين والتي يحييها اليوم رئيس
الحكومة بنيامين نتنياهو بكفاءة لا بأس بها".
وأوضح أن ما يسمى بـ"القدس الموحدة" وبعد 50 عاما من حرب الأيام الستة؛ "هي اليوم أكثر فلسطينية بكثير وأقل يهودية، وأقل صهيونية من أي وقت مضى، وأكثر فقرا وأقل تعليما"، منوها إلى أن "معدل الأصوليين (اليهود الحريديم) في أوساط اليهود يزداد - 35 في المئة من سكان القدس - بينما يشكل العلمانيون والتقليديون اليهود أقلية منذ الآن".
وأشار رامون الذي ينتمي لما يسمى "حركة إنقاذ القدس اليهودية"، إلى أن القدس تساهم بالنسبة الأكبر بواقع 60 بالمئة للمشاركين (أطلق عليهم مصطلح مخربين) في انتفاضة الأفراد الأخيرة، كما تشكل ممرا آمنا لهؤلاء المشاركين وأيضا للماكثين غير القانونيين من الضفة الغربية، ممن يشقون طريقهم إلى البلدات الإسرائيلية.
ولفت الوزير الإسرائيلي، إلى أن هناك هجرة سلبية في مدينة القدس، فمقابل 7600 من اليهود التاركين للمدينة هناك فقط 200 عربي، منوها أن "آخر إحصاء لسكان القدس يفيد بأن عددها اليوم 883 ألف نسمة، منهم فقط 552 ألف (60 في المئة) يهود، ونحو 331 ألف (40 في المئة) فلسطينيين ليسوا مواطني إسرائيل، في حين نحو 60 في المئة من الشباب (من صفر وحتى 18) هم فلسطينيون".
وتساءل باستهجان: "هل توجد مدينة في العالم نحو 40 في المئة من سكانها ليسوا مواطني دولتها ومعظم شبانها ليسوا مواطنيها، كما أن معظمهم ينالون تعليما معاديا؟"، وفق زعمه.
نتنياهو وبركات يواصلان الخداع
ورأى أن "العامل الأساس والحصري، الذي خلق هذا الواقع المأساوي والباعث على الاكتئاب، هو ضم 22 قرية ومخيما للاجئين الفلسطينيين عام 1967"، مؤكدا أن "هذا الضم كان نتيجة سكر الأحاسيس وفقدان الطريق من حكومة إسرائيل بعد احتلال الضفة الغربية (واستكمال احتلال القدس) في حرب الأيام الستة".
وأقر الوزير الإسرائيلي، أن قرار الضم؛ "كان قرارا بائسا ضعضع بشدة يهودية وأمن واقتصاد القدس"، لافتا أنه ليس صدفة أن احتفالات الحكومة الإسرائيلية بـ"يوم القدس وسنة القدس، (بعد مرور 50 عاما على احتلال وضم باقي مدينة القدس المحتلة) لم يتم الاحتفال به في تلك القرى الـ22 والتي يقيم فيها أكثر من 200 ألف نسمة".
وقال: "رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس بلدية القدس نير بركات، سيسدلان اليوم، ستارا كبيرا وسميكا على مئات آلاف الفلسطينيين غير المرئيين ممن يسكنون في مناطق الخداع والتظاهر للقدس الكاملة"، مؤكدا أن "نتنياهو وبركات يواصلان الخداع وتقديم عرض عابث لعاصمة إسرائيل الموحدة (القدس المحتلة)، وهكذا يتم تخليد المصيبة".
وهذه هي "صورة الوضع الباعث على الصدمة"، بحسب رامون الذي نوه أن "القدس لن تكون يهودية وصهيونية بل هي المدينة الأفقر في إسرائيل، وبالأساس فلسطينية أكثر".
وأضاف: "في هذه اللحظة الحرجة فإن إسرائيل ملزمة بأن تتخذ قرارا شجاعا وسريعا، وتعترف بالخطأ الرهيب الذي تسبب بأن تكون القدس تحت خطر متعاظم لفقدان طبيعتها اليهودية (بحسب زعمه) وضعف أمنها واقتصادها، وتعلن أن الـ22 قرية ومخيم لاجئين فلسطينيين تعود إلى مكانها الطبيعي بالضفة الغربية".
واعتبر الوزير الأسبق أنه باتخاذ الخطوة السابقة "يتحقق ربح وخلاص القدس وأكثر من ذلك، بحيث ستعزز مكانتها الدولية، وسيتحقق اعترافا دوليا عمليا بكونها عاصمة إسرائيل، ويزيد ذلك احتمالية التوصل لتسوية سياسية".